هو صاحب أسلوب السهل الممتنع، تأسرك كلماته، وتجذبك أهمية موضوعاته، فهو من أبرز من تحدث بلسان حال الشعب، فوصفت مؤلفاته ملاحم الشعب المصري، وصورت كلماته فرحة الانتصار، وكانت كالسيف يحارب به كل فساد، وكانت على وجه الظالم.. الجلاد.. هو الروائى والكاتب العبقري جمال الغيطاني الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده. ولد جمال أحمد الغيطاني على، في التاسع من مايو عام 1945 في قرية جرجا بمحافظة سوهاج، أمضى نحو ثلاثين عاما في منطقة الجمالية برفقة أسرته، وتلقى تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية، وتعليمه الإعدادي بمدرسة محمد على الإعدادية، ثم التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان. لم يكن عمله الذي اعتنقه في بداية حياته عقب تخرج يشير إلى أن الأيام ستفرز لنا أديبا بقدر الغيطاني، فبعد أن تخرج عام 1962 عمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رسامًا للسجاد الشرقي، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، كما عمل مديرًا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، رغم أن تلك الأعمال التي شغلها الغيطاني كانت بعيدة عن العمل الأدبي إلا أن الاحتكاك بالعمال والزيارات المتنقلة لمحافظات مصر خلفت في كتاباته أثرًا جيدًا. ومثل كثير من مثقفين جيله ذاق الغيطاني مرار الاعتقال، فدخل المعتقل عام 1966 بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، وقضى ستة شهور بالمعتقل، متجرعًا من كأس التعذيب والحبس الإنفرادي. بعد أن صدر المولود الأدبي الأول للغيطاني "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" نادته صاحبة الجلالة، فعمل مراسلا حربيا في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، شهد خلالها حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وحرب 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، وزار الجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران، ثم انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عامًا صعد الغطياني خطوات جيدة في السلم الصحفي فأصبح رئيسًا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، ثم أسس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، شغل منصب رئيس التحرير بها. ترك الغيطاني لمحبيه موروثا ضخما أكتر من 50 رواية أضأت مجال الأدب العربي، وترجم معظمها والتي جاء أهمها، "الزينى بركات"،"أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، "الزويل"، "حراس البوابة الشرقية"، "نوافذ النوافذ"، "الرفاعي"، "وقائع حارة الزعفراني"، "نجيب محفوظ يتذكر"، "خطط الغيطاني"، "هاتف المغيب". ومن أهم مقولات الغيطاني، "يستحيل العشق دون معرفة"، "للبدايات دائما شأن عظيم، والبدايات لا تتكرر أبدا"، "ما يبدو واضحا في حين يغمض في حين آخر، وما يكون غامضا في وقت ينجلى في وقت"، "كلمة أو نظرة أو إيماءة ربما تحدد مصير وتغير مسار حياة"، "كل طريق حتما يؤدى إلى طريق"، "ما لا يُدْرَكُ بالنظر يَنْفَذُ إلى القلب"، "الوافد من بعيد في نظر القوم غريب، وهم بالنسبة إليه كذلك؛ فالكل غرباء".