"التعليم": شرائح زيادة مصروفات المدارس الخاصة تتم سنويا قبل العام الدراسي    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 (تحديث)    التموين تكشف حقيقة تغيير سعر نقاط الخبز ومصير الدعم    السجيني: نزول الأسعار تراوح من 15 ل 20 % في الأسواق    الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب    وزير الاتصالات يبحث مع وزير الاقتصاد المجرى فتح آفاق جديدة للتعاون    بعد الخبز.. مقترح حكومي بزيادة السكر التمويني إلى 18 جنيها    المرصد السوري: سلسلة انفجارات متتالية قوية تهز مدينة حلب (فيديو)    مقتل وإصابة 25 في حادث إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    مسؤولون إسرائيليون: إذا جاء رد حماس إيجابيا فسيجد نتنياهو طريقة للتهرب والمماطلة    عماد أديب: نتنياهو يعيش حياة مذلة مع زوجته    كريم خان يتسبب في "خيبة أمل جديدة" بين نتنياهو وبايدن    غالانت يقترح "إنشاء حكومة بديلة لحماس" في غزة    أفشة: صلاح أصبح شبهي.. فايلر الأفضل.. ولن يوجد نهائي صعب بعد القاضية    الغندور: اللوائح في اتحاد الكرة سمك لبن تمر هندي.. وأقوم بعملي لخدمة الصالح العام وليس للزمالك    أفشة: 95% من الناس في مصر لا تفهم ما يدور في الملعب.. والقاضية ظلمتني    وكيل كوناتي: إذا قرر اللاعب الانتقال إلى الدوري المصري سيكون من خلال الأهلي    موقف الشناوي من عرض القادسية السعودي    ميدو: ليس هناك وقت ل«القمص» وحسام حسن سيخرج أفضل نسخة من صلاح    الكشف عن تفاصيل عرض موناكو لضم محمد عبد المنعم.. ورد حاسم من الأهلي    خسارة للبايرن ومكسب للريال.. أسطورة البافاري يعلق على انتقال كروس للملكي    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم سيارتين بقنا    دفن جثة شخص طعن بسكين خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    رابط نتيجة الصف الثالث الاعدادي برقم الجلوس 2024 (القاهرة والجيزة)    وصول أول فوج من حجاج السودان    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    هل سيتم زيادة مصروفات المدارس الخاصة.. التعليم توضح    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    «فرصة لا تعوض».. تنسيق مدرسة الذهب والمجوهرات بعد الاعدادية (مكافأة مالية أثناء الدراسة)    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    محمد الباز ل«بين السطور»: «القاهرة الإخبارية» جعلتنا نعرف وزن مصر الإقليمي    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    أسامة القوصي ل"الشاهد": مصر الوحيدة نجت من مخطط "الربيع العبري"    ختام مهرجان روتردام.. أحمد حلمي يهدي تكريمه للفيلم الفلسطيني "اللد".. التونسي "المابين" يفوز بجائزة أفضل فيلم.. "من عبدول إلى ليلى" أفضل وثائقي و"الترويضة" أفضل فيلم قصير.. وتكريم ل هشام ماجد    مدير مكتب سمير صبري يكشف مفاجأة عن إعلام الوراثة وقصة نجله وبيع مقتنياته (فيديو)    النيابة الإدارية تكرم القضاة المحاضرين بدورات مركز الدراسات القضائية بالهيئة    كوريا الشمالية توقف بالونات «القمامة» والجارة الجنوبية تتوعد برد قوي    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    استمتع بنكهة تذوب على لسانك.. كيفية صنع بسكويت بسكريم التركي الشهي    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    «مغشوش».. هيئة الدواء تسحب مضاد حيوي شهير من الصيداليات    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سألتها: اسمك إيه يا لطافة؟. قالت «روزه» قلت: اسم الصليب حارس الاسم وصحبته..!
نشر في القاهرة يوم 24 - 11 - 2009

تني ماشي لحد «قهوة زغير» لقيت «الصرفي» قاعد جنب «أبو سنة» الفسخاني فبصيت له بصة بَسْتَفَة (185) وقلت:
- السلام عليكم.
فردوا الجماعة اللي قاعدين، إلا هو ماردش السلام، فقربت منه وقلت له:
- إيه ده ياواد يا حمار انته عامل عليه فتوة؟ ليه ما بتردش السلام؟!!
