قال موقع «Eurasia review» في تحليل جديد ل إنّ معارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنقسم إلى فئتين، الحفاظ على حكومته الهشة، وخوض حرب خسرها بالفعل في محكمة الرأي العام، وربما على الأرض في غزة، «إذا قيست بأهدافها». وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تعرضت يوم الإثنين الماضي لأهم انتكاسة دولية منذ عام 2016 عندما سمحت الولاياتالمتحدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة . وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن عام 2016 الذي أدان النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. وبحسب التقرير، يؤدي التصويت الأمريكي في غزة إلى توتر علاقات إسرائيل مع الولاياتالمتحدة الداعم الرئيسي لها والذي منعت مجلس الأمن من المطالبة بوقف إطلاق النار خلال الأشهر الستة الماضية، وكذلك مع أوروبا ومعظم بقية المجتمع الدولي. وقال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون ليل إن «العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة تعرضت لضربة خطيرة»، وقال إن الأمر نفسه ينطبق على أوروبا حيث صوت أعضاء مجلس الأمن الأوروبي لصالح وقف إطلاق النار. وأضاف مارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل والمفاوض الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط: «لا ينبغي أن يكون هناك شك: الولاياتالمتحدة ترسل إشارة لبيبي» نتنياهو«بأن منزله يحترق، ولا ينبغي له أن يعتبر الولاياتالمتحدة أمرا مفروغا منه». وحاولت سفيرة الولاياتالمتحدة ليندا توماس جرينفيلد، على نحو مثير للجدل، تخفيف الضربة بإعلان أن القرار «غير ملزم»، على الرغم من أن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ملزمة قانونا وتشكل قانونا دوليا، ومن خلال القيام بذلك، كانت توماس جرينفيلد تحاول أيضًا إنشاء منطقة عازلة ضد الضغوط المحتملة على الولاياتالمتحدة لمعاقبة إسرائيل إذا رفضت الالتزام بالقرار. وذكرت وزارة الخارجية قبل ساعات من التصويت في الأممالمتحدة أن الولاياتالمتحدة تعتبر إسرائيل ملتزمة بمذكرة الرئيس جو بايدن للأمن القومي التي تتطلب من متلقي الأسلحة الأمريكية ضمان التزامهم بالقانون الإنساني الدولي وعدم عرقلة تقديم المساعدة الإنسانية. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: لم نكتشف أنها تنتهك، سواء فيما يتعلق بسير الحرب أو تقديم المساعدة الإنسانية، «لقد أجرينا تقييمات مستمرة لامتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي». ولم يمنع ذلك نتنياهو من الرد على امتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت في الأممالمتحدة بإلغاء زيارة إلى واشنطن لوفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يفتقر إلى الخلفية العسكرية، لمناقشة الهجوم البري الإسرائيلي المخطط له في رفح ومع اجتماع وزير الدفاع يوآف غالانت مع كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن في زيارة منفصلة، فإن تحدي نتنياهو يعتبر رمزيًا إلى حد كبير. ومع ذلك، حذر جالانت، في رده على تصويت الأممالمتحدة، من أن إسرائيل «ستعمل ضد حماس في كل مكان، حتى في المناطق التي لم نصل إليها بعد». ولم يصل جالانت إلى حد تسمية الدول المستهدفة المحتملة، لكن من المرجح أن تتصدر القائمة قطر، الوسيط الرئيسي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتركيا. وحذر مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر من أن «الإسرائيليين يبدون غافلين عن حقيقة أنهم يواجهون ضررًا كبيرًا، ربما على مدى الأجيال، لسمعتهم ليس فقط في المنطقة بل في أماكن أخرى من العالم. نحن نشعر بالقلق من أن الإسرائيليين يضيعون الغابة من أجل الأشجار ويرتكبون خطأ استراتيجيا كبيرا في شطب الضرر الذي لحق بسمعتهم". وأشار التقرير إلى أن تطور الحرب في الأسابيع الأخيرة والمعارك الجارية مع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تشير إلى أنه حتى لو انتهى القتال اليوم، فإن إسرائيل تتطلع إلى تمرد في غزة والضفة الغربية في المستقبل المنظور ما لم ويرتبط وقف إطلاق النار بجهود ذات مصداقية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتوقع مجتمع الاستخبارات الأميركي في الشهر الماضي أن «إسرائيل سوف تواجه على الأرجح مقاومة مسلحة متواصلة من قِبَل حماس لسنوات قادمة، وسوف تناضل المؤسسة العسكرية من أجل تحييد البنية الأساسية تحت الأرض التابعة لحماس، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء، واستعادة قوتهم، ومفاجأة القوات الإسرائيلية». وبحسب التقرير فإن عجز إسرائيل الواضح، بعد ستة أشهر من الحرب، عن هزيمة حماس، على الرغم من توجيه ضربات قاسية لها، يتفاقم بسبب عجزها أو عدم رغبتها في الحفاظ على القانون والنظام في غزة، وجهودها لتقويض منظمة الأممالمتحدة للإغاثة لأسباب سياسية وليس أمنية ورفضها السماح بدخول الإمدادات الإنسانية غير المقيدة إلى القطاع. وقال التقرير أن فراغ السلطة الناجم عن التكتيكات والسياسات العسكرية الإسرائيلية يعزز من صمود حماس وقدرتها على العودة إلى المناطق التي تخليها القوات الإسرائيلية.
