«التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    السيسى: الاستفادة بالدعم الفنى للبنك للقطاعين الحكومى والخاص    عمال مصر: مؤتمر الأردن سيشكل قوة ضغط قانونية وسياسية على إسرائيل    مقتل وإصابة 29 شخصا في ضربة صاروخية روسية باليستية على أوكرانيا    مفوضية الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للاجئين.. وتؤكد أن مصر أوفت بإلتزاماتها    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    كين: منتخب إنجلترا يشارك فى يورو 2024 لصناعة التاريخ ولكن الطريق صعب    مصطفى مخلوف حارس الأهلي يتعرض لكسر في عظام الوجه.. ويغادر المستشفى    يورو 2024| البرتغال تبحث عن إنجاز جديد في عهد رونالدو «إنفوجراف»    قائمة بيراميدز لمواجهة سموحة في الدوري المصري    الشؤون الإسلامية بعسير تنفذ مبادرة توعوية لضيوف الرحمن في مطار أبها    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    إخماد حريق داخل منزل فى أوسيم دون إصابات    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء لأسرة رئيس غرفة صناعة السينما    أحمد جمال سعيد يستعد لتصوير مسلسل «وتر حساس» (تفاصيل)    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    رئيس هيئة دعم فلسطين: تقرير الأمم المتحدة دليل إدانة موثق على جرائم الاحتلال    أدعية في سابع ليالي ذي الحجة.. رددها باستمرار لزيادة الرزق    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    وزير الاقتصاد الألماني يعول على المفاوضات لتجنب فرض عقوبات جمركية على الصين    فوز محمد يوسف بجائزة أفضل ممثل في مهرجان لشبونة الدولي للفيلم القصير    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    إعارته تنتهي 30 يونيو.. فليك يحسم مصير جواو فيليكس في برشلونة    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    انطلقت من أول مؤتمرات الشباب لتتحول إلى منصة وطنية للحوار وبناء القيادات    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    مدارس بديلة للثانوية العامة لطلاب الإعدادية 2024 .. 35 مدرسة تقبل من 140 درجة    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    راية أوتو تطلق سيارات إكس بينج الكهربائية لأول مرة في مصر    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    جامعة سوهاج: مكافأة 1000 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لجميع العاملين بالجامعة    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    "يورو 2024".. البرنامج الكامل من الافتتاح حتى النهائي    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    رئيس جامعة أسيوط يفتتح صيدلية التأمين الصحي لمرضى أورام الأطفال    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    نجم الأهلي السابق: مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم سهلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق أركان حرب عبدالعزيز سيف الدين: بين السما والأرض.. صراع دائم بين المقاتلات وقوات الدفاع الجوي
نشر في العالم اليوم يوم 08 - 07 - 2012

تجنيد ذوي الدرجات العلمية العليا بالسلاح لمسايرة التقدم التكنولوجي
* تطوير أنظمة القيادة والسيطرة الآلية وإدخال أحدث أجهزة الرادار
* مركز متكامل للبحوث الفنية لإضافة التعديلات المطلوبة علي المعدات بشكل منتظم
* القوات المسلحة درع الوطن وسيفه وتستلهم شرعيتها من الشعب
تحتفل قوات الدفاع الجوي في الثلاثين من شهر يونيو من كل عام بيوم الدفاع الجوي الذي يعد صفحة مضيئة في تاريخ القوات المسلحة الحافل بالانجازات ويعد اختيار هذا اليوم كيوم للدفاع الجوي حين تم استكمال انشاء حائط الصواريخ الحصين في انجاز وصل إلي حد الاعجاز مكن الدفاع الجوي من بتر الزراع الطولي للعدو الاسرائيلي، وقد ألقي الفريق أركان حرب عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي كلمته في هذه المناسبة أكد خلالها علي إن احتفالنا هذا العام يأتي مواكبا لميلاد الدولة المصرية الحديثة التي أعاد شعب مصر تأسيسها بسواعد شبابه الطاهر وبدماء شهدائه الأبرار الذين كتبوا تاريخا جديدا لمصر يوم أن انطلقت شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير تلك الثورة الملهمة التي أعادت اكتشاف المعدن الأصيل لهذا الشعب القادر علي صنع المستحيل.
