«العرق والفانوس» أكبر تجمع لدلافين «الأنف الزجاجى» بالبحر الأحمر

أسراب بأعداد كبيرة من الدلافين من فصيلة الأنف الزجاجى تسكن منطقة العرق والفانوس بالغردقة، ما جعلها تُعد أكبر منطقة تجمع للدلافين بالغردقة، إذ تصل مساحة موقع العرق والفانوس إلى 7 كيلومترات، وأصبحت في صدارة اهتمام ممارسى رياضة الغوص والرحلات البحرية لزيارتها ومشاهدتها على الطبيعة تحت مراقبة ومتابعة من الدوريات البحرية من باحثى محميات البحر الأحمر لمنع أي تجاوزات تجاه هذه الدلافين.
بين 14 نوعًا من الدلافين توجد في البحر الأحمر، يُعد الدولفين ذو الأنف الزجاجى الأكثر تواجدًا وانتشارًا في منطقة العرق والفانوس بمحمية الجزر الشمالية بالغردقة، حيث تم وضع عدد من الاشتراطات العامة للتعامل مع الدلافين بالمنطقة، التي أُطلق عليها «دولفين هاوس».
الباحث البيئى، الدكتور أحمد غلاب، مدير محمية الجزر الشمالية، أكد أن الدلافين تُعتبر من أهم الثدييات البحرية التي تعيش في البحر الأحمر، ومنها الدولفين ذو الأنف الزجاجى، الذي يشاهد بصفة مستمرة ويومية بأعداد كبيرة بمنطقة شعاب العرق والفانوس، ما جعلها أماكن رئيسية لزيارة معظم الشركات السياحية ومناطق الغوص، كذلك أصبحت من أهم المناطق الجاذبة للتصوير لكبرى القنوات الفضائية العالمية وبالتعاون مع مراكز الغطس، موضحًا أن مشاهدة الدلافين أصبحت جزءًا رئيسيًّا من الاستثمار والجذب السياحى، ويلزم على الجميع التكاتف للحافظ على هذه الثروة البحرية.
وأوضح أن محميات البحر الأحمر أعلنت أول منطقة خاصة بالدلافين بالغردقة، وهى منطقة شعاب الفانوس والعرق، مع تطبيق 50 ألف جنيه، وإيقاف المركب المخالف 3 أشهر بتهمة إزعاج الدلافين، لافتًا إلى أن وزارة البيئة تنبهت مبكرًا لأهمية منطقة العرق والفانوس كونها من كبرى مناطق تجمع الدلافين من ذات الأنف الزجاجى، وتم وضع خطة إدارة بيئية لها لحمايتها وعدم مطاردتها أو إزعاجها في أوقات راحتها، بالإضافة إلى تحديد عدد يومى للزائرين وتخفيف الضغط عنها، حيث تم وضع منطقة العرق والفانوس ضمن مناطق تحصيل رسوم زيارة بقيمة 10 دولارات للفرد.
وأشار إلى أن المحميات أصدرت تعليمات لقادة المراكب والزائرين ومنظمى رحلات مشاهدة الدلافين كشركات السياحة والمرشد الغطاس، وذلك طبقًا لأحدث المعلومات، التي تم جمعها عن عشائر ومجموعات الدلافين المحلية بالغردقة، وتفعيل خطط المشاركة المجتمعية في حماية الدلافين، ومناقشة الوسائل والسبل الآمنة لمشاهدة الدلافين من قِبَل شركات السياحة بطرق آمنة بيئيًّا ومستدامة، بالإضافة إلى نشرات توعية بعدة لغات أجنبية وزعتها محميات البحر الأحمر خلال الدوريات البحرية، التي تم تنظيمها بالاشتراك مع إحدى الجمعيات الأهلية العاملة في مجال حماية البيئة والدلافين، وذلك بهدف توعية السائحين ومرشدى الغطس وقادة اللنشات البحرية بالمحافظة على البيئة البحرية وعدم إزعاج الدلافين خلال السباحة والغوص في مناطق تواجدها.
وتابع «غلاب» أن نوعية الدلافين القاطنة لمنطقة شعاب العرق والفانوس من نوعية ذات الأنف القارورى، وهى مجموعات محمية بموجب القانون المصرى، ومدرجة في الملحق الثانى من اتفاقية التجارة الدولية للكائنات المهددة بخطر الانقراض والعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الأخرى، إلا أن الاستخدام غير المنظم لهذه الأماكن ومطاردة الدلافين قد يؤدى على المدى البعيد إلى هجرة هذه المجموعات لتلك المناطق، موضحًا أنه تم تسجيل تصرفات غير لائقة من قِبَل بعض اللنشات السياحية أثناء قيامها بالملاحة داخل هذه المناطق، خاصة في الممرات المائية الضيقة معرضين حياة الغواصين والسباحين للخطر، ما ترتبت عليه عدة شكاوى من السائحين وممارسى الرياضات البحرية في المنطقة، لافتًا إلى أن هذه التوعية والإرشادات بهدف منع أي ممارسات تزعج الدلافين وتهدد حياتها.
وقال إن أعلى معدل ظهور يومى للدلافين ذات الأنف الزجاجى في أشهر الربيع والصيف، وانخفض معدل رؤيتها في نهاية أشهر الخريف والشتاء، وبلغت ذروة ظهور الدلافين اليومى من الساعة 8 إلى الساعة الواحدة بعد الظهر، لافتًا إلى أنه نتيجة للزيارات العشوائية والتعامل الخطر من المراكب البحرية على هذه النوعية من الكائنات البحرية، وضعت وزارة البيئة مجموعة من التعليمات المتعلقة بتنظيم الغوص والسباحة في مناطق مشاهدة الدلافين بمنطقتى الفانوس والعرق، حيث تم تحديد عدد الزوار اليومى ب300 فرد، كما حددت قيمة زيارتها ب10 دولارات.