لم يلقبها الجمهور ب«المصغراتية»، من فراغ، فقد عشقت الفن بشكل عام، وفن المصغرات على وجه الخصوص، للتعريف بمكونات المجتمع المصرى وتشجيع السياحة، ما جعل اسمها يتميز فى هذا النوع من الفنون. للوهلة الأولى وعند التمعن فى تفاصيل أعمال الفنانة عبير سعد الدين، تجدها تعبر عن كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد المصرية، فهى تجسد من خلالها مجموعة من الماكيتات، لإبراز العديد من الأماكن المصرية، لتشكل فى النهاية فكرتها، حيث تمثل كل فكرة حكاية متفردة بذاتها، وذلك من خلال الاعتماد على الألوان الزاهية والتفاصيل الدقيقة التى لا تختلف عن الحقيقة فى شىء. من غرب مصر إلى شرقها ومن جنوبها إلى شمالها، ترى فى أعمال «عبير» مشاهد داخلية من بيوت المصريين، فتجدها تجسد حالة الريف بكل أشكاله من الحظيرة للفرن المصنوع من الطوب، والمنازل النوبية فى أسوان بألوانها المبهجة الزاهية، وكذلك مصر الفاطمية بداية من شارع المعز. تقول «عبير» ل«المصرى اليوم»: «الفضل يرجع لابنى لأنه كان البذرة الأولى اللى خلتنى أكتشف موهبتى فى فن المصغرات، من خلال مقطع فيديو على اليوتيوب، وكان عاوز يعمل زيه، فأنا شوفت فيديوهات كتيرة واتعلمت الفن ده، رغم إن الفكرة مكنتش فى بالى على الإطلاق». ورغم اكتشاف «عبير» موهبتها فى فن المصغرات، مؤخرًا؛ إلّا أنها كانت بارعة فى مرحلة طفولتها، فى فنون عديدة من «الهاند ميد»، حيث صممت العديد من الأعمال اليدوية المختلفة، بينها الإكسسوارات بمختلف أشكالها، من الفضة والنحاس والأحجار، ثم بعد ذلك عملت فى «الديكوباج» بكل أنواعه وتجديد قطع الأثاث بالطرق المختلفة، حتى التحقت بكلية التربية النوعية شعبة التربية الفنية. ومع مرور الوقت، وخاصة فى فترة «كورونا»، تحولت «عبير» من فنانة تهوى فن المصغرات إلى معلمة لصغار السن والأطفال، فأصبحت مدرسة يتعلم منها العديد من الأطفال هذا الفن، وذلك من خلال مجموعة من الدورات التدريبة، بالإضافة إلى إتاحتها كذلك لكبار السن داخل وخارج مصر. وأشارت عبير إلى أن الماكيت الواحد من الممكن أن تتراوح مدة العمل فيه من 15 يومًا إلى 3 أشهر، وأسعاره تتراوح بين 500 و3 آلاف جنيه.