ورحت مناوله شومة علي أقصابه راح نازل علي الأرض(186). وراح قايم راقعني بكرسي ِخلِيتْ منه، وأخدته علي الشومة.. ورحت مناوله واحدة.. والثانية.. والثالثة. علي بزازه مَزَقْتُه. ومن حرقان الضرب حب يزوغ، رحت ماسكه وقالع البُلْغة من رجلي، وفضلت أسفَّخ له في خلقته، لحد ما جت شلته وهجمم. رحت هاجم.. طاخ.. طراخ.. طيرتهم، وعنها دورت علي بُلْغِتي لبستها وتني زاقق عالبيت.
تاني يوم الصبح قمت من النوم لبست جلابيتي السَّكاروته، واتعممت باللاسة، ونزلت علي «قهوة عرابي». لقيت «بلحة» قاعد جنب القهوة. سلمت عليه وحكيت له علي الحكاية، من طقطق لسلام عليكم(187). ودخلنا علي جوه القهوة لقينا «الصُّرفي» قاعد جنب «عرابي» والحاج «محمد الطباخة» ووشه كله مِخَرشِم، فسلمت. وبعد السلام قعدنا. «الصرفي» زعق وقال- لصبي القهوة:
- شفهم يشربوا إيه.
فقلت:
- وجب اكراما للمجلس اللطيف.. ووجود الحاج «محمد الطباخة» وأخويا «عرابي».
القصد شربنا الطلبات. والكلام أخد وأعطا. ومن هنا لهنا اصطلحنا. وقام «الصُّرفي» باس راس «بلحة» وباس راسي، أمال عيب هو احنا شوية في البلد؟ داحنا اللي طوينا أكبر شنب تحت الجناح، ما تعبرونا يا خلايق.
اتهديت شهر. وبقيت من البيت للقهوة ومن القهوة للبيت، فعقلي قل لي:
- وايش بعدها.. بقي انته فتوة؟. آمنا وصدقنا، ولكن مش عيب تبقي فتوة وصايع. ماتجيش أعمل إيه؟ قلت.. ياواد كار(188) أبوك أولي بك (189) وعلي كل حال إن ماكانش فيه مكسب أهو يبقي للإنسان مركز والسلام.
صبحت الصبح رحت قابلت «الرخاوي» (190) وقلت له:
- بقي يا معلم «سعد» مش حاتشوف لنا دكان؟
قال لي:
- هوه أنته بتاع شغل؟
وسكت شويه وقال:
- أقول لك تعالي معاي، في المدبح علشان تتودِّك (191) قلت له:
- طيب ياعم.
قال لي:
- لكن علي شرط أنك تسمع كلامي وتعبّرني ف وسط المعلمين.
فقلت له:
- وجَبَ يا عم.
عارفين وجب ليه؟. لأن أكل المخ صنعة. أهو اكتسب كام قرش كل يوم من قفا معلم زي ده . وابقي واد من أرباب الصنع.
اتفقنا علي كدة.
- وتاني يوم صحيت الصبح بدري .. وأخدت «ترماي المدبح».. وتانتي زاِققْ (192). ولما وصلت ، ودخلت المَدْبَح، لقيت معلمي - الله . معلمي وأبوها- واقف بيشتغل. اشتغلت. وبصيت- وأنا في المدبح- لقيت كل واحد بيعبَّره، فقلت.. عال، الحمدلله . أنت فتوة، ومعلمك فتوة.
فضلت علي كدة شوية أيام. اخدت طبع عمي، وتني لما دخلت مزاجه. وشربت الكار (193) جه في يوم وقال لي.
- سيبك من «المدبح» علشان «المدبح» مرمطة وانته خسارة، لأنك واد فهلوي (194)، وسياسي، ويصح إنك تبقي معلم زيي وتكون موجود في دكان.
قلت له:
- الأمر أمرك يامعلم.
تاني يوم حالا لقيت الدكان. ماتقولش كان رَابْط عليها (195). وعلي كدة أخدت بعضي واستلمت الدكان، ورحت مِخَزِّن (196) وعارفين الدكان دي كانت فين؟! في وسط الميدان بتاع «باب الشعرية(197) نهايته: قعدت في الدكان، وعملت معلم ، وبقي السايب في السايب(198) غايته آخر النهار يجي المعلم..
- بعت بكام؟
أروح مناوله (199) اللي بعته ربنا يخده(200) ويمشي، ويقول:
- الله يسِّهل لك يابني.
لقيت زبايني اكترهم من أياهم. يعني بُرْمَجية (201). وأنا أكره ما عليه إلا صباح الاشكال دي. فالحمد لله محسوبكم شقي، ولكن شقاوة بالشرف .
قعدت مدة وأنا في دِيقه من هاذوها الخلق.
جيت في يوم في آخر النهار قلت له:
-بقي يا معلم اللي يختشي من بنت عمه.
