في إحدى القرى بمركز الغنايم بأسيوط، كان الطفل «محمود»- 4 سنوات، يلعب مع ابنة عمة «فرح» أمام منزلهما، وعقب 10 دقائق من لهوهما، خرجت أمه من البيت ودُهشت لاختفاء الابن وبكاء الطفلة وصراخها، فعزمت على البحث عنه بكل مكان حتى طرقت بيت ابن عمومة زوجها تسأله: «ابنى جه عندكم؟»، أغلق الباب في وجهها متبوعًا بكلماته «لا شوفناه ولا عايزين نشوفه»، مرت ساعات حتى مل الأهالى من البحث، ليجدوا الصغير مقتولًا ومدفونًا داخل بيارة صرف صحى بمنزل ابن عم والده، والذى فشل في الخروج به عقب احتجازه ليأخذه بمنطقة جبلية حيث ينقب عن الآثار ويقدمه قربان للجن، وضبطت الشرطة والدة وزوجة المتهم للتستر على الجريمة. ابنك مش عندنا حضر «أحمد»، والد الطفل «محمود» من عرب أبوساعد بمركز الصف في الجيزة، حيث يعمل بأحد مصانع الطوب رفقة أخاه ويأتيا للراحة مرة كل أسبوعين، انطلق إلى منزل ابن عمه «عبدالظاهر»- سائق «توك توك»، ليفتك به «قتلت ولدى ودفنته بلا رحمة»، بينما الأهالى يمنعونه ويؤكد له أن «حقك هيجى بالقانون، والحكومة داخل بيته وقبضوا عليه»، يجلس على الأرض يبكى بحرقةِ يقول «ده ابنى اللى طلعت بيه من الدنيا، من محافظة للتانية بأشتغل وأشقى عشانه، هيعيش لمين». «إيه اللى حصل؟.. إزاى قتله بدم بارد لا هان عليه صلة قرابة ولا جيرة؟»، سمعت زوجة «أحمد» هذه الكلمات لتفزع فزعًا شديدًا، وإذ بزوجها مُنهارًا ويطالع صورة ابنهما في حزن، جثت الزوجة على ركبتيها لتحكى له مأساتهما، «الساعة 7 الصبح، (محمود) وابنة عمه (فرح) كانوا بييلعبوا أمام البيت، وحضرت لهم الفطور وطالعة أشوفهم، لقيت البنت والواد اختفى نهائى، فتشت في كل حتة دون آثر للابن، خبطت على باب (عبدالظاهر) خرج لى قدام بيته وزعق فيا: (ابنك مش عندنا)، وطلع هو اللى قاتله». عادت والدة الطفل «محمود» إلى منزلها مقهورة، حين لم تعثر عليه، اتصلت على زوجها «مش لقينا الولد في أي مكان، فص ملح وذاب من صباحية ربنا»، تحكى أن «أبوالعيال» طلب منها البحث في كاميرات المراقبة عن تحركات ابنهما توجهت إلى محل بقالة جوار البيت فلم يتبين قدومه من تلك المنطقة تجاه بحرى، كما يطلقون عليه، بينما كاميرا أخرى تجاه منطقة الجبل أظهرت الطفل صحبة «عبدالظاهر»، ويدخلان بيت الأخير، تقول الأم: «جن جنونى، صرخت ولميت النّاس كلها عليّ». أم الصغير التائهة تصرخ مع انتشال جثمان فلذة كبدها ميتًا حكت أم صاحب السنوات ال4، أنها انتابها الهلع وأخذت عدد من الأهالى وفى طريقهم إلى منزل «عبدالظاهر» قابلته فأخبرها بأن ابنها «شقى» ويمكن خروجه تجاه الزراعات أو الجبل، وحين تواصلت مع زوجها هاتفيًا لتخبره بالتفاصيل طلب منها الجلوس أمام البيت رفقتها السيدات عسى حضور أي شخص معه ابنهما ويكون قد عثر عليه على أن تحضر سيارة نقل و3 «تكاتك» وبهما ميكروفات لتجوب القرية كلها تنادى على الطفل والإدلاء بمواصفاته وملابسه ومناشدة من يعثر عليه يأتي به إلى بيت أسرته. نفذت أم «محمود» ما قاله الزوج حرفيًا، وهو في طريقه من العمل إلى المنزل، لتفاجئ بقدوم «عبدالظاهر» تجاهها مبوخًا إياها: «إزاى أنتِ قاعدة هنا والنسوان، واللى رايح واللى جاى يبص عليكم، قومى ادخلى جوه»، استغربته وقالت له «كل الناس بتدور على الواد إلا أنت رغم قرابتك لنا»، أحاط بها عدد من الأهالى ليلًا، قالوا لها «على فكرة بيت ابن عمومة زوجك بيجرى فيه أشياء غريبة، وشايفين كشافات مضاءة وكر وفر بالحوش وعند طرنش الصرف الصحى». لم يستطع «عبدالظاهر»، منع الناس من اقتحام بيته، وأمه «نادية» وزوجته «لبنى» مرعوبتان، تشيرا إليهم بالتفتيش كيفما شاؤوا ليفتح الأهالى «البيارة» ويشكون في عدم العثور على الطفل «محمود» بأرجاء المنزل، يقولون أكيد دُفن داخلها، قوات الحماية المدنية تدفع بفرقة إنقاذ والشرطة تحضر عقب تحرير محضر، وأم الصغير التائهة تصرخ مع انتشال جثمان فلذة كبدها ميتًا من المياه، وقد وجد أنه مضروبًا على رأسه. اعترافات المتهم: خوفت الفضيحة خبته على راسه بعصا مات مع أذان العشاء، يأتِ أبو«محمود» يطالع الأهالى يرددون «لا حول ولا قوة إلا بالله» في أسى، ويفهم من فوره أن ولده قٌتل ويحاول اقتحام بيت ابن عمومته حيث أشارت زوجته أنه قاتل ابنهما، يمنعه جيرانه ويستمع لاعترافات المتهم: «أخذت الولد جوه بيتى، كنت ناوى أخده الجبل هناك بحفر عن آثار، وعوزته قربان للجن، ولما لقيت الناس بتدور عليه خوفت الفضيحة خبته على راسه بعصا مات، دفنته في البيارة». الشرطة ضبطت مرتكب الجريمة، وزوجته وأمه بتهمة التستر على متهم، ولا تزال تجرى التحريات اللازمة للتأكد من اشتراكهما في القتل من عدمه، وعاينت النيابة العامة مكان الواقعة وتبين أن البيارة على عمق نحو 4 أمتار حيث دفن الطفل تحت الأرض.