جدل كبير أثير خلال الساعات الماضية حول الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بطب قصر العيني، والمُلقب ب«رائد الطب الباطني في مصر»، بعد أن ظهر أثناء عقد قران ابنته وهو يُقبل يد رجل الأعمال محمد أبوالعينين، بعد كلمة ألقاها في حفل زفاف ابنته. هجوم كبير تعرض له «موافي» بسبب الصورة، من جمهور السوشيال ميديا ومن أوساط مختلفة طبية وإعلامية، إذ علق الدكتور خالد منتصر على المشهد بقوله «كنت أتمنى ألا أرى هذا المشهد المخزي في حياتي»، وقال الإعلامي تامر أمين في برنامجه على النهار «الدكتور حسام موافي يمثل قيمة العلم.. العلم يقبل المال.. مينفعش الآية تنعكس المال المفروض يكون في خدمة العلم». ليست هذه هي المرة الأولى التي يتصدر فيها الدكتور حسام موافي التريند، فأكثر من مرة يثير الجدل بتصريحات طبية دينية تسبب حالة من اللغط ورفض الخلط بين الدين والطب، ففي برنامجه «ربي زدني علما» على قناة «صدى البلد» قال «موافي» في وقت سابق، إن العلم لم يتوصل إلى سبب الغباء وهل هو عيب خلقي أم وراثي، كما تحدث بالمنطق ذاته عن البخل وتساءل هل هو وراثة أم تربية، وعندما حل ضيفا على برنامج «مصر تستطيع» على قناة dmc، أثار الجدل بقوله إنه أدى فريضة الحج 43 مرة وأضاف: «الحج عندي مزاج والاستماع للقرآن أو قراءته قمة المزاج». ليس هذا فقط، بل قال «موافي» في برنامجه وفي العديد من اللقاءات التليفزيونية التي أجراها: «الطب أكل عيش مغلف بالإنسانية»، «أبولهب أغبى واحد في الدنيا، كان ممكن يكذب الإسلام لما نزلت آية (سيصلى نارا ذات لهب) لكنه فضل على كفره إلى أن توفى»، واعتبره الأطباء يخلط بين الدين والطب ويقدم نصائح غير علمية عندما قال: «كُل نص بطن تعيش 100 ألف سنة». وعلى الرغم من أنه يقدم نفسه باعتباره الطبيب الشيخ الذي يقدم نصائح طبية من وحى القرآن والسنة، هاجمه الجمهور في حفل زفاف ابنته حينما ظهرت مرتدية فستان مكشوف. وفي حواره مع أسامة كمال على قناة dmc رد موافي على قصة ربط العلم بالدين والقرآن، بقوله: «لا أخشى من ربط العلم بالقرآن، نفترض أننى فسرت آية بالعلم والعلم تغير لكن الآية ثابتة (محصلش حاجة)». وأضاف: «الرسول أعطانا القرآن وهو يدرك تفسيره لكنه لم يقله ليظل معجزة إلى يوم الدين». وأكد «موافي» أنه يتواصل مع متخصصين في الشؤون الدينية، وقال إن القرآن أوصانا بإعمال العقل: «أنا بشغل عقلي لكن لا أقول شىء إلا عندما أسأل متخصص أو أقرأ لأتأكد أنني على صواب»، مؤكدا أنه سأل شيخا كبيرا فى تفسير آية، وعندما قال له تفسيرا آخر قال له الشيخ: «الله ينور عليك». وفسر «موافي» الهجوم الذي يتعرض له دوما من زملاء المهنة، بأنه غيرة: «لا أحزن من الهجوم لكنني أحزن بسبب واحد من أخطر الأمراض، وهو الغيرة، لأنها إذا أصابت إنسانا انتهى»، مؤكدا أنه لا يوجد شخص ليس له أعداء: «لا يوجد شخص أجمع عليه الجميع، والشيخ خالد الجندى قال لي ذات مرة إن والدته كانت تدعو له بدعاء ربنا يكتر حسادك، ليكون الحسد دليلا على نجاحه». من هو حسام موافي؟ وتفاصيل عن رحلة صعوده إعلاميا على مواقع التواصل الاجتماعي - أستاذ طب الحالات الحرجة تخرج من كلية قصر العين - حصل على البورد من بريطانيا في منذ نصف قرن الماضي - عضو لجنة الترقيات بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية. - عضو جمعية أطباء القلب المصريين والعرب. - عضو جمعية أطباء الكُلى المصريين والعرب. - يلقب ب «أبوالطب الباطني» في مصر والوطن العربي. - والده كان رئيس محكمة النقض الأسبق. من جانبه قال الدكتور خالد منتصر، إن الدكتور حسام موافى مهارة كبيرة في التدريس وأنه تعلم على يده الطب وأصول المهنة، لكنه شعر بصدمة كبيرة عندما شاهد الصورة التي تم تداولها مؤخرًا. وعلق «منتصر» في حديثه ل«المصري اليوم»، على ما يقدمه الدكتور موافى وغيره ممن يتحدثون عن منهج الاعجاز العلمي، بأن الدين ثابت لكن العلم متغير فلا يجوز الربط بين الاثنين. وأضاف: «الطب الحديث قائم على الدليل ولهذا أسال الدكتور حسام عندما تحدثت بأنك عالجت آلاف المرضي من الصداع الصفي بالاعتكاف.. ما هي الإجراءات التي قمت بها؟ وأين عالجتهم؟ ولم تحدد نوع الصداع النصفي من العين أو بسبب الأنف أو غيرهما؟ وأين نشرت هذا البحث؟». ووصف «منتصر» تصريحات الدكتور موافي عن علاج الصدع النصفي بالاعتكاف، بأنها لا تمت للعلم بأي صلة، وكذلك ما قاله عن أن الصلاة تعالج من الجلطة، وأن المرض النفسي لا يصيب الشخص المداوم على صلاة الفجر.. وغيرها، يراها «منتصر» بأنها ليست لها دليل علمي، مؤكدا أن الوسط الطبي في حالة صدمة لأنها صادرة من أستاذ جامعي كبير. وطالب الدولة بالاهتمام بالبرامج العلمية وبثها عبر شاشاتها المختلفة لترتقي بعقول المشاهدين ومحاربة أفكار أطباء الدراويش بشكل عام. قال الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الشعب المصري بطبيعته يتأثر بالمعالجات الدينية في القضايا والأزمات التي يتعرض لها، ولديه اعتقاد بأن الدين يسهل له المشاكل ويضع حلولًا لها، ولذلك يلعب بعض الأطباء على هذا الوتر، فيتم توظيف الدين بأفكار معينة مثل ما يقدمه الدكتور حسام موافي، وهو ما يضر بالعلم والدين معًا. وأشار خليل ل«المصري اليوم» إلى أن القرآن الكريم ليس كتابًا للطب، وأن النبي محمد لم يتحدث عن العلاج بالقرآن، وأن ما جاء في قوله «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» هدفه منظور إيماني وليس طبيًا، لأن العلم يتجدد بعكس العقائد الدينية الثابتة. ولكن الدكتور موافي تعمد ربط الدين بالطب لمغازلة السوشيال ميديا وللأسف، وبدأ في الحديث عن أشياء ليس لها علاقة بالعلم، ولأن المصريين يتأثرون بالمعالجات الدينية، تم تصديق كلامه. وقال خليل أن «موافي»إنه لم يقدم لنا أي بحث علمي يؤكد الكلام الذي يتم ترديده على الفضائيات، فهو تحدث كثيرًا في قضايا علمية ووضع حلولًا لها دون أن يقدم أي دليل على كلام ديني على طبي ولم يكن له علاقة بالواقع، فهي مجرد وضع بهارات على كلامه لجذب أكبر عدد من رواد السوشيال ميديا.
