أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن الوضع في ليبيا ساء بعد مقتل الزعيم الراحل معمر القذافي، وذلك في تصريحات تلفزيونية تتزامن مع استضافة روما لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، الذي وقع العديد من الاتفاقيات مع الجانب الإيطالي. وقال وزير الخارجية الإيطالي، بحسب وكالة «نوفا»، إن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي كان خطئًا، لأن الوضع ساء على إثر ذلك، مضيفا أن رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، سيلفيو برلسكوني، كان محقًا في هذه المسألة أيضًا. من جهته، أوضح المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي، عادل الخطاب، أن هناك مرحلة جديدة من التدخل تسعى إيطاليا لتنفيذها في ليبيا، بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، والتي يبذل مسؤوليها قصارى جهدهم للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة عن طريق توقيعه لاتفاقيات طويلة الأمد في مجالات عديدة، أهمها مجال الطاقة والنفط مقابل الدعم الدولي والاستمرار لها. وأضاف «الخطاب» في تصريحات لقناة «العربية»، أن رئيس الحكومة منتهية الشرعية، عبدالحميد الدبيبة، والوفد المرافق له، التقوا رئيس الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، في روما، دون إعلان جدول أعمال هذه الزيارة، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب الزيارة في هذا الوقت بالتحديد، وبالأخص بعد أن قصف «الدبيبة» عددًا من المدن في المنطقة الغربية، وصوّرها على أنها عملية للقضاء على أوكار مُهربي البشر. وأشار «الخطاب»، إلى أنه وفقا للأنباء وقع الطرفان خلال الاجتماع مذكرات تفاهم في مجالات النفط والغاز الطبيعي والاستثمار المشترك في المناطق المغمورة بمنطقة حوض المتوسط وفي المناطق اليابسة بحوض غدامس والربط الكهربائي والهجرة وحماية الحدود، وتفعيل عقدي محطتي معالجة المياه والصرف الصحي، واتفاقية لربط ليبيا مع إيطاليا بالكابل البحري. ولفت «الخطاب»، إلى أن الاجتماع ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين الطرفين كشفت العديد من الحقائق، أولها أن رئيس الحكومة منتهية الشرعية ورغم أن مجلس النواب الليبي سحب عنه الثقة قبل أكثر من عام؛ إلا أنه لا يزال مستمرًا في منصبه بدعم واعتراف دولي من دول الغرب المستفيدة من حالة الفوضى السياسية التي تمر بها ليبيا منذ عام 2011، وثانيًا تبين أن إيطاليا تعمل وبنشاط على الصعيد السياسي في الداخل الليبي لتحقيق مصالحها الشخصية المُتمثلة في تحويل الجنوب الليبي إلى مُستعمرةً لها تقوم فيها بتوطين المهاجرين غير الشرعيين لتقليل عدد المهاجرين على شواطئها ومن ناحية أخرى يُصبح الجنوب بوابتها نحو دول القارة السمراء. واستكمل «الخطاب»: «انكشف الغطاء عن صراع بين دول الغرب للسيطرة على موارد وثروات القارة السمراء فنجد روما تتمدد سياسيًا في الداخل الليبي وتسعى للعبور عن طريق الجنوب الليبي نحو دول إفريقيا الغنية بالمعادن والذهب الأسود، بينما نجد فرنسا تتوسع عسكريًا في إفريقيا تحت غطاء بسط الأمن ومكافحة الإرهاب في البلدان التي تُعاني من أزمات أمنية وسياسية حقيقية تقوم بتغذيتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي قد يقود إلى تحول ليبيا إلى منطقة صراع بين دول الغرب الذي يُعاني من ازمة حقيقية في إمدادات الغاز والنفط». ورأى «الخطاب»، أن إيطاليا وتحركاتها النشطة في الداخل الليبي على مدار الفترة الأخيرة من لقاءات وتوقيع مذكرات تفاهم مع حكومة منتهية الشرعية بقرار من مجلس النواب الليبي، قد يقود في المقام الأول إلى استمرار الأزمة السياسية في البلاد إلى أجل غير مسمى، وقد تتحول ليبيا إلى ساحة صراع بين دول الغرب، مثل فرنسا وألمانيا ضد إيطاليا، بسبب أزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا.
