شهدت أكثر من 200 مدينة حول العالم انتفاضة إنسانية كرد فعل عن الجرائم والمذابح التي حدثت وتحدث كل يوم في الأراضي المحتلة. فقد اندلعت مظاهرات مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقهم في رفع الحصار ووقف المجازر التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة في ظل وصول عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 1050 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، واستهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات والمساجد ومقرات "الأونروا". ففي لندن خرج ما يزيد عن 10000 متظاهر لتأييد حقوق الشعب الفلسطيني، واتجه المتظاهرون نحو السفارة الإسرائيلية ومبني البرلمان في لندن، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولوحات تحمل عبارات مؤيد للقضية الفلسطينية، إن ما يحدث في غزة ليست حرب، وإنما مجزرة"، "أوقفوا العدوان على غزة"، " أنهو الحصار" والكثير من العبارات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني. أما في باريس فقد حدثت اشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين المقدر عددهم ب 15000 متظاهر في ميدان ريبابليك أكبر ميادين العاصمة الفرنسية، باريس، وقامت الشرطة الفرنسية بالقبض عل 1500 شخص وتعليقًا على تأييد المحاكم الفرنسية لقانون حظر التظاهر الليلة الماضية قال عمر السومي، وهو محامي من صفوف المتظاهرين: "إن قانون الحظر، يمنع المواطن الفرنسي من حقه في التعبير عن رأيه، كما أكد على ضرورة احترام السلطات الفرنسية للمسالمين من المتظاهرين، واحترام التظاهرات السلمية". كما ناشد أولييفيه بيسانسينوه، المرشح الرئاسي السابق جميع القوى الوطنية للتظاهر ضد هذا القانون. الجدير بالذكر أن فرنسا يقطن بها 5 مليون مسلم، ونصف مليون يهودي، وهي أعداد من شأنها أن تجعل انتقال الصراع إلى فرنسا أمر متوقع، كما لم تخل ألمانيا من المظاهرات إذ شهدت مدن هامبورج ودغمشتت في ألمانيا مظاهرات تضامنا مع غزة رفعت فيها الأعلام الفلسطينية وصور من الهولكوست وعلم لإسرائيل يتوسطه الصليب المعقوف تشبيها المجازر في غزة بمجازر النازي. كما قام آلاف المتظاهرين من المسلمين الشيعة في باكستان بحرق الأعلام اليهودية والأمريكية، احتجاجا على الوضع المأساوي في قطاع غزة. و في نفس السياق خرج آلاف الأرجنتينيين في مسيرة حاشدة في العاصمة بوينوس ايرس متوجهين إلى مقر وزارة الخارجية الأرجنتينية للمرة الثالثة خلال أسبوعين، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. وحسب بيان صحفي لسفارة فلسطين لدى الأرجنتين الليلة أمس، سلم وفد يمثل المؤسسات العربية والفلسطينية وبرلمانيين وأحزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني، مذكرة موجهة إلى وزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان تطالب الحكومة الأرجنتينية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة العنصرية التي تمارس الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، كما طالبوا بالعمل على أن يتم من خلال الأممالمتحدة فرض حظر عسكري على إسرائيل، وإلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين الأرجنتين وإسرائيل. وأكملت جموع المحتشدين الطريق عبر الشارع الرئيسي في العاصمة باتجاه مقر السفارة الإسرائيلية حيث كان ينتظرهم حشد كبير ضم الآلاف من المتضامنين يحملون الأعلام الفلسطينية تتقدمهم شخصيات وفعاليات من الأحزاب السياسية، وبعض أعضاء الجالية اليهودية من المتضامنين مع حقوق الشعب الفلسطيني. ووسط الأعلام الفلسطينية الكثيرة واليافطات التي رفعتها حشود المتظاهرين، والهتافات التي تدين الجرائم وتصف إسرائيل بالعنصرية، حملت إحداهن يافطة تقول: "أنا يهودية وأقول كفى جرائم بحق سكان غزة"، ويافطة أخرى كتب عليها: "فلسطين حرة"، "فلسطين لست وحدك"، وصورة لنتنياهو كتب تحتها "نازيون جدد". شهدت العاصمة السنغالية داكار مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الشعب السنغالي وأبناء الجالية اللبنانية المقيمين في السنغال تضامنا مع أبناء شعبنا، وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية. وضمت المظاهرة التي انطلقت أمس، ممثلي البرلمان السنغالي والطرق الدينية ووزراء ومسئولين سابقين وناشطين سياسيين وممثلين عن أحزاب سياسية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، مطالبين بمحاكمة مقترفي جرائم الحرب الإسرائيلية، وبقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لتماديها في انتهاك حقوق الإنسان. وألقى عدد من ممثلي البرلمان السنغالي ورجال الدين والمثقفين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومراكز حقوق الإنسان، كلمات عبروا فيها عن سخطهم على إسرائيل وما ترتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني. من المدن العربية التي شهدت مظاهرات كانت البحرين إذ خرج الآلف يرفعون الأعلام الفلسطينية، كما تم تدشين حملة في مملكة البحرين لإرسال شحنات من الأدوية والمساعدات إلى غزة. كما شهدت العاصمة الأردنية عمان مسيرة حضرها المئات تضامنا ًمع غزة. المسيرة الأغرب كانت في تل أبيب من مواطنين يهود يطالبون بوقف الحرب على غزة، شارك فيها أكثر من خمسة آلاف إسرائيلي في تظاهرة لوقف العدوان على غزة في تل أبيب حيث صرخ المتظاهرون "الشعب يطالب بوقف إطلاق النار"، و"دولة تأكل ساكنيها وتقتل جيرانها". وانتهت التظاهرة بكلمات طالبت الحكومة الإسرائيلية بوقف عملياتها الإرهابية ضد غزة، وقام عدد من نشطاء اليمين بمحاولة للاعتداء على المتظاهرين، وفي مدينة يافا شارك المئات من المواطنين العرب بتظاهرة ضد العدوان على غزة.