علاقة وطيدة جمعت بين المطرب الكبير الراحل محمد رشدي، والذي تحل اليوم ذكرى وفاته، حيث يتزامن في 2 مايو 2005، والموسيقار الراحل بليغ حمدي، حيث تعاونا في الكثير من الأعمال التي لا تزال خالدة رغم رحيلهما. وفي تسجيل نادر، كشف المطرب محمد رشدي، عن كواليس علاقته بالموسيقار الراحل بليغ حمدي، وذلك خلال حوار له مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، في حوار أجراه الأخير معه. وتحدث «رشدي» عن موقفا مع الموسيقار بليغ حمدي، لافتا أن الأخير لديه قدرة تجعلك تحبه وله عدة وجوه قائلاً: «عنده قدرة تخليك تحبه، هو له كذا وجه، فمثلا هو عارف إن محمد رشدي تكوينه إزاي، فيجي مثلا ماهر العطار، يقول له روحنا وذهبنا في كذا وكذا، تلاقي بليغ يقوله ايه يا ابني، رشدي بيصدق الكلام ده، انت بتهزر، وطبعا لأنه عارف إني هو في نظري كسيد درويش لا يخطئ». وحكى «رشدي» موقفا حدث له مع بليغ حمدي، قائلاً:«في يوم كنا بنسافر بخمسة جنيه، قال لي بليغ تعالى أفسحك في بيروت، قلت له منين، هو احنا معانا فلوس؟، قالي خلاص مش أنت بتاكل وتشرب، وتنام؟، فهو راح بيروت ونزلني في مكان في سويت أنا وهو، ونزلنا وكانت الدنيا بتمطر، ونزلنا في مكان وسابني وقفت، وأنا بترعش، وروحت اشتريت بالطو، من البرد، وفجأة لقيت كمال الطويل، بيقولي أنت واقف كده ليه؟، قلت له أنا مستني بليغ طلع في العمارة دي، ونازل». وتابع: «ورد كمال الطويل عليا، قال كده؟ وضحك، ومرضاش يقولي فيه إيه، قالي إيه ده؟ قلت له بالطو اشتريته ب 80 ليرة، قال لي لأ تعالى أرجعهولك! قلت له إزاي أنا هموت من البرد، قال لي هديك حاجة من عندي، واداني بلوفر شيك قوي كشمير، وشوية ونزل بليغ حمدي، ومعاه زجاجة برفان كبيرة، جابها، وأنا طلعت الغرفة، حطيت منها وغرقة الحجرة كلها بالبرفان، لأن كان جاي لنا ناس يسلموا علينا معجبين، فلقيت موريس اسكندري، دخل وبيشم البرفان، وقال لي إيه ده!، دي كولونيا عبد الحليم حافظ، قلت له عبد الحليم إيه؟ قال لي اللي انت رشه ده بتاع عبد الحليم حافظ، وأنا عرفت موريس اسكندر، كان بيحاول يعمقها ويوضحها لي، خاصة إني عملت معاه أغنية «حسن يا مغنواتي» وكان عايزني أغنيها في بيروت، وكنت كاتبها علشان بليغ حمدي، قلت له إيه ده؟ قال لي آه، قلت له يعني سبني تحت العمارة وراح لعبد الحليم حافظ، وواخد محمد رشدي معاه في إيده، يعني زي لما تحب تغيظ واحدة تقابلها بواحدة تانية؟». وتابع: «وقلت لنفسي إيه ده أنا بيتلعب بيا بقى؟، وكان وقتها معايا شريط أغنية «عرباوي، وحسن المغنواتي»، واتصلت بواحد اسمه المليجي، كان عامل برنامج في بيروت، بالليل، قال لي تعالى فورا، وهعزم لك فرقة بحالها، وصحي بليغ حمدي، من النوم لقى محمد رشدي في التليفزيون، وكمان مش أغانيه، فقال لي إيه اللي أنت عملته ده، قلت له إيه يا بليغ أغنيتين وعايزة أمشيهم عشان سوقهم يتباع، قال لي كنت هجيب لك عشرة آلاف ليرة في سهرة زي دي، وكان وقتها هيتجنن، فقلت له عايز أسافر». محطات في مشوار المطرب الشعبي محمد رشدي الفني وُلد محمد محمد عبد الرحمن الراجحي، الشهير بمحمد رشدي، في 20 يوليو 1928. مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. والتحق الفنان الراحل محمد رشدي، بمعهد فؤاد الموسيقي، وكذلك قام بحفظ القرآن في كُتاب القرية، ثم انضم للإذاعة كمطرب وملحن، وقام بتقديم ملحمة «أدهم الشرقاوي» والتي لاقت نجاحا كبيرًا آنذاك. فترة جديدة انطلق خلالها المطرب الراحل محمد رشدي، بعد تعاونه مع الموسيقار بليغ حمدي، والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، لييكونوا ثلاثيا فنيا . تميز المطرب الراحل محمد رشدي، بتقديمه ألوان مختلفة للأغنية، سواء الشعبية، أو الوطنية، أو الدينية. مشوار ملئ بالأعمال قدمها المطرب الراحل محمد رشدي، حيث قدم أغنيات، «عدويةن حارة السقايين، طاير يا هوا، عالرملة، عرباوي، كعب الغزال، مغرم صبابة، وهيبة، يا ليلة ما جاني الغالي» والكثير من الأعمال الأخرى.
