يخطأ من يقيم الوقفات الاحتجاجية المتتالية في القطاع التعليمي كتجربة فئوية ، فهذا قصور في النظر ... ما حدث هو بمثابة ترميم لمؤسسة متهالكة أفلست عن إنتاج أي شيء جديد و تراكمت مشاكلها حتى أوصلتنا لطريق مسدود ، و لان الأحزاب علي اختلاف هوياتها لا تقدم جديدا في مجال التعليم و لا الائتلافات اهتمت بوضع تصورات النهضة في مجال التعليم ، فكان لزاما علي المعلم أن يأخذ شعلة بروميثوس ليعيد الدفء و السلام للأرض ، المعلم قرر أن يخوض تجربة البناء بسواعده بعد أن انفض عنه أصحاب الشأن و أصبح مثار السخرية لعيوب قد تكون موجودة ، ولكن تم تضخيمها في غيبة من يدفع الأذى عن المعلم حتى تكون رأي عام كاره و حاقد علي المعلم . اختلف المعلم و بدأ محاولات إصلاح المنظومة التعليمية من الداخل ، و بالطبع الصراع شديد بين المعلم باني الحضارات و بلطجية المكاتب و سدنة البيروقراطية و المنتفعين و المرتزقة و الأفاقين و الجهلاء و الدخلاء علي مجال التعليم و الفلول بكل ألوانهم ، الحرب شرسة و التطهير قادم و كما كسرت عروش ستسقط الأقزام تباعا و ينجلي الصبح عن معلم جديد يدير مع خبراء التعليم الحقيقيين لا أهل الزيف مشروعه النهضوي . بالطبع مشعلي الحرائق لا يهدؤون ، و ها هم يبثوا حقائق مغلوطة عن معلم آخر ألا وهو (معلم التلفزيون المصري) ذلك المعلم الجشع ، السجان ، أو عشماوي الأطفال ، إنهم اختزلوا مطالب المعلم في الإصلاح المالي و لم يلتفتوا أو يهتموا بباقي المطالب في مجال الإدارة و المناهج و غيرها مما يتصل بمسرح العمليات التعليمي وهو المدرسة ، ركنوا لأوهامهم التي صدروها للمجتمع خوفا علي عروشهم الواهنة ، وللأسف ثورة اللوتس في مصر اقتلعت رئس النظام ولم تقتلع العقليات المتحجرة التي تقود مجتمعا وهي ليست أهلا له . أخيرا : أدعوا كل معلم بأن ينفض غبار السنين و يخرج للمقدمة يشارك زملائه في أجمل اللحظات التاريخية .. لحظة سيقف أمامها التاريخ طويلا ليتحدث عن ولادة أمة من رحم المنظومة التعليمية و شعلة حملها المعلم المصري الثائر و لا تلقوا بالا لحديث الإفك الذي يروج له الإعلام المستأنس .. للقضاء علي نهضتكم .