وكعادة القوات المسلحة التي ترتبط بشعبها عبر تاريخ طويل من الكفاح المشترك فقد أعلنت منذ اليوم الأول للثورة انحيازها الكامل للمطالب المشروعة لأبناء الشعب وأيدت ثورته وقامت بواجبها في الحفاظ علي الوطن وأبنائه.
لقد استطاعت القوات المسلحة قيادة سفينة البلاد في مواجهة أمواج عاتية كادت تعصف بمستقبل هذه الأمة من خلال خطوات واضحة تم الالتزام بتنفيذها طبقا للتوقيتات المعلنة وواجهت خلال ذلك العديد من الازمات الاقتصادية والسياسية والأمنية ولأن الإصرار علي الوصول للهدف يعتبر إحدي السمات الرئيسية للعقيدة العسكرية المصرية فقد تحملت القوات المسلحة مسئولياتها وواجهت الاحداث الجسام وأمنت جميع خطوات التحول الديمقراطي حتي الوصول لانتخابات رئاسة الجمهورية التي كانت نموذجا قدمته القوات المسلحة في حسن التنظيم والتأمين والنزاهة والشفافية ولأول مرة يجد المواطن المصري قيمة لصوته الذي وضعه بإرادة حرة لم يمليها عليه أحد.
إن الدولة المصرية الحديثة تتطلب من الجميع المحافظة علي المكتسبات التي تحققت وبناء المستقبل الجديد والاستفادة من أخطاء الماضي حتي تستطيع مصر أن تصل للمكانة التي تستحقها في مصاف الدول العريقة في تاريخها والغنية بموقعها وأبنائها والشامخة بجيشها.
"العالم اليوم" طرحت خلال الاحتفالية مجموعة من الأسئلة أجاب عليها الفريق أركان حرب عبدالعزيز سيف الدين مستعرضا جهود قوات الدفاع الجوي وأبرز مراحل التطوير التي تعرضت لها القوات خلال الفترة الماضية.
سألناه.
* ما أسباب اختيار ذلك اليوم للاحتفال بقوات الدفاع الجوي؟
** طبقا للقرار الجمهوري رقم (199) الصادر في فبراير 1968 تم البدء في إنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة ... وقام رجال الدفاع الجوي بإنشاء حائط الصواريخ الحصين وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصلة بأحدث الطائرات "فانتوم ، سكاي هوك" ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت ... ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية أثناء حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوي إعتباراً من 30 يونية وخلال الإسبوع الأول من شهر يوليو عام1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز "فانتوم ، سكاي هوك ) ، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم وتوالت إنتصارات رجال الدفاع الجوي ... ويعتبر يوم الثلاثين من يونية عام 1970 هو البداية الحقيقية لإسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيدا لها .
* ما تأثير حرب الاستنزاف علي نشأة وتطوير قوات الدفاع الجوي؟
** نشأت قوات الدفاع الجوي في ظروف صعبة وقاسية ... في ظل الهجمات الجوية المستمرة بأحدث الطائرات الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف ... ووجدت قوات الدفاع الجوي نفسها في مواجهة أقوي ما تمتلك إسرائيل وتفخر به ... وهو سلاحها الجوي ... وبقدر ما كان الصراع عنيفاً ومستمرا ... كانت قوات الدفاع الجوي تخرج كل يوم بدروس مستفادة من نتائج المعارك ... تجعل منها حافزاً علي التدريب والتطوير والبناء ... تقدمت قيادة قوات الدفاع الجوي إلي القيادة العسكرية والسياسة بخطة شاملة لتطوير شبكة الدفاع الجوي وتدعيمها بأنواع حديثة من الأسلحة والمعدات عالية التقنية والصواريخ المضادة للطائرات ... وقام الاتحاد السوفيتي بتزويد مصر بأنظمة صاروخية من طراز (سام-2، سام-3، سام-7" وأنظمة حديثة من المدفعية م ط ذاتية الحركة "شيلكا"... وواصل رجال الدفاع الجوي العمل ليل نهار لاستيعاب الأسلحة والمعدات الجديدة والتدريب عليها لمجابهة أحدث طائرات القوات الجوية الإسرائيلية في ذلك الوقت "فانتوم" خلال فترة وجيزة أذهلت القادة والخبراء السوفيت أنفسهم ... وتم وضع الخطط الكاملة للدفاع الجوي عن جميع الأهداف بالدولة ... حيث تم إنشاء مواقع حصينة لاسلحة ومعدات الدفاع الجوي واحتلالها في وقت قصير في إطار بناء حائط منيع من الصواريخ ... مع تجهيز الطرق والمدقات وإقامة المواصلات الاشارية اللازمة لعمل مراكز القيادة والسيطرة علي جميع المستويات داخل دشم حصينة مما كان له أكبر الأثر في حمايتها من الهجمات الجوية المعادية أثناء القتال كما استغل الدفاع الجوي فترة وقف إطلاق النار عقب 8 اغسطس 1970 في استكمال منظومة الدفاع الجوي والتوسع في إنشاء المواقع الرئيسية والتبادلية والهيكلية في جبهة القتال.
* يتردد في احتفالات الدفاع الجوي كلمة (حائط الصواريخ) بماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
** حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم حصينة "رئيسية/ تبادلية/ هيكلية" قادر علي صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة ... مع القدرة علي تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة ... هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها ... وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة ... حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير الدفاع الجوي عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات ... ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات ... كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده ... وقام رجال الدفاع الجوي بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة ... وكان الإتفاق علي أن يتم بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين:
الخيار الأول :
القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات .
الخيار الثاني :
الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له ... وهكذا ... وهو ما إستقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أي رد فعل من العدو ... وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين القاهرة وجبهة القناة ... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية ... وفي التوقيت المحدد كسمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان ، وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي ، وعلي أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوي علي الإقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي .
* كيف قام الدفاع الجوي المصري بتحطيم أسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟
** إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهي ... وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتي تحوي كافة الأحداث ...وسوف نكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب ... ولكي نبرز أهمية هذا الدور ... فإنه يجب أولا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور ... حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية ... فلقد قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة علي شراء الطائرات الفانتوم وإسكاي هوك حتي وصل عدد الطائرات قبل عام 73 إلي (600) طائرة أنواع مختلفة ... حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف في عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف ... فإن قوات الدفاع الجوي كان عليها أن تتصدي لهذه الطائرات ... حيث قام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقامو باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 واستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج ... مما أجبر إسرائيل علي قبول ( مبادرة روجررز ) لوقف إطلاق النار اعتباراًامن صباح 8 أغسطس 1970 ... وبدأ رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة ... وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 البتشورا وانضمامها لمنظومة الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 ... وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناه بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ... وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ [ سام 2 ، سام 6 ] لاستكمال بناء حائط الصواريخ استعدادا لحرب التحرير ... وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط علي جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية وسياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانيء استراتيجية ... وفي اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتي أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالت بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلي إصابة أعداد أخري وأسر عدد من الطيارين ... وعلي ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناه السويس بمسافة أقل من 15كم ... وفي صباح 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية علي القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوي الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين ... وخلال الثلاثة أيام الأولي من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهي بهم ... وكانت الملحمة الكبري لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشي ديان) يعلن في رابع أيام القتال أثناء تحديده للمشاكل التي تواجه القوات الإسرائيلية ( وثمة مشكلة أخري تواجه طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية ) وذكر في أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ... ثقيلة بدمائها.
* كيف استطاع مقاتل الدفاع الجوي تحقيق المعادلة الصعبة بين التكنولوجيا المتطورة وسهولة الاستخدام في حرب أكتوبر 73؟
** أجمع العديد من المفكرين علي أن حرب أكتوبر 73 تعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ الحروب ... فلقد أبرزت تلك الحرب أن التكنولوجيا أصبحت تمثل عنصرا ذا أهمية في الحروب الحديثة ... ولعل أهم المشاكل التي تواجه الجيوش الحديثة تلك المشكلة الناشئة من الاتجاه المتزايد نحو استخدام الأسلحة المتطورة المعقدة فمعظم هذه الأسلحة تتطلب أطقم قتال ذات مستوي تعليمي وثقافي عال نسبيا ... الأمر الذي يؤكد أن القوة العسكرية لأي دولة لم تعد تقاس بصورة مطلقة طبقاً للعناصر المكونة لها من تسليح وقوة بشرية ... وإنما أصبحت تقاس بصورة نسبية طبقاً لنوعية القوة البشرية وقدرتها علي استيعاب الأسلحة والمعدات المتطورة ... وكان أحد الحلول لمواجهة هذه المشكلة هو زيادة فترة التجنيد ... لتوفير الوقت اللازم كي تتمكن أطقم القتال من استيعاب الأسلحة وهو ما يتعارض مع خطط التنمية الاقتصادية للدول وكان هناك حل آخر يتمثل في ... تصنيع وجلب أسلحة متطورة سهلة الاستخدام ... ويتطلب هذا الحل تكاليف باهظة لتنفيذه ... ولعل ذلك يفسر الاهتمام البالغ بالصواريخ المحمولة علي الكتف للنتائج الرائعة التي حققها خلال حرب أكتوبر 73 ... فهذه الصواريخ تعتبر نموذجا رائعا لما يجب أن تتجه إليه التكنولوجيا في المجال العسكري من سهولة الاستخدام ورخص الثمن ... وقد تم تنفيذ منظومة للانتقاء والتوزيع للأفراد ذوي المؤهلات العليا والدرجات العلمية المناسبة لاستقدامهم للتجنيد بقوات الدفاع الجوي للعمل علي المعدات ذات التقنيات الحديثة المتطورة لسهولة استيعابهم لهذه المعدات .
** تحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقا لأسس علميه يتم إتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلي محاولة الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين:
المسار الأول :
التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث التي تتطلبها منظومة الدفاع الجوي المصري طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلي إعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً في خطة محددة ومستمرة .
المسار الثاني :
التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوي تسعي دائماً لزيادة محاور التعاون في جميع المجالات "التدريب ، التطوير ، التحديث"
ويتم التحرك في هذه المسارات طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدي إلي استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي علي مستوي المعدات أو إسلوب الاستخدام .
* ما أوجه التطور في هذا المجال في ظل التقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي الحالي؟
** نظرا للتطور التكنولوجي الهائل وما نتج عنه من صعوبة بالغة في تحقيق القيادة والسيطرة علي وسائل الدفاع الجوي بالنظم اليدوية أصبح من الضروري تطوير نظام القيادة والسيطرة ليكون نظاماً آلياً .
ولقد بدأت قوات الدفاع الجوي منذ فترة طويلة في التخطيط لتطبيق منظومة قيادة وسيطرة آلية متكاملة تحقق السيطرة علي إدارة أعمال القتال بقوات الدفاع الجوي من خلال تكوين صورة موقف جوي كامل في الوقت الحقيقي بما يمكن من سرعة ودقة ا*تخاذ القرار المناسب بمراكز القيادة بالإضافة إلي تحقيق أفضل إستخدام لعناصر الدفاع الجوي في مواجهة التحديات والتهديدات الجوية ... وقد بدأ التطوير بالاستفادة من الكوادر المصرية من خلال إعداد برامج خاصة بنظام القيادة والسيطرة الآلية بالإضافة إلي تطوير نظم نقل وتداول المعلومات ... وأود أن أقول.. إن أهم التطورات التي تم إنجازها مؤخرا في هذا المجال هي تطوير معدات نظام القيادة والسيطرة الآلية الحالي للاستفادة منها لأطول فترة ممكنة وذلك بإحلال المبينات المتقادمة بمبينات جديدة ذات إمكانيات عالية الدقة ، وتطوير قطاع آلي كامل باستخدام الحواسب الآلية المتوافر لها تأمين فني في الأسواق العالمية مع تطوير أحد مراكز القيادة والسيطرة الآلية بالاستفادة من خبرات الشركات الأجنبية العالمية والمحلية اعتماداً علي الحواسب التجارية لتقليل الإعتماد علي المكون الأجنبي ... بالإضافة إلي إدخال القيادة والسيطرة الآلية علي الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة وتكوين صور موقف آلي متكامل علي مستوي الجمهورية ... مع إشتراك ضباط الدفاع الجوي في العمل جنباً إلي جنب مع الشركات المنفذة لنقل الخبرة لهم ثم الاعتماد عليهم في تطوير باقي القطاعات والمراكز الآلية بخبرات وإمكانيات ضباط ومهندسي قوات الدفاع الجوي .
