مع تلويح حكومة الاحتلال الإسرائيلي، «لأكثر من مرة»، خلال الأيام الماضية باجتياح مدينة رفح الفلسطينية بريًا، والتي تٌعتبر الملاذ الآمن الأخير للنازحين من سكان قطاع غزة للاحتماء من جحيم الحرب التي دخلت شهرها الرابع (دون هدنة تذكر)، انطلقت التحذيرات الدولية من تلك الخطوة التي تعتزم حكومة الاحتلال اتخذاها، خوفًا من وقوع كارثة إنسانية. يشار إلى أن الأربعاء الماضي، شهد إعلان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنه أمر الجيش بالتحضير للهجوم على مدينة رفح الفلسطينية الواقعة في جنوب القطاع، والتي تضم حوالي مليون ونصف مليون نازح منذ اندلاع حرب غزة في أعقاب حادثة «طوفان الأقصى» التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023. الجيش الإسرائيلي يصادق على عملية عسكرية في رفح وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، مساء أمس الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي صادق على عملية عسكرية في مدينة رفح، منوهة إلى أن الاستعدادات للعملية بدأت قبل أسابيع والجيش وافق بالفعل على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين الفلسطينيين. الرئاسة الفلسطينية تُندد ووسط تحذيرات وكالات الإغاثة من أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء، عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها الشديد وإدانتها واستنكارها للتصريحات التي أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال، بشأن خطة مواصلة العدوان الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة وإخلاء المواطنين الفلسطينيين منها، معتبرةً أن ذلك القرار يشكل تهديدًا حقيقيًا ومقدمة خطيرة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة. الخارجية تطالب «الداعمين» بالضغط على الاحتلال لوقف هجوم رفح طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدول التي دعمت إسرائيل بحجة الدفاع عن النفس الضغط عليها لوقف هجومها الكارثي على رفح. وذكرت الخارجية في بيان: «أنه في ظل استمرار قتل المدنيين وتعميق نزوحهم ومنع وصول المساعدات بالقدر الكافي واستهداف المراكز الصحية والمدنية بات العالم يعبر عن قلق عميق إزاء ما صرح به عدد من المسؤولين الإسرائيليين بشأن البدء بالهجوم على منطقة رفح ذات الكثافة السكانية العالية، وبالتالي ترى الوزارة أن استحقاق الضغط على إسرائيل لثنيها عن ارتكاب هذا الهجوم ما يعنيه من مجازر واسعة النطاق في صفوف المدنيين يقع بشكل أساس على عاتق الدول التي لا زالت تؤمن بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها». وأضافت: «تؤكد الوزارة أن الفشل الدولي وتقاعسه عن ممارسة الضغط اللازم على إسرائيل لوقف هجومها على رفح وحماية المدنيين الفلسطينيين يعني أن تلك الدول لم تتعلم بعد من حرب الإبادة المتواصلة لليوم 126 على التوالي». حماس: نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية حملت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة حال اجتياح قوات الاحتلال مدينة رفح. وقالت «حماس»، في بيان اليوم السبت: «نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح». المطلوب من «أمريكا» إجبار الاحتلال على وقف المجازر طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، وزير الإعلام نبيل أبوردينة، الإدارة الأميركية بإجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل اليوم في مدينة رفح، وذهب ضحيتها 25 شهيدًا وعشرات الجرحى، والتي ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية. وأضاف أبوردينة: أنه على العالم الوقوف صفًا واحدًا، لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير، وعلى الإدارة الأميركية أن تتحرك بشكل مختلف وجدي لوقف هذا الجنون الإسرائيلي، الذي أدى إلى توسع ساحات الحرب في المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة.