دون حقد أو ضغينة أو شماتة لا أعتبر الفوز على الجزائر إثباتا لأحقية المنتخب المصرى أمام العالم فى الوصول إلى مونديال جنوب أفريقيا فقط، بل اعتبره هزيمة لمنتخب الجزائر فنياً وأخلاقياً، بعد أن سيطر المنتخب على المباراة، وتميز لاعبوه بالجدية والتركيز والتألق غير العادى للجميع دون استثناء، وعلى رأسهم الجهاز الفنى بقيادة المعلم شحاتة المبروك، ولم يجد نجوم الجزائر أمامهم سوى اللجوء إلى العنف والخشونة المتعمدة من أجل حرمان أكبر عدد من لاعبى مصر من المشاركة فى المباراة النهائية أمام غانا، إ لا أن الحكم البنينى كوفى كودجا، الذى شكك فى قدراته بعض الزملاء تميز بالهدوء والحزم وقوة الشخصية وكان أحد نجوم المباراة، ولم يتوان فى احتساب ضربة جزاء تصدى لها عبدربه «بحرفنة المعلمين» وطرد ثلاثة من نجوم الجزائر حليش وبلحاج والحارس الشاوشى. أما اللاعبون، فقد أثبتوا دون شك أنهم من أفضل الأجيال فى تاريخ الكرة المصرية فقد أدوا مباراة نموذجية وتميزوا بالتركيز العميق واللعب النظيف وعدم رد العنف بالعنف، وعلى استفزازات لاعبى الجزائر مع إحكام الدفاع والرقابة والضغط المستمر من وسط الملعب والتسديد من خارج المنطقة وفتح اللعب على الأطراف والاختراق من الوسط، والأهم التوفيق الكبير الذى لازمهم ويستحق كل منهم 15 على 10، بالإضافة إلى الجهاز الفنى وعلى رأسه شحاتة، الذى وضع خطة محكمة وقرأ المباراة بصورة ممتازة وأجرى التغييرات الذكية والموفقة من خلال استغلال طرد ثلاثة لاعبين من الجزائر لزيادة القوة الهجومية بإشراك جدو وعبدالشافى اللذين أحرز كل منهما هدفاً رائعاً. وقد بدا واضحاً أن الجزائريين قد أصابهم الغرور وحالة من التكبر ظهرت واضحة من تصريحات وتعليقات مسؤوليهم بعد المباراة، حيث قللوا من فوز مصر واتهموا الحكم بالمجاملة، بل وصل الأمر إلى اتهامه بالرشوة وتهديد روراوة باستبعاده من المشاركة فى نهائيات المونديال وحرمانه من التحكيم فى المستقبل ووصل التهديد إلى توقيع عقوبات قاسية بسبب الأخطاء، التى وقع فيها الحكم الشريف وهى سقطة أخلاقية أخرى، ومن خلال متابعتى للتليفزيون الجزائرى عقب نهاية المباراة كان أول تعليق للمذيع على الهزيمة قوله «يكفى المنتخب فخراً وصوله إلى الدور قبل النهائى ويوم لك ويوم عليك.. إنها سنة الحياة» وسط هوجة من الأغانى والأناشيد الوطنية، وهى تصريحات وتصرفات مرفوضة وبعيدة عن الروح الرياضية ينطبق عليها المثل الشعبى المعروف «حجة البليد مسح التختة». ولأننى أكتب صباح الأحد فأتمنى من كل قلبى أن يكرر نجوم مصر سيناريو التألق أمام منتخب غانا الشاب مساء أمس بشرط فتح صفحة جديدة بعيدة عن الفوز الغالى، الذى تحقق على الجزائر والتسلح من جديد بالروح القتالية والتركيز القوى فلم يعد أمامهم سوى 90 دقيقة فقط لتحقيق الإنجاز الكبير وغير المسبوق، وأعتقد أنهم قادرون على تحقيق الحلم على اعتبار أنهم يستحقون لقب الجيل الذهبى فى تاريخ الكرة المصرية والحزب الأول الذى يلتف حوله كل الشعب المصرى بجميع طبقاته المختلفة الغنى والفقير والوزير والخفير.. آمين يارب العالمين.