يُعد فيلم عودة الابن الضال، للمخرج العالمى يوسف شاهين، من روائع السينما المصرية لما يمثله الفيلم من فكر وتقافة ساهمت في ثراء تاريخ الفن، وتدور أحداث الفيلم حول "علي" الذي ترك عائلته وذهب يحقق أحلامه في مصر ولكنه وقع فريسة في يد من يستغل أحلامه في مشاريع وهمية فيدخل السجن، وعندما يخرج منه يجد أخاه (طلبة) قد أخذ في يده موازين السلطة ويتحكم في عمال المصنع. و لكن عليًا بعد مروره بهذه التجربة المريرة لا يستطيع تقديم العون لعمال المصنع برغم اعتمادهم عليه ووعوده لهم. الفيلم يمثل لحرب 1967 على أنها ناتجة عن استغلال رجال الرئيس ومن حوله لأحلامه مما جعلها تنتهي بالهزيمة. كما وضح الفيلم في النهاية أن على الشباب نسيان ما حدث والاستمرار في الحلم وتحقيق هذه الأحلام داخل بلادهم. وكانت ادوار نجوم الفيلم انعاكس حقيقى للواقع المصرى في تلك الفترة، وكذلك أغنيات الفيلم التى ابدعت في أدائها ماجدة الرومى في اول تجربة لها كممثلة، والتى ابدعها صلاح جاهين. والسؤال الان لو ان هذا الفيلم تم انتاجه في السنوات الحالية بل ماتحمله من سلوكيات الشارع المصرى، هل كان سيكون له نفس الثراء الفكرى والفنى ؟!.. ام ستختلف؟ ، لذا سنحاول باختصار شديد تخيل ابطال الفيلم وادوارهم في الوقت الحالى. . طلبة بيه (شكرى سرحان): هيعمل نت كافية وكافى شوب يجتمع فيه كل سكان قرية "ميت شابورة" بعد مايخلصوا شغل فى مصنع لعب الاطفال بتاعه، وبيفكر يوسع اعماله فى توصيل وصلات الدش للمنازل، ونفسه ياخد عقد توريد بودى جاردات للشركات، وبيحط ايده على كل حاجة فى البلد وبينافس مطاعم الشبراوى وبيخلى الدليفرى مجانا! تفيده( ماجدة الرومى): بتحب ابراهيم زميلها ابن طلبة، بس معلقة مدرس العربى علشان يديها درس ببلاش!، وقررت لو ابراهيم سافر برة، تتجوز اى حد بشرط يشترى لها شاليه من اونست، وفى اخر يوم فى المدرسة لمت هى واصحابها الطوب وكسروا شبابيك المدرسة وفتحوا دماغ المدير، وهى بتغنى أغنيتها الشهيرة "فى الف داهية يامدرستنا". فاطمة (سهير المرشدى): بتزور البهايم كل يوم والزريبة وتعد البهايهم علشان تطلب فلوسها من طلبة، وقررت ماتستناش على وقالت : فى داهية واتجوزت دلوقتى ومعاها 3 عيال، وبتتولى مسئولية توزيع البانجو على ابناء القرية ابراهيم (هشام سليم): جاب 50% فى الثانوية العامة ويادوب هيدخل محو الامية، واتخلى عن حلمه فى انه يكون عالم فضاء زى فاروق الباز، وقرر يبقى زى الفنان العلامة محمود الليثى ويقدم إعلانات عطور لولوا اللى بربع جنيه، وقرر ينسى تفيدة علشان اسمها مش عاجبه وهيتجوز نانسى بنت اشهر امين شرطة مرتشى فى المنطقة! أم طلبة (هدى سلطان) : قررت تصبغ شعرها الابيض وترجع شباب، وتخلع محمد بيه جوزها وتتجوز مونتى اللى بيعمل لها مساج فى الجيم وتسافر شرم الشيخ تصيف هناك، ووصت طلبه يبعت لها كل الفلوس اللى هتكون محتجاها علشان شهر العسل! على (بطل الفيلم): بعد ماخرج من السجن بعد 12 سنة ورجع البلد مش راجع اهبل ومسطول وساكت!، لا بالعكس راجع بكام بشلة فى وشه، واستعان بالبلطجى النخنوخ وثبت طلبه واخد نص فلوسه، وكمان قرر ياخد قروض ويهرب بيها برة مصر وبقى رجل أعمال زى الفل فى لندن وكمان مشارك يوسف بطرس غالى وزير المالية فى عهد احمد نظيف، وبيفكر يرجع يبنى عمارات تتهد فو ق دماغنا. حسونة (ابو تفيدة): بطل يطالب بحقوقه ومكافئته من طلبة وبطل يجيب سيرة مكتب العمل تماما، وقرر ينضم لجماعة الاخوان الارهابية، وبيوزع دلوقتى على سواقين الميكروباص والتوك توك لافتة هل صليت على النبى اليوم؟! المتبولى الكبير(محمود المليجى):تراجع عن افكاره القديمة إن الولد لازم ياخد شهادة اكبر من البنت علشان يقدر يضربها قلمين، لان كل البنات المؤهلات العليا دلوقتى بتتجوز سواقين تكاتك علشان كسيبة وبيجيبوا شبكة كويسة، وكمان قرر يستثمر حتة الارض اللى فى الصحرا اللى ضيع فيها فلوسه ويحولها جراج للتكاتك وعمل فيها غرزة على جنب للسواقين يحششوا فيها. ولان الممثلين ماعندهمش وقت اكتر من كدة قرروا يقفلوا الفيلم على كدة، وتم إلغاء اغنية الشارع لنا لماجدة الرومى، طبعا علشان الشارع مليان تحرشات، وتم الاستعانة ب اوكا واورتيجا للنزول بتتر النهاية وقفلوا الفيلم على كدة، واصبح حال المشاهدين ياريت الابن الضال مارجع!