احتفلت مصر والعالم الأحد، باليوم العالمي لمكافحة السرطان، الذي يوافق 4 فبراير من كل عام، ونظم مركز علاج الأورام والطب النووي بطب قصر العيني، واللجنة الأولمبية المصرية، مؤتمرًا صحفيا لهذا الحدث الذي جاء هذا العام تحت شعار «أنا أقدر.. إحنا نقدر»، لزيادة الوعي بالمرض وأهمية الكشف المبكر والدعم المستمر للمرضى. واقترح المشاركون بضرورة زيادة ضرائب التبغ ثلاثة أضعاف، وذلك للمساعدة على خفض معدلات التدخين، الذي يعد عاملًا أساسيًا في الإصابة بعدة أنواع من السرطان، كما تم تنظيم مسيرة بالدرجات النارية والتي انطلقت من قصر العيني قسم علاج الأورام والطب النووي، إلى عدد من النوادي الرياضية، للتوعية بالمرض. وفي كلمته قال الدكتور عماد حمادة، أستاذ طب الأورام ورئيس قسم القصر العيني لعلاج الأورام والطب النووي، أن علاج العديد من أنواع السرطان شهد تقدمًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، وأن مصر تحرص دائمًا على مواكبة هذا التقدم، ومساعدة المرضى للحصول على الخيارات الدوائية التي تحسن نتائج علاجهم. وأضاف «حمادة»، إن الأنظمة العلاجية المتقدمة، بما يشمل الأدوية الموجهة لعلاج سرطان الثدي في كل من المراحل المبكرة والمتقدمة، قد ساعدت على إطالة فترة الحياة المتوقعة للمرضى، كما أحدثت العلاجات الجديدة طفرة في توقعات سير المرض بالنسبة للمصابين بسرطان الدم الميلودي، حيث تحول المرض من قاتل إلى مزمن، والآن، أصبح من الممكن التحكم في المرض بالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، وبإمكان المرضى أن يبلغوا مرحلة إخماد المرض دون علاج، وحينئذٍ، يمكنهم وقف العلاج ولكن تحت الإشراف الطبي الدقيق. وشدد أستاذ الأورام، على زيادة الوعي بالسرطان والتي تُعد أمرًا في غاية الأهمية، فكل شخص له تاريخ عائلي أو طبي مع المرض ينبغي أن يخضع للفحوص الطبية بصورة دورية، مشيرًا إلى أن معدلات بقاء مرضى السرطان تحسنت بما يصل إلى 50%- 70%، تحديدًا بعد إطلاق العلاجات الموجهة، وبشكل خاص بعد تطوير مضادات جين وكان للتطورات المشهودة في العلاجات الهرمونية والفهم الأعمق لأسباب عدم الاستجابة المناسبة للأدوية أو ضعفها، دورًا عظيمًا في تحسين نتائج العلاج. من جانبه قال الدكتور محسن مختار مدير مركز القصر العيني لعلاج الأورام، أنه منذ 50 عام تقريبًا، كان ومازال مركز القصر العيني لعلاج الأورام والطب النووي بمثابة خط الدفاع الأساسي لمكافحة السرطان، حيث نمثل الملاذ الأول لمرضى السرطان من جميع أنحاء الجمهورية، وذلك لحصولهم على الدعم اللازم بأفضل وسائل التشخيص وخدمات العلاج التي تتماشى مع أعلى المعايير العالمية«. وأضاف: «نستقبل في عياداتنا الخارجية كل عام أكثر من 42 ألف مريض، حيث نقدم العلاج الكيميائي لحوالي 15 ألف مريض، وتشمل خدمات العلاج الإشعاعي التي نقدمها، علاج المرضى المحولين إلينا من هيئة التأمين الصحي، وبالتالي يحصل على هذه الخدمات 520 ألف جلسة إشعاع سنويًا. وتابع مختار: يحتاج المرضى دعمًا ماليًا ومعنويًا، ولذلك تؤكد هذه الاحتفالية على الاهتمام بمتطلباتهم في ظل تضافر جهود المؤسسات العامة والخاصة للمساعدة وتصحيح التصورات الخاطئة حول هذا المرض، ولا تقتصر احتياجات المرضى على دعمنا في مواجهة التحدي الذي يفرضه هذا المرض، فهم في حاجة لمساعداتنا أيضًا بعد الشفاء، وذلك عند سعيهم للعودة والاندماج في المجتمع. فيما قال علاء مشرف، أمين خزانة اللجنة الأوليمبية المصرية، أن المهام الرئيسية للجنة الأولمبية المصرية، تشمل زيادة الوعي بأهمية اتباع أسلوب حياة يتسم بالنشاط والصحة، ولكن دورنا الحقيقي لا ينتهي عند هذا الحد. وتابع: تعد الروح الرياضية بمثابة القوة الدافعة لالتزامنا بدعم القضايا المجتمعية الهامة، واليوم، نفخر بضم جهودنا للمعهد القومي للأورام، لدعم المصابين بالسرطان ومنحهم الأمل وزيادة التوعية بالتحديات التي يواجهونها وتشجيع كل فرد في المجتمع على أداء دور فعال قدر المستطاع لتخفيف أعباء هؤلاء المرضى وتحسين حياتهم. من جانبه نوه الدكتور محمد شعلان، أستاذ طب الأورام الجراحي ورئيس قسم جراحة الثدي بالمعهد القومي للأورام، بالحاجة لزيادة التمويل بحوالي 18 مليار دولار لدعم الجهود الدولية لمكافحة السرطان في جميع أنحاء العالم وإنقاذ حياة 3 ملايين شخص أو أكثر بحلول عام 2030، وذلك في حالة استثمار هذا المبلغ في الوقاية والكشف المبكر وتحسين رعاية مرضى السرطان«. وأشار «شعلان»، إلى أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة ضرائب التبغ ثلاثة أضعاف للمساعدة على خفض معدلات التدخين، الذي يعد عاملًا أساسيًا في الإصابة بعدة أنواع من السرطان.
