اشتعلت أمس الحرب البرية فى قطاع غزة بين مشاة القوات الإسرائيلية، التى بدأت توغلها فى غزة مساء أمس الأول، ومسلحى حركات المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامى وسائر الفصائل المسلحة، ليصل عدد شهداء الاجتياح البرى منذ مساء أمس الأول إلى 32 شهيدًا فلسطينيًا بينهم أطفال ومدنيون، فى حين أعلنت «حماس» قتل 9 جنود إسرائيليين وأسر 2 وإصابة مروحية وتفجير دبابة بقذيفة جديدة «بى 29»، نفى جيش الاحتلال ذلك، معترفًا بمقتل واحد فقط، وإصابة 30 من جنوده خلال الاشتباكات، جاء ذلك فى وقت حذرت فيه مجموعة الاتصالات الفلسطينية من أن خدمات الاتصال الثابت والإنترنت والهاتف المحمول ستتوقف فى أى لحظة جراء تعرضها لأضرار جسيمة من القصف الإسرائيلى، وكل ذلك وسط تنديدات القيادات الفلسطينية فى رام الله وخارج الأراضى المحتلة بالاجتياح الإسرائيلى. وبعد ساعات على توغل سلاح المشاة، المجهز بنظارات للرؤية الليلية عبر الحدود مع قطاع غزة، دارت اشتباكات ومعارك أعنفها كان فى شرق جباليا وشمالها وشرق مدينة غزة المجاورة، وقال شهود عيان إن من بين الأهداف كان منزل مسؤول كبير فى حماس، دمر من دون أن يسفر القصف عن إصابات، وكثفت القوات من قصفها المدفعى لمختلف المواقع، متوغلة من عدة محاور، على رأسها معبر بيت حانون (إيريز)، الشمالى، معززة بصواريخ المقاتلات الحربية «إف16»، ومروحيات الأباتشى جوا، وبالزوارق الحربية بحرا. وشهدت مناطق القطاع قصفا عنيفا طوال ساعات الليل، إذ فتحت الزوارق الحربية نيران أسلحتها تجاه الشاطئ، بينما شهدت المناطق الشرقية قصفا مماثلا بالطائرات الحربية استهدفت محطات وقود، وهو ما أدى إلى إشعال النيران فيها، وأحدث دويا هائلا فى مقار مبان مدنية، وفى الصباح، قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة تسوق بوسط غزة، مما رفع عدد الضحايا. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وصول 23 جثة للمستشفيات ونحو 40 جريحا منذ بدء الاجتياح البرى، وقالت إن من بينهم مسلحون استشهدوا فى القصف الجوى، الذى رافق إطلاق قذائف الدبابات والمدفعية، التى تواصل تقدمها فى القطاع، وبذلك يصل إجمالى عدد الشهداء الفلسطينيين فى عملية «الرصاص المتدفق» التى بدأت 27 ديسمبر الماضى إلى 489 ، بينما تجاوز عدد الجرحى 2300، وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف تواجه صعوبات فى التحرك لنقل الجرحى. إذ يتم استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلى. وأصدرت حركة حماس بيانا أعلنت فيه، على لسان القيادى محمد نزال، أن 9 جنود قتلوا فى العملية البرية، ونقلت قناة «العربية» عن الحركة قولها إنها أسرت جنديين، وهو ما نفاه متحدث باسم الجيش الإسرائيلى نفيا قاطعا، وإن اعترف فقط بمقتل جندى وإصابة 30 خلال الاشتباكات البرية، ووصف إصابة أحدهم بالخطيرة، مؤكدا أنه تم نقل هؤلاء المصابين إلى المستشفيات، دون أن يقع أيهم فى الأسر. ثم عادت وكالة الأنباء الألمانية لتنقل عن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، رفضه تأكيد أو نفى تلك الأنباء، قائلا «إنه من السابق لأوانه تأكيد أو نفى أسر جنود، لكن ما نود التأكيد عليه هو أننا نكبد العدو الصهيونى حسائر فادحة». فى بيان منفصل، حذرت كتائب القسام من أن إسرائيل «ستدفع ثمنا غاليا» مقابل هجومها البرى، مؤكدة أن الفصائل ستقاتل حتى النهاية بعد أن نجحت فى استدراج إسرائيل نحو «الفخ»، ينما قال القيادى فى حماس إسماعيل رضوان إن غزة ستكون «مقبرة» الجنود الإسرائيليين المتوغلين وأن الجيش «سيهزم وتنكس رؤوسه فى القطاع». على الجانب الآخر وبينما يتفاقم تردى الوضع الإنسانى فى غزة فعليا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت إنه لن يسمح بحدوث أزمة إنسانية فى القطاع، وإنه سيسمح بوصول إمدادات الغذاء والدواء، مضيفا فى بداية اجتماع الحكومة الأسبوعى أمس أن «إسرائيل لا تقاتل الشعب الفلسطينى فى غزة».