الصعلوك، تشارلز سبنسر تشابلن، والسير شارلي شابلن، كلها اسماء لعميد الكوميديا الصامتة تشارلي شابلن، ذلك الكوميديان المتميز، والمخرج والكاتب، وايضا المؤلف الموسيقي في عهد الأفلام الصامتة، عرفناه بالقبعة السوداء المستديرة والسروال الفضفاض، وذاع صيته وامتلك القلوب الي أن اتهم بالشيوعية في العام 1952. كان شارلي شابلن، المولود في لندن عام 1889، قد عاش طفولة قاسية، موسومة بالحرمان والبؤس في أشنع مظاهره، إذ كان والده ممثلا فاشلا مدمنا على الكحول فضلا عن سوء سمعة والدته حيث انجبت طفلا غير شرعيا من ممثل مسرحي فتركها زوجها ابو شارلي، فساءت احوال الأسرة، بعد سعيها الدؤوب لإيجاد ماتنفق به علي طفليها، فكانت تقدم اغنيات علي أحد مسارح بريطانيا، الي ان قذفها الجمهور وطالبوها بعدم الغناء، وقتها اكمل الأغنية طفلها شارلي شابلن وصفق له الجمهور وقذفوه بعملات نقدية، وبعد توقفها عن الغناء اضطرت لبيع ملابس المسرح لتنفق علي طفليها. دخلت الأم وطفليها دار رعاية أو ملجأ، لتلقي الدعم والرعاية، وبعدها دخلا الطفلان مدرسة، في هذه الفترة أصيبت بالجنون، وعادا الطفلان لوالدهم وعاشا مع زوجة أبيهم التي كانت تحرمهم من الطعام، ذاقا المرار في هذه المرحلة. خرجت الام من المصحة العقلية، وبعدما حقق شارلي شهرة نسبية برقصه وعمله الفني، أصيب بالربو، واضطر للعمل حلاق ومهن أخرى تساعده في الإنفاق على أسرته، ووقتها توفي والده بسبب تليف الكبد، وعادت والدته المستشفى لإصابتها بالجنون مرة أخرى. وفي التاسعة عشرة من عمره، غادر شارلي شابلن بريطانيا بحثا عن لقمة العيش في الولاياتالمتحدة الأمركية. وهناك تمكن من أن يصنع لنفسه مجدا عالميّا خصوصا بعد أن ابتكر عام 1914 شخصيّة "شارلو" في السينما الصامتة. تلك الشخصيّة التي أضحكت الجماهير في جميع أنحاء العالم، ومن خلالها انتقد مبتكرها قضايا العصر الحديث، السياسيّة منها، والاجتماعيّة، والثقافيّة وغيرها. وقد ازدادت شهرة شارلي شابلن اتّساعا بعد أن أبدع أفلامه الرائعة الأخرى مثل "الوثبة نحو الذهب" (1925)، و"أضواء المدينة"(1931)، و"الأزمنة الحديثة" (1936)، و"الديكتاتور"(1940).