أطلقت مصر وتركيا تحذيرا جديدا من اشتعال منطقة الشرق الأوسط، على إثر التوتر والتصعيد العسكرى بين إيران وإسرائيل، إذ توافق سامح شكرى وزير الخارجية مع نظيره التركى هاكان فيدان، على ضرورة تحرك دولى فى مسار حل الدولتين ووقف الحرب فى غزة، بينما تصاعدت وتيرة «المواجهات الكلامية» بين تل أبيب وطهران، إذ وصفته الأخيرة ب«لعب الأطفال»، فى الوقت الذى طلبت فيه إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، من الخارجية والمخابرات، التزام الصمت بشأن الهجوم على أصفهان؛ لمرور اللحظة الخطيرة دون تطور الأمور إلى حرب. وقال شكرى، إن مصر تعمل مع تركيا لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، مؤكدًا فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التركى هاكان فيدان، فى إسطنبول، أمس، أن حجم الدولتين وإسهامهما فى تداول القضايا الإقليمية والدولية أمر مهم، ومن ثم كان تركيز مصر وتركيا على القضايا الإقليمية وفى مقدمتها الحرب القائمة على غزة والآثار المدمرة على الشعب الفلسطينى والقضية وعدد الضحايا، محذرا من التوتر والتصعيد العسكرى بين إيران وإسرائيل، وانعكاساته على المنطقة. وتابع: «مصر حذرت منذ بدء التصعيد العسكرى فى المنطقة من أن الحرب فى غزة ستؤدى إلى اتساع رقعة الصراع والتوتر بالمنطقة». إلى ذلك، أثار الهجوم الإسرائيلى على إيران دعوات دولية للتهدئة، إذ دعت الأممالمتحدة المجتمع الدولى لمنع أى عمل يؤدى إلى عواقب مدمرة على المنطقة، بينما أكد البيت الأبيض عدم رغبته فى تصاعد الصراع بالشرق الأوسط، وفى المقابل، وصفت إيران الرد الإسرائيلى ب«لعب الأطفال»، وقالت إن المرة القادمة، سيكون ردها أصعب، فى حين أشارت أصابع الاتهام إلى تل أبيب فى انفجار وقع فى قاعدة «كالسو» العسكرية فى بابل العراق، التى تضم عناصر من الحشد الشعبى الموالى لإيران. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، إن الوقت حان لوقف دورة الانتقام الخطيرة فى الشرق الأوسط، وعبر خلال منشور له على منصة «إكس» عن إدانته لما وصفه أى «عمل انتقامى»، داعيًا المجتمع الدولى إلى العمل معا لمنع أى تطور إضافى قد يؤدى إلى عواقب مدمرة على المنطقة بأكملها وخارجها. وقال البيت الأبيض إنه لا يريد تصاعد الصراع بالشرق الأوسط، بينما قال موقع «بوليتيكو» إن إدارة الرئيس جو بايدن تأمل أن يؤدى التزام الصمت بشأن هجوم أصفهان لمرور اللحظة الخطيرة دون تطور الأمور إلى حرب. وفى السياق نفسه، قال مسؤولون أمريكيون لموقع «بوليتكو» الأمريكى إن إسرائيل لم تعلق على الهجوم، وإيران قللت من أهميته، معبرين عن أملهم فى انتهاء الأزمة، بينما قال مسؤولون أمريكيون لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية إن الضربة الإسرائيلية فى إيران كانت محدودة، وإن الجانبين أوصلا رسالتيهما. وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريسى سوناك، إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بأن أى تصعيد كبير لا يخدم مصلحة أحد، وأنه يريد رؤية الهدوء فى المنطقة. من جهتها، دعت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى خفض التصعيد فى الشرق الأوسط، مشددة على ضرورة بذل كل الجهود حتى تمتنع جميع الأطراف عن أى إجراءات أخرى. وطالب المستشار الألمانى، أولاف شولتس، جميع الأطراف المعنية بضبط النفس، بينما عبر وزير الخارجية الإسبانى، خوسيه مانويل ألباريس، عن أمله فى أن يكون هجوم أصفهان هو الأخير فى الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
