في الوقت الذي كثفت إسرائيل من تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية كبيرة لقطاع غزة، قال القيادي البارز في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي د.محمود الزهار إن الفلسطينيين علي أبواب انتصار تاريخي سيتحقق في أية مواجهة مقبلة مع إسرائيل علي الرغم من أن ذلك سيكلفهم ثمناً كبيراً لقاء هذا النصر. وتبدو تصريحات الزهار هذه نوعاً من رفع المعنويات لأهالي قطاع غزة، وتحمل قدراً كبيراً من شحذ الجماهير الفلسطينية علي الصمود والتصدي، إذ يظهر من ناحية أخري مدي التخوف من شن هجمة أخري من قبل إسرائيل ضد قطاع غزة علي غرار حرب غزة نهاية عام ،2008 ويدلل علي ذلك حث حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية المقالة الفصائل الفلسطينينة علي ما سمته بالتوافق الوطني بينها بشأن الوضع الميداني في القطاع كما أنها طالبت جميع الفصائل بالالتزام بوقف إطلاق الصواريخ والحفاظ علي التهدئة، غير أن حماس تواجه صعوبات كبيرة في إقناع الفصائل الفلسطينية المتواجدة في غزة بالحفاظ علي التهدئة مع إسرائيل. ومن هذا المنطلق لجأت حماس مؤخرا إلي نشر مجموعات تابعة للأمن الداخلي بلباس مدني علي حدود القطاع لمنع إطلاق أي قذائف باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحازية لحدود قطاع غزة. تصريحات الزهار لبث روح المقاومة والحماسة هذه جاءت في وقت يتصاعد فيه التوتر علي حدود قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل قد يتطور إلي حرب مفتوحة، إذ يدرس الجيش الإسرائيلي خطواته المقبلة ردا علي استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة باتجاه منطقة الغلاف التي يعيش فيها مستوطنون يهود، وأدت إلي إصابات في صفوفهم. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي لا يضيع وقته، فقد كشف النقاب عن مداولات نصب بطاريتين من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في منطقة النقب جنوب إسرائيل، هذا القرار بدراسة نصب البطاريتين جاء في أعقاب الضغط الذي يشكله السكان هناك علي حكومة نتنياهو، لكن اللافت في هذه الخطوة هو أن الجيش الإسرائيلي كان قد أجري تجارب ناجحة علي القبة الدفاعية، ثم قرر نصبها في معسكرات تابعة له في منطقة النقب، علي أن يتم استخدامها في الوقت الملائم، وهو وقت تشهد فيه منطقة الجنوب أي الحدود علي قطاع غزة تصعيداً خطيرا. لكن المفارقة في الأمر كان الجيش الإسرائيلي يراعي أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد، ولا تقف وراء الهجمات الأخيرة علي المستوطنات، بل وتحاول منع إطلاق النار علي الأراضي الإسرائيلي لكنها تواجه صعوبات كبيرة في كبح جماح الآلاف من أفرادها والتي تتغاضي عن نشاطاتