حذر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، من خطورة التيار السلفى بجميع فصائله، وبخاصة «الدعوة السلفية» وذراعها السياسية حزب النور، وقال: «إن السلفيين يحملون لواء التكفير والعنف الفكرى، ومن جعبتهم خرجت فصائل العنف المسلح التى تستحل الدماء والأعراض مثل القاعدة وطالبان وداعش». وأضاف «كريمة»، فى حوار ل«البوابة»، أن السلفيين تحالفوا مع جماعة الإخوان المسلمين ضد مصر، ولما سقط الإخوان انفضوا عنهم، وتحالفوا مع بعض القوى المدنية، مشيرًا إلى أن «هؤلاء يأكلون على كل الموائد، ويجيدون شهوتى البطن والفرج، ويبذلون كل شىء لإرضاء هذين الشهوتين». وإلى نص الحوار: . كيف تنظر إلى وجود التيار السلفى على الساحة الدينية والسياسية فى مصر؟ ينبغى أولا أن نصحح المصطلح، هؤلاء «متسلفة» وليسوا «سلفية»، لأن المتسلف هو من ينتحل أو يدعى انتسابه إلى السلف، وهى مرحلة انتهت بنص القرآن الكريم: «السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه» (التوبة: 100). الطبقة المذكورة فى الآية القرآنية تتمثل فى الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، أما هذه الفرقة فهى «وهابية المنزع» والمنشأ فى بلاد نجد البدوية التى خرج منها الشيطان، ليقترح على قريش قتل النبى فى «دار الندوة» قبيل الهجرة، وقد حذر النبى محمد منها بأن بلاد نجد يخرج منها الشيطان والفتن، وكان منها مسيلمة الكذاب. هذه الفرق غيرت أصول الإسلام والعقيدة، وتعصبت فى فروع الشريعة، فجمدوا الإسلام فى آراء «ابن عبد الوهاب» و«ابن حنبل». هؤلاء وبخاصة «الدعوة السلفية» يحملون «لواء التكفير» والعنف الفكرى، ومن جعبتهم خرجت فصائل العنف المسلح التى تستحل الدماء والأعراض مثل القاعدة وطالبان وداعش. الفكر السلفى لا يحتاج إلى مراجعة، إنما يحتاج إلى أن يتوقف فورًا، هذا الفكر ملىء بالخلل والتلاعب بالألفاظ، وكفى جرمًا أن السلفية تكفر 95% من مسلمى العالم، والتكفير هو أساس العنف المسلح. هؤلاء ربوا جيلًا من الشباب على كراهية المجتمع واحتقار الوطن ورفع أعلام سوداء، شباب السلفية قنابل موقوتة تسير على الأرض بفكر منحرف معوج. . تحدثت عن خطورة التيار السلفى من الناحية الفكرية.. ماذا عن خطورته من الناحية السياسية؟ فضلًا عما سبق، هؤلاء لا خلاق لهم، ولهم حيل شيطانية بلا شك، هم تحالفوا مع الإخوان ضد مصر، ولما سقط الإخوان انفضوا عنهم وتحالفوا مع بعض القوى المدنية. هؤلاء يأكلون على كل الموائد، ويجيدون شهوتى «البطن والفرج»، ويبذلون كل شيء لإرضاء هاتين الشهوتين. . وماذا عن دعاوى حل حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية؟ يجب حل حزب النور، ولا بد من حل جميع الأحزاب التى تقوم على مرجعية دينية سواء كانت إسلامية (سلفية، صوفية) أو مسيحية. . هل من فارق بين الإخوان وبينهم؟ الفارق بينهم وبين الإخوان أن الجماعة تتخذ الدين للاستيلاء على الحكم السياسى، أما السلفى فالسياسة ليست من شواغله الرئيسية، هو متفرغ لمتعه الدنيوية المتمثلة فى الطعام والنساء، وليس شرطًا أن يتولى الحكم، ولا تشغله أمور الخلافة أو الإمامة، غير أنهم يستخدمون الدين من أجل جمع الثروات لتحقيق الملذات، هؤلاء يعيشون عيشة بهيمية جسدية مادية. . لكنهم يقولون إنهم وقفوا مع الشعب ضد الإخوان وانحازوا إلى ثورة 30 يونيو. هم كانوا بجانب الإخوان حتى آخر لحظة، وقفزوا مع السفينة لما غرقت بالإخوان، وقفوا مع من؟! على مسئوليتى 80% من قتلى فض اعتصام رابعة العدوية من المتسلفة، الإخوان وضعوهم فى الصدارة بغبائهم. . مَن يقف وراء السلفيين؟ وراءهم جمعيات مشبوهة مثل جمعية إحياء التراث فى الكويت، وبعض رجال الأعمال السعوديين، هذه المؤسسات الخارجية تريد الدفع بهؤلاء للعبث بالأمن القومى المصرى، أقول دون مواربة: هؤلاء أكثر الناس خطورة على الأمن القومى المصرى، فالتدرج داخل التيار السلفية يبدأ عادة بالانتماء إلى «السلفية العلمية» وتمثلها «الدعوة السلفية» فى الإسكندرية، ثم يعرج المتسلف على «السلفية الحركية» المعروفة باسم «سلفية القاهرة» ثم ينتقل إلى «السلفية الجهادية» لينتمى إلى تنظيمات إرهابية مسلحة مثل التى تقاتل الجيش والشرطة فى سيناء. . ما الطريقة السليمة لمواجهة خطورة التيار السلفى؟ مواجهتهم يجب أن تجرى بخطط علمية دعوية برجال فى الدعوة والتعليم بمعنى رجال من ذكرهم الله تعالى فى كتابه: «الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا» (الأحزاب: 39). وفى هذا الشأن اسمح لى أن أستخدم الحديث معكم لغرض دعائى، أنا سأصدر كتابًا بعنوان «الإرهاب.. داء ودواء»، وهو عبارة عن وصفة لصناع القرار وعلاج ناجع لمواجهة الإرهاب والتسلف.