شهد الموسم الدرامى الرمضانى الأخير عددًا من الأعمال الفنية التى حملت فى طياتها مجموعة من الأقوال الرنانة، والعبارات الغريبة، وهو ما أثار انتباه عدد واسع من المتابعين. وعمدت بعض الأعمال إلى الإكثار من مثل هذه العبارات، أو تكرارها فى حلقات عدة، إلى حد تحولها إلى «لزمات» لبعض الأبطال، وهو ما لاقى استحسان البعض، واستهجان آخرين. وبالاطلاع على أغلب الأعمال الدرامية، وقرب انتهاء عرضها، بات للمشاهد قدرة على إعداد قائمة أو «كتالوج» لمثل هذه العبارات، وهو ما قد يكون وراء كتابتها فى السيناريو عدد من الأسباب الفنية، وأخرى اجتماعية. ففى هذا الصدد، تقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، إن هذا شيئًا طبيعيًا، ولا يدل على نجاح المسلسل من عدمه، مؤكدة أنها إما جمل غريبة ولها صدى رنان فى الأذن، أو تم تكرارها بشكل كبير فترسخت فى ذهن الشاهد. وتوضح «خيرالله» أن هذه الجمل ستنتهى فى غضون أيام لن تصل حتى إلى شهر، هى فقط تأثير المشاهدة يوميًا ليس أكثر، وهو أمر يحدث منذ عصر فريد شوقى. ويقول دكتور حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع فى جامعة عين شمس، إن كل موسم درامى يحدث ذلك، والأمر من زمن بعيد مثل تأثر الشعب بتوفيق الدقن و«إفيهاته»، موضحًا أنها من الناحية النفسية تدل على تأثر الجمهور بالعمل وتوحده معه، ومن رأيه أن الصُّناع يلعبون على هذه الاستراتيجية، ليكون المسلسل ناجحًا ويتحدث عنه الجمهور. هذا، ويعتبر مسلسل «ملوك الجدعنة«، من أكثر الأعمال التى تضمنت عددًا من الأقوال الشعبية، مثل: «الطموح حلو».. «لا جامد ولذوذ». كما شهد مسلسل «اللى مالوش كبير»، عددًا من العبارات الرنانة التى طغت على حلقاتها، لعل أبرزها عبارة «على الله حكايتك»، التى تحولت إلى «لزمة» على لسان البطل، من الأقوال الأخرى: «وحش الكون»، «الكترة بتقوى القلب، لكن الغشومية تجيبلك سكتة»، «خد وإدى يزيد ودك وودى». وأخيرًا، شهد مسلسل «نسل الأغراب»، جملة نالت استغراب عدد واسع من المتابعين، وتهكم عليها آخرون، إلى حد دمجها مع بعض المهرجانات الشعبية. وقال الفنان أمير كرارة، خلال أحد المشاهد: «لإنكم كُنتم كُتّع كُسّح كُسّل.. كسلتوا حتى تبنوا بيوت»، وهو تعبير لقى استغراب كثيرين.