قال لي:
- مايجبش منها عيال (202) فقلت له.
- بس أنا ماليش عيشة في الحتة دي. وغير كدة ماتسمعشي مني. مش لا سمح الله خوفا من حد .. لكن أنا خايف علي بتاع الناس.
وعلي كدة ربنا يطول عمره قال لي:
- تَبَع راحتك يا ابني.. ومن بكرة تروح الدكان الثانية.
رحت الدكان التانية.. بالكم فين؟. علي باب «شارع النزهة» ، ف وِشّْ دكان أبويا الله يرحمه. استلمت الشغل، زدت النص وزاد المكسب. وكل مادا(203) والمعلم يعبر محسوبكم. بقيت عنده زي ابنه. وعلي كدة امتثلت وربنا هداني لا خناق. ولا. دِياْلو(204).
في يوم وأنا قاعد علي باب الدكان هجمت الزباين وفي وسطهم بنت زَغَرت (205) لي زغرة، أقول لكم الحق مَفَاصلي سابت(206) لأنها سحرتني وهوستني وكانت مملكة خالص (207) زغرت لها ضحكت.
قلت:
-يا فتاح يا عليم يارزاق يا كريم.
مشيت الزباين.. وهيه واقفة . استغربت أكتر. وقلت للصنايعي:
- ما تقوم يا «عبده» تشوف الصنيورة (208) عايزة إيه.
ضحكت وقالت:
- أنا عاوزه رطلين إنما علي زوقك. لكن بكام؟
قلت لها :
- ضاني ولا عجالي.
قالت لي:
-ضاني
قلت لها:
- من غير فلوس.
قالت لي:
-كلام ما اسمعوش. مِنْ كَلْ بلاش راح بلاش (209)
وبعد كام كلمة لطيفة . أخدت ومشيت.
قعدت أفتكر.. وأقلب.. وأعاير لحد العصر. طلبت تعميرة وقعدت علي باب الدكان، بعد التشطيب، إلا وفاتت صاحبتنا إنما بشكل أحيه (210) زاد تفكيري في كلامها اللطيف ساعة ما قالت:
- سعيدة يا معلم .
ومشيت.. وراحت واقفة عند محطة الترمواي لحد ماجه.. وركبت بريمو (211). قمت، وسبت الجوزة جنب الكرسي، وجريت. نطّيت علي السلم، ووقفت شويه اشاور عقلي وأبص لها تضحك. ومحسوبكم تقولوش اتربط ورجليه اسمرت(212) . شاورت لي. رحت آزح (213) جنبها. جه الكمساري رحت مطلع الفكة(214) وقلت :
- هات اتنين.
فراح مديني تذكرتين. وراح راكن(215) قلت في عقل بالي:
- دهده هية الحكاية مأصودية(216) حبيت ازحلقه(217) ماعرفتش لكن لكل شيء سبب. ربنا رزقه بخناقة مع المساعد فراح(218) من قدامنا قلت له:
- روح داهية لا ترجع البعيد .
خلي لنا الجو. وقعدنا.. مفيش مُطَّلع غير ربنا قلت لها:
- علي فين.
قالت:
- علي «الموسكي» اشتري حاجات.
قلت لها:
- بقي أنا لسة عمري مافيش واحدة خلقها ربنا.. انشبكت (219) بيها الا انتي.
قالت لي:
- يا سلام.. بالعجل كدة حبيتني؟!.
قلت لها:
- أهو دا اللي حصل . وزي مابحبك لازم تحبيني.
قالت:
- وزيادة حَبَّة.
فقلت:
- يا دين النبي، أهو كدا الحب ولا بلاش.
تني راكب معاها.
- ونزلنا دخلنا محل «استين القديم». وعنها اشترت اللي اشترته. وخرجنا وأكننا يا بدر لا رحنا ولا جينا (220) قلت لها:
- فسحة .
قالت:
- بعدين
ركبنا الترمواي بتاع «السكاكيني» وفي المحطة اللي قبل آخر الخط قالت:
- أنا نازلة هنا أحسن حد يشوفني.
نزلت وأنا في كعبها (221) .
والحداقة (222) ماشافتنيش . وتني وراها لحد ما دخلت البيت.
وقفت علي بعد. واتسلطن الغرام. وبقيت ياخلي زي ماأنت راسي. والحب كان صعب عليه. وقفت والانتظار يهلك. أخيرا رجعت. وأنا راجع لقيت شلة جعافرة(223) وخُدْ ياتنبيط (224) الله؟!! علي مين ياواد؟ عليه؟! الحقيقة أم الأخرص تعرف بلغاه» (225). ركنت جنب الدوران شويه مليحة .. مليحة (226) كسحوا(227) ناحيتي. قلت:
- اللهم اجعلها علي شهادة . بقي لنا زمان مافيش خناق. «والشكوي لأهل البصيرة عيب»(228)
وبالمصادفة شفت «الصورفي» جاي (229) من «شارع المدارس» نازل علي «الحسينية». ندهت
- يازكي.. يازكي.
بص وراه شافني. جه وقال لي:
- أهلا بالمجَْدَع(230)
قلت له:
- إيه رأيك.. مش خناقة المسا في شرعنا دُبْل (231)
قال لي:
- إش (232) وأبوها.. حقّه وأخوك شرقان.
قلت له:
- أقول لك «يازكي» جس النبض.
قال لي:
نبض إيه يا «أبو حجاج». دول نجسِّهم بالشومة.
وهب «وطيخ» طاخ، طراخ اللي كانوا مضبعين (233) طاروا.
قال لي:
- وراهم.
تنتنا وراهم لحد مادخلوا قهوة «محمود الفارسي». قاموا اللي قاعدين وفي وسطهم «محمود مَهْيص» (234) اتلخلخوا ، واتلبخوا، و«محمود» زعق.
- إرجع ياواد أنت وهوه .
واد إيه يا فتوة الحلاليف (235) طب .. وخليناها ضلمة وخلينا لك الفتوه المشهور ما يسواش طورتين فول، كتفناه بلاسته وُفْتناه (236) ف وسط القهوة يمسح بلاطها ورحنا ماشيين.
دخلنا «خمارة بنايوتي» اللي في الضاهر (237) أول ماشافنا «بنايوتي» قال:
- إيه خابيبي (238) فين بجاله زمان الصخة (239) موش كويس؟
قلت:
- عال قوي.
وقعدنا وهو معانا وهات يا شرب علي حساب الخواجة، وعنها قضيناها سهرة إنما مكن وقمنا، واحنا ألَسْطه (240)
وأخدناها مشي من «الضاهر» لحد «الحسنية». قعدنا علي «قهوة زغير» لحد الساعة اتنين بعد نص الليل. قمنا روحنا كل من هو علي بيته.
وفي الصبحية رحت الدكان لقيت الصنايعي فاتح، واللحم ماجاش. ضربت التليفون ، وشويه طلباتنا طبت. وقفت واتزحمت الدكان، وهات يا شغل لحد الساعة حداشر ونص، ربنا سهل مافيش ولا العضم، قمت عديت الغلة، الحمدلله اتعشت، قعدت وطلبت تعميرة.
******
الله يا ربنا..حقيقي الحب بلا، ماجتشي النتاية (241) إيه السبب؟ ضحك علي الدقون؟!. شويه وطبت. ماتقلش غرقان ورسيت علي بر. قالت:
- سعيدة.
قلت لها:
- سعيدة ونص ليه ماسعيداش.. سعيدة وفوقها رطلين لحمة.
قالت :
- هيء هيء هيء.
قلت لها:
- لا هيء ولا ميء.. إيه طلبات السيادة يا قمر.
قالت:
- رطلين.
قلت لها:
-وأنا أجيب منين. تشطيب وشَّطبت، وُحّب وحبيت. وعربون الحب خناءه سلطنة.. مملكة، أَنس.
قالت لي:
لازم الحتة بايته معاك (242) قلت لها .
- انتي شيخة ولا بتنجمي.. عليه الحلال ، وحق من حكم عليه بالحب أنا من نار الغرام راح أموت. خد ياواد .
وندهت للصنايعي، وقلت له:
- خد منها الفلوس. وهات لها رطلين لحمة . من عند «عمك حسين» .
وبصيت لها وقلت لها:
- إلا قولي لي اسمك إيه يالطافة؟
ضحكت وقالت:
- اسمي «روزة» (243)
قلت :
- اسم الصليب حارس الاسم وأصحابه.
قالت لي:
- أنا أتأخرت.
قلت لها:
- فضك «كل تأخيرة وفيها خيرة» (244) عارفة أنتي عملتي معايه دَقّة نقص (245)
قالت:
-ياندامتي إيه اللي عملته يا حبيبي؟
ساعة ما قالت يا حبيبي بَصِّة(246) وحرقت قلب محسوبكم اتلبخت (247) ولو قصرت علي ما عندي(248) .
قالت:
- إيه اللي عملته.
قلت لها:
-عارفة ساعة مانزلت من الترماي امبارح، وقلتي لاحسن حد يشوفني وسيبتيني أرن(249) .