* مستوي التدريب الراقي لقوات الدفاع الجوي الذي ظهر خلال تنفيذها أحد الالتزامات الرئيسية يؤكد أنها لم تتأثر بالمهام الاضافية التي كلفت بها بالاشتراك مع باقي أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة.. كيف تم تحقيق هذا التوازن؟
** إن مستوي الاداء الذي ظهر خلال هذا الالتزام الرئيسي لقوات الدفاع الجوي يأتي تتويجاً لعام تدريبي أدت فيه قوات الدفاع الجوي جميع الالتزامات التدريبية المخططة مما أدي لصقل مهارة الضباط والأفراد في تنفيذ المهام الرئيسية بتأمين المجال الجوي لجمهورية مصر العربية ضد أي عدائيات جوية .
ولقد فرضت الأحداث التي مرت بها البلاد خلال العام الماضي مهاماً إضافية للقوات المسلحة أدت خلالها قوات الدفاع الجوي دورها بمستوي متميز ونجحت بالإشتراك مع باقي عناصر القوات المسلحة في تأمين عملية التحول الديمقراطي في البلاد وحفظ الأمن ومطاردة العناصر الإجرامية في مواقع متعددة .
وجاء هذا التوازن بين المهام الرئيسية والإضافية من خلال حرص قيادة قوات الدفاع الجوي علي تنفيذ كل الإلتزامات التدريبية المخططة بالتنسيق مع أجهزة القيادة العامة لتعديل توقيتات كافة الإلتزامات التي تتعارض مع القيام بمهام تأمينية (استفتاء، امتحانات، انتخابات،...) وأثبت رجال الدفاع الجوي قدرتهم علي تحمل الأعباء وأداء جميع المهام بنفس المستوي الراقي .
* في ظل التهديدات التي تتعرض لها عملية السلام في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي نتيجة للثورات العربية المحيطة واشتراك القوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية كيف تواجه قوات الدفاع الجوي هذا الموقف؟
** في البداية .. أود أن أوضح أمرا مهما جدا.. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محدده وأهداف واضحة ... إلا أننا في ذات الوقت ... نهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة ... مما يستوجب المحافظة علي الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات ... تتمثل في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير في غايه الدقة ... وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب ... ويتم المحافظة علي الاستعداد القتالي الدائم من خلال الحصول علي معلومات عن العدو الجوي بصفة مستمرة والتنظيم الدقيق لوسائل المواصلات واستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية وإدارة أعمال القتال والمحافظة علي الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات ... ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل ... والروح المعنوية العالية ... ويعتبر اشتراك عناصر قوات الدفاع الجوي في معاونة باقي أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية والتحول الديمقراطي للدولة كإحدي المهام الثانوية ... التي تقوم بها قوات الدفاع الجوي دون المساس بالمهمة الرئيسية ... المتمثلة في تأمين وحماية سماء مصرنا علي جميع الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة للدولة .
* ما مستقبل الحياه السياسية في مصر ووضع القوات المسلحة فيه؟
** إن ماتشهده مصر حاليا من احداث غير مسبوقة في تاريخها او في منطقة الشرق الاوسط جاء نتاجا لثورة 25يناير التي استطاعت ان تنقل مصر الي عصر جديد من الديمقراطية الحقيقية كما يعتبر وفاءا للعهد الذي قطعه المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي نفسه حين تسلم سلطة البلاد في فبراير من العام الماضي بتحقيق أهداف الثورة وإقامة حياة ديمقراطية سليمة علي أسس وقواعد صحيحة من خلال عدة مراحل لإعادة تشكيل المؤسسة التشريعية للبلاد بإرادة حرة وصولاٌ لانتخاب رئيس الجمهورية وانتهاء المرحلة الانتقالية .
ومما لاشك فيه ان مستقبل الحياة السياسية في مصر سيكون مختلفاً تماما عن ذي قبل بعد أن شعر كل مواطن بأهميته في صنع مستقبل وطنه وأنه لا مصادرة علي رأيه من خلال تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة لم تشهدها مصر من قبل ولا يتبقي سوي التزام كل مواطن بدوره في المجتمع وإعادة بناء الجمهورية الجديدة حتي تستطيع مصر أن تتبوأ المكانة التي تستحقها .
أما بالنسبة لوضع القوات المسلحة فهي كالعهد بها دائما حامية لمقدرات الشعب ودرعا للوطن وسيفا ضد أعدائه تستلهم شرعيتها من ثقة الشعب بها التي تمتد عبر آلاف السنين والتي لايستطيع أياً من كان أن ينال منها وهي دائماً مصدر فخر للشعب المصري ورمزاًُ لعزته وكرامته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.