قضية مقتل طفل شبرا أثارت ضجة كبيرة نظرا لما تحتويه تفاصيلها من بشاعة، لا سيما أن الفترة الاخيرة شهدت عددًا من الجرائم التي هزت الشارع المصري، مما دفع البعض لطرح التساؤلات حول الأسباب والدوافع النفسية خلف ظاهرة جرائم العنف. وفي هذا الصدد ، قالت الدكتورة إيمان ممتاز، أخصائية التحليل النفسي، أن هذا النوع من الجرائم بهذه الطريقة من خلال التواصل مع ال«ديب ويب» ظاهرة فردية وليست مجتمعية، ولكنها مرتبطة بظاهرة التريند التي انتشرت مؤخرًا في مجتمعنا بدرجة تصل حد الهوس والجنون. وأكدت «ممتاز»، أن المحرض على الجريمة متمكن بشكل كبير في ال« ديب ويب»، كما التحليل النفسي والاجتماعي الدافع لارتكاب مثل هذه الجرائم يرجع لتنوع وسائل التواصل الاجتماعي وما بها من غزارة في المعلومات وسهولة الاطلاع عليها وإتاحتها للجميع، دفعت بعض االأطفال وفئة من المجتمع لارتكاب جرائم غير متوقعة بل ويصعب تخيلها بهدف كسب المال والشهرة السريعة. وقالت«ممتاز»، التريند في مصر مؤخراً هو الدافع لفعل أي شيء سواءً الشهرة أو كسب المال بشكل أسرع، دون فعل أي جهد أو مثابرة للوصول نحو أهدافنا وهو ما دفع البعض وخاصة الأطفال والمراهقين لارتكاب مثل هذه الجرائم، ويرجع ذلك لغياب الرقابة على تلك المنصات، وأيضاً غياب الرقابة المنزلية من الأب والأم على أطفالهم وعدم توجيههم بشكل سليم. و تابعت «ممتاز»: «هناك الكثير من الأمهات الآن نراها تنتهك خصوصيات منزلها وأولادها بسبب الجري وراء التريند والمشاهدات، فأصبحت الظاهرة تنتشر بشكل أسرع، مما جعل الأطفال عرضه لهذه السلوكيات الغير الأخلاقية، خصوصًا عندما يجد هؤلاء الأطفال الكثير من اليوتيوبر وغيرهم قد ظهر عليهم الثراء الفاحش بشكل سريع، جعل هؤلاء المراهقين يسعون وراء الحصول على تلك الأموالون تفكير». وأشارت إلى أن الجزء النفسي في جرائم العنف والقتل، هو ما نتعرض له من خلال مشاهدة الأفلام والمسلسلات بشكل دائما ونراها تصدر لنا مشاهد العنف وجرائم القتل فيألفها الفرد، مثل ما سمعناه مؤخرً في تريندات« تيك توك» والمتلازمات التي سمعناها بعد ذلك في المسلسلات، مؤكده أن ذلك يعد خطرًا كبيرًاخاصة مع الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي. وتابعت «ممتاز» : «من الواضح أن طفل المحرض، يعاني من عدم تقدير الذات، ولديه رغبة في حلم الثراء السريع لتحقيق طموحاته في هذه السن الصغيرة، فتوصل لفكرة أن يقوم بمثل هذا العمل مع اعتقاده أنه بعيد عن القانون المصري، وطلب من المتهم المنفذ إعادة تكرارها، موضحا أن هذا الطفل لديه تنظيم ذهني وثبات واتزان نفسي، جعله يدير الجريمة المتوحشة بكل هدوء رغم بشاعتها ويطلب من المنفذ تصويرها له عبر تقنية الفيديو كول، لأنه يثق بشكل كبير أن لا أحد يستطيع الوصول للديب ويب بشكل كبير». وأكدت إيمان ممتاز أن الوضع الاقتصادي الحالي من انتشار للفقر والبطالة، عاملاً مؤثراً، وهو ما يجعل تلك الفئة من الأطفال والمراهقين يحلمون بالحصول على الأموال والشهرة السريعة دون أي مجهود. وطالبت إيمان ممتاز بالعديد من التوصيات التي من المهم تعليمها لأطفالنا وخصوصاً في سن المراهقة. 1- كيفية إدراك القيمة الحقيقية لكل شيء، كيفية تقدير الوقت واستغلاله. 2- يجب التوعية من مخاطر التريند والظواهر الغريبة على مجتمعنا. 3- توعية الشباب والأطفال أن السعادة الحقيقية ليست في الشهرة والأموال والسريعة، لمجرد تقديمي محتوى غير هادف. 4 التأكيد على فكرة أن شهرة التريند ووسائل التواصل الاجتماعي هي فكرة زائلة، لعدم وجود قيمة حقيقية. 5- ضرورة وجود مراقبة من البيت وأولياء الأمور والتوعية الدائمة.