قلت:
- ترن! ياقلبي.. حقك عليه.. أنا محقوقة.
قلت لها:
- لاحق ولا مستحق نهايته . عرفت البيت.
ضحكت وقالت:
- وإيه يعني.. سعيدة.
*****
ومشيت .
وشويه وجه «الصرفي» قالي:
- سعيدة.
قلت له:
أهلا «زيكة» (250).
قال لي:
- العيال الجعافرة عاملين ترتيب الليلة.
قلت له:
- يعني يا «زكي» واحنا حنهت (251) من حبه كلاب زي دول.
قال لي:
- ننهت.. طب وحق خالق الخلق ربنا .. لازم أشرح لك أجعص شنب فيهم (252) «والمية تكدب الغطاس»(253) أما أنت يا أخويا شوف شغلك ودوني ودونهم ، وأخوك سبَْع ونفسك معاه.
قلت له:
- ربنا يديم المعروف .
قال:
- سعيدة يابو حجاج .
قلت له:
- إزاي لا قهوة ولا حاجة؟! متجيش.
قال لي:
- سامحني يا أخ. أحسن عندي مشوار مهم.
قلت له:
- مع السلامة.
فاتني «زكي». قعدت للساعة اتنين بعد الضهر. قلت في عقل بالي بدال ده وده (254) قوم روح الحمام.. قمت لا وشك ولا ظهرك. وعلي «حمام البشري»(255) اللي في «الحسنية» لأن صاحبه أخ عزيز ، فأول مادخلت قلت:
- سعيدة يا عبس(256) قال:
- أهلا وسهلا دي غيبة بالويبة (257) يا «معلم يوسف» انستنا شرفتنا.
الحق جدع ابن حلال يعرف خاله (258). نهايته ما اطولش عليكم. شاف مزاجي(259) علي الآخر. والمعرفة الطيبة مافيش احسن منها.
وعنها واخدت بعضي وعلي البيت، اتغديت. ونمت لحد الساعة أربعة ونص مساء قمت خرجت قابلت الواد «بلحة» وخدنا بعضينا ومشينا علي محطة «كوبري الليمون» (260) قطعنا تذاكر للمرج (261) ورحنا راكبين البابور (262) و«بلحة» يقول لي:
-علي فين يابو حجاج.
قلت له:
-دِهْدِه «يابلحة» محنش (263) ياابني علي الخير والشر سوا
فقال لي:
- بس مش تقول لي علشان الواحد يبقي علي بصيرة
قلت له:
- بالعربي خناءة.
وصلنا «المرج» ودخلنا عند «الحلاّبي» (264) لقينا «محمود الفلكي» (265) الله يرحمه فأول ماشافنا قام وقال:
- أهلا وسهلا بالعِتَرْ (266) .
قعدنا ودارت الكرامي الممونة بالحماس الفُلَّلي(267) وخصمي اللي أنا قاصده قاعد. الله حِكَمْ. حتما من ضربه وأن ماكنتش أضربه لازم أرمي نفسي تحت وابور، ولا يقولوش أني نويت علي شيء ولا عملتوش.
قعدنا لحد ما بقت الساعة تسعة. استأذن «الفلكي» وخرج. شويه وطب «حجاج البري» . قال:
- أهلا وسهلا دهده. يا «حلاّبي» أتابي(268) النور عندك من فنايير (269) حتتنا.
قلت له:
- النور هلّ بقدومك.
الغرض فضلنا في القهوة لحد مابقت الساعة عشرة إلا عشرة. خصمي قاعد لابِدْ زي الفار، اللي خايف من القط. طالت القَعْدة استأذنت من «حجاج» وقمت أنا و«بلحة». وصلنا المحطة وخدنا القطر، وفي الليلة دي روحنا.
****
وبالمصادفة تاني يوم جاني واحد صاحبي من «بولاق» وعزمني في فرح أخوه، وقال لي
- لازم تستلم الزفة (270)
قلت:
- الفرح امتة؟.
قال:
- النهاردة.
قلت له: بكل ممنونية (271)
وسعيدة وراح ماشي، بعد ما إديته وعد شرف بأني أروح له الساعة أربعة.
ولما جه الميعاد شطّبت. وتني رايح علي «بلحة» و«زكي الصورفي». ومشينا إحنا التلاتة لقينا لك «بولاق» ( ) واقفه علي رجل (272). قال إيه ؟ إزاي. ناس مش من الحتة (273) يستلموا الزفة، وخدوا بالكم أن خصمي إياه اللي قصدته، ورحت علشانه «قهوة الحلابي» من نفس «بولاق» قلت
- عال «أهي جت مع العمي طاباب» (274)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.