قال باحِثون بما إنَّ النساءَ، اللواتي أُصِبن بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أصبحن يعشنَ حياةً أطول، فقد يُعانين من شدّة أعراض سن اليأس، مثل الهبّات الساخنة، والتي تُؤثِّر فيهنَّ أكثر من النساء اللواتي لا يحملن الفيروس. كما قال الباحِثون، الذين ترأسَّتهم سارة لوبي من مستشفى ماساشوسيتس العامة في بوسطن، إنَّ النساءَ في مرحلة سنِّ اليأس والمُصابات بعدوى نقص المناعة المكتسبة، يُعانين من شدّة أكثر في الهبّات الساخنة وتأثيرات أكبر للهبّات الساخنة في النشاطات اليوميّة ونوعية الحياة، بالمقارنة مع النساء غير المُصابات بالعدوى واللواتي يدخلن سنّ اليأس. قال الفريق: "يمكن للأعراض المُتفاقمة الخاصَّة بسن اليأس أن تزيدَ من سوء صحّة النساء اللواتي يحملن فيروس نقص المناعة (الإيدز)، مثل قدرتهنَّ على الالتزام بالعلاج الدوائيّ والامتناع عن تناول المخدرات والكحول". حثَّت لوبي مع فريقها الأطباءَ، الذين يتولَّون رعاية النساء المُصابات بالعدوى في منتصف العمر، على تقييم الهبَّات الساخنة لديهنّ وتقديم المعالجة الفعّالة. درس الباحِثون حالات 33 امرأة لديهنّ نقص المناعة المكتسب، وفي أعمارٍ تراوحت بين 45 و48 عامًا، ويُعانين من عدم انتظام دورة الطمث (الفترة المُحيطة بسنّ اليأس)؛ وقارنوا استجاباتهنَّ مع استجابات نساء بنفس الفترة المُحيطة بسنِّ اليأس، إنّما لا يحملن الفيروس. كانت الهبَّاتُ الساخنة عند النساء اللواتي يحملن الفيروسَ مُعتدلةً عادةً، بينما كانت بسيطةً عند النساء اللواتي لا يحملن الفيروس. كما عانت النساءُ اللواتي يحملن الفيروس أيضًا من مشاكل أكثر في النوم، ومن المزيد من الاكتئاب وحدّة المزاج والقلق. امتدَّ تأثيرُ الهبَّات الساخنة، عند اللواتي يحملن الفيروس، ليصل إلى عملهنّ ونشاطاتهنّ الاجتماعيّة والخاصة بأوقات الفراغ، والتركيز، وعلاقاتهنَّ مع الآخرين، والحياة الجنسيّة، والاستمتاع بالحياة ونوعية الحياة بشكلٍ عام. في الحقيقة، كان التأثيرُ الضار للهبّات الساخنة، عند النساء المصابات بعدوى نقص المناعة المكتسبة، أقوى ممّا عانت منه الناجيات من سرطان الثدي، وفقًا لما بيَّنته الدراسة. قال مُعدُّو الدراسة: "من غير الواضح لماذا تسوء حالةُ الهبّات الساخنة عند المريضات المُصابات بعدوى نقص المناعة؛ وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث للحصول على جواب عن هذه المسألة".