حمل عدد من الناشرين، الحكومة ممثلة في وزارتي الثقافة والتربية والتعليم المسئولية كاملة، عن تدهور معدلات القراءة لأنه دور أصيل لها ولا دخل للقطاع الخاص أو دور النشر، بهذا الأمر، وعلى الدولة تحمل مسئوليتها بعمل سلسلة من المكتبات العامة تكون متاحة للجميع، وعمل مسابقات وأدوات جذب للجماهير حتى نعود بالقارئ إلى الكتاب مرة أخرى. وقال عادل المصري نائب رئيس اتحاد الناشرين: إن مدارس وزارة التربية والتعليم تحتوي على 25 ألف مكتبة عامة ومع ذلك لم تشتر كتابا واحدا منذ خمس سنوات، أما مكتبات وزارة الشباب الموجودة في مراكز الشباب لم تشتر كتابا منذ أربع سنوات، إذن فكيف تتم تنمية عادة القراءة لدى الجمهور؟ ولا يوجد في مصر إلا مشروع واحد ساهم في تنمية القراءة في مصر، وهو مكتبة الأسرة والقراءة للجميع، بغض النظر عن صاحبة الفكرة، وهذا المشروع ظلمه ارتباطه بسوزان مبارك فبعد أن كانت ميزانيته أكثر من 30 مليون ظلت تتقلص إلى أن باتت 2 مليون جنيه فقط، وهو ما دفع جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق ليقول لنا بالنص: "أنا قاعد أشحت من الوزارات". بينما نفى المصري، مسئولية الناشرين عن ذلك، بسبب مبالغتهم في الأسعار قائلا: إن ما يهم الناشر هو الرواج وقد ازدادت الأسعار لتخلي الدولة عن شراء الكتب من الناشرين، فقد كنا نعتمد في وقت من الأوقات على شراء مكتبة الأسرة لحقوق الملكية الفكرية لبعض الكتب، وكذلك شراء مكتبات المدارس والشباب والرياضة لآلاف النسخ، ما يؤدي إلى انخفاض التكلفة النهائية للكتاب لأن تكلفة الأصول الثابتة في إنتاج الكتاب تتوزع على آلاف النسخ على عكس ما يحدث حاليا، هذا بخلاف أن الضرائب تعاملني كما تعامل المقاهي. أما الناشر رضا عوض فقال: إن هذه المشكلة تحتاج إلى تعاون وتكاتف من جميع الوزارات المعنية، وإلى ثورة حقيقية تعمل على عودة الوعي لدى العالم العربي كله وليس مصر فقط، ولكي نحل هذه الأزمة علينا أن نبحث في جذورها، بحل أزمة محو الأمية لدى 40% من الشعب المصري، بعد أن عملت الأنظمة الديكتاتورية طوال العقود الماضية على تجريف الوعي لدى الجماهير، إلى أن أصبح العقل الجمعي مفرغ تماما، وهي مشكلة لن نجد لها حلا إلا بإصلاح منظومة التعليم في مصر، ولا أدري ماذا يفعل المجلس الأعلى للثقافة ودوره وضع بذور الثقافة في مصر إذا كانت التربة مجرفة، ولذا لابد من خطط مستقبلية، على مدى زمني محدد نعمل من خلاله على تشكيل وعي الأجيال الجديدة. ولفت عوض إلى مشاكل التربية والتعليم قائلا: كيف يمكن أن ننمي القراءة لدى الأطفال إذا كان أمناء المكتبات لا يعرفون قيمة الكتب وكل ما يهمهم ألا يحدث عجز فيما لديهم من عهدة، وهم في الحقيقة لا يعرفون قيمة ما لديهم من كتب ولا يدركون قيمتها، وليس لهم ثقافة لاختيار كتب جديدة، وبالتالي فكل ما يقوم به المسئولون هي مجرد شعارات فقط لن تؤدي إلا إلى مزيد من تجريف الوعي، ويحزنك أن يمر اليوم العالمي للكتاب من دون أن يتحرك أحد تجاه إعادة الوعي.