هذا الجزء مقتبس من كتاب الشيخ محمد الغزالي السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث فصل ” معركة الحجاب “ و هذا إثبات أن النقاب عادة لا عبادة و من يرد على هذه المقالة فعليه أن يرد بإسلوب علمي رصين و أن يعلم أن الفقهاء الكبار الأربعة قالوا ان وجه المراة ليس بعورة إن جميع الإثباتات الآتية تذهب جميعا إلى أن النقاب عادة أي مباح أي مشروع أي لا تأثم من تتركه و لا تثاب من تستعمله 1- إذا كانت الوجوه مغطاه فمم يغطي المؤمنون أبصارهم كما جاء الآية الشريفة ” قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ” أيغضونها عن القفا و الظهر ؟ الغض يكون عند مطالعة الوجوه بداهة و ربما رأى رجل ما يستحسنه من المرأة فعليه ألا يعاود النظر كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى رضى الله عنه ” يا على لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة “ 2- و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلم من تستثار رغبته عند النظر المفاجىء و عندئذ فالواجب على المتزوج ان يستغنى بما عنده كما روى جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم ” إذا راى أحدكم أمرأة فأعجبته فليأت أهله – أي ليذهب إلى زوجته – فإن ذلك يرد ما في نفسه ” فلإن لم تكن له زوجة فليع قوله تعالى ” و ليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله “ حكى القاضي عياض عن علماء عصره كما روى الشوكاني أن المراة لا يلزمها ستر وجهها و هي تسير في الطريق و على الرجال غض البصر كما أمرهم الله 3- في أحد الأعياد خطب النبي صلى الله عليه و سلم النساء و مصلى العيد يجمع الرجال و النساء بأمر من رسول الله فقال لهم ” تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ” فقالت إمرأة سفعاء الخدين جالسة و سط النساء ” لم نحن كما وصفت ” ؟ قال ” لأنكن تكثرن الشكاة و تكفرن العشير يعني صلى الله عليه و سلم أن نساء كثيرات يجحدن حق الزوج و ينكرن ما يبذل في البيت و لا تسمع منهم إلا الشكوى ! قال الراوي : فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال أقراطهن و خواتمهن ....! و السؤال من أين عرف الراوي أن المرأة سفعاء الخدين ؟ و الخد الأسفع هو الجامع بين الحمرة و السمرة – ما ذلك إلا لأنها مكشوفة الوجه و في رواية أخرى : كنت أرى النساء و أيديهن تلق الحلى في ثوب بلال.... فلا الوجه عورة و اليد عورة 4- قال البعض : إن الأمر بكشف الوجه في الحج أو الصلاة يعني أن الوجه يجب ستره فيما وراء ذلك و أن على لامراة إرتداء النقاب و القفازين !! و نقول : هل إذا أمر الله الحجاج بتعرية رؤوسهم في الإحرام كان ذلك يفيد أن الرؤوس تغطى وجوبا في غير الإحرام ؟ من قال ذلك ؟ من شاء غطى رأسه و من شاء كشفه أزيد فاقول إن هذا الحديث ” لا تنتقب المراة المحرمة أو تلبس القفازين ” هو أقوى الأدلة أن النقاب لا تؤجر من ترتديه و لا تأثم من لا ترتديه فكيف يمنع الرسول المسلمات من ثواب النقاب ؟ 5-عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن أمرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها الرسول الله صلى الله عليه و سلم فصعد النظر إليها و صوبه ثم طأطأ راسه – لم يجيبها بشىء – فلما رأت أنه لم يقض فيها بشىء جلست و في رواية أخرى أن أحد الصحابة خطبها و لم يكن معه مهر فقال له النبي : إلتمس و لو خاتما من حديد و إنتهت القصة بزواجها منه و السؤال فيم صعد النظر و صوبه إن كانت منتقبة ؟ 6-عن ابن عباس كان الفضل رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءت إمراة من خنعم تساله فجعل ينظر إليها و تنظر إليه و جعل رسول الله يصرف و جه الفضل إلى الشق الأخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على عبادة الحج و قد أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة افأحج عنه ؟ قال نعم .. و كان ذلك في حجة الوداع أي لم يات بعده حديث ناسخ 7- و حدثت عائشة قالت : كان نساء مؤمنات يشهدن مع النبي صلاة الفجر متلفحات بمروطهن – مستورات الأجساد بما يشبه الملاءة ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفن من الغلس – تعنى أنه لولا غبش الفجر لعرفن لإنكشاف وجوههن 8-على أن قوله تعالى ” و ليضربن بخمورهن على جيوبهن ” يحتاج إلى تأمل إذ لو كان المراد المراد إسدال الخمار على الوجه لقال ” ليضربن بخمورهن على وجوههن مادامت تغطية الوجه هي شعار المجتمع الإسلامي و مادام للنقاب هذه المنزلة الهائلة التي تنسب إليه و عند التطبيق العملي لهذا إضطرت النساء لإصطناع البراقع أو حجب أخرى على النصف الأدنى للوجه كي يستطعن السير فإن إسدال الخمار من فوق يعشى العيون و يعسر الرؤية و من ثم فنحن لا نرى الآية لا نص فيها على تغطية الوجوه ! ز لا شك ان بعض نساء الجاهلية و على عهد الإسلام كن يغطين و جوههن أحيانا مع بقاء العيون دون غطاء و هذا كان من العادات لا من العبادات فلا عبادة إلا بنص و يدل على هذا قصة المراة التي جائت إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقال لها ” أم خلاد ” و هي منتقبة تسأل عن ابنها الذى قتل في إحدى الغزوات فقال لها بعض أصحاب النبي : جئت تسألين عن ابنك و زوجك و أنت منتقبة ؟ فقالت المراة الصالحة : إن إرزأ ابني فلم أرزأ حيائي !! و إستغراب الأصحاب لتنقب المراة دليل على أن النقاب لم يكن عبادة 10 قد يقال إن ماروي عن عائشة يؤكد أن النقاب تقليد إسلامي فقد قالت ” كان الركبان يمرون و نحن محرمات فإذا جازوا بنا سدلت إحدانا جلبابها على رأسها و على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه ” و نجيب بأن الحديث ضعيف سندا شاذ متنا فلا إحتجاج به و أزيد انا فاقول أن عمل الصحابيات ليس معناه التشريع و يقول الشيخ الغزالي زيادة على هذه النقطة أن من يروجون للنقاب يردون حديثا خيرا منه حالا و هو حديث عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم و عليها ثياب رقاق فاعرض عنها و قال يا أسماء إن المراة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا و شار إلى وجهه و كفيه ” و نحن نعرف أن الحديث مرسل و لكن الحديث قوته روايات أخرى و هو أقوى من الحديث الذي سبقه 11- و أدل على ذلك السفور المباح : مارواه مسلم ان سبيعة بنت الحارث ترملت من زوجها و كانت حاملا فما لبثت اياما حتى وضعت فأصلحت نفسها و تجملت للخطاب ! فدخل عليها أبو السنابل أحد الصحابة و قال لها : ما أراك متجملة ؟ لعلك تريدين الزواج إنك و الله ما تتزوجين إلا بعد أربعة أشهر و عشر أيام ... قالت سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت على ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين و ضعت حملى ! و أمرني بالتزوج إن بدا لي .. كانت المراة مكحولة العين مخضوبة الكف و أبو السنابل ليس من محارمها الذين يطلعون بحكم القرابة على زينتها و الملابسات كلها تشير إلى بيئة تشيع فيها السفور و قد وقع ذلك بعد حجة الوداع فلا مكان لنسخ حكم أو إلغاء تشريع و أعرف ان هناك من ينكر ما قلناه هنا فبعض المحدثين في الإسلام أشد تطيرا من ابن الرومي ! و هو ينظرون إلى فضئل الدنيا و الأخرة من خلال مضاعفة الحجب و العوائق على الغريزة الجنسية 12 – تتبقى نقطة واحدة سكت عنها الشيخ الغزالي و سأرد عليها ههنا إن من يروجون للنقاب يقولون إن كانت المراة جميلة فعليها أن تغطي وجهها حتى لا تفتن الرجال !! و أقول إن كانت المراة كذلك فإن الرجال الذين حباهم الله بجمل أخاذ يجب أن يغطوا و جوههم و سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام كان أجمل أهل الأرض و لم يغطي وجهه ! إن إتقاء الفتنة لا يكون بتغطية الوجه و لكن بغض البصر كما جاء في الآية فما هذا الفهم لكتاب الله و سنة نبيه ؟! و على ذلك فإن يجب صم الإذن حتى لا تسمع الكذب و قطع اللسان حتى لا يقول السوء !!إنه فهم أعوج يورد أصحابه مصارع السوء في الدنيا لكن مروجي النقاب لا يتوقفون عن إيجاد السباب و أخر ما سمعت أن النقاب هو تأسي بامهات المؤمنين !! أقول إن أمهات المؤمنين بنص القرآن ” لستن كاحد من النساء ” أي أن أمهات المؤمنين لهن خصوصية و الله من وراء القصد http://masrwaaloma.wordpress.com/2011/05/06/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8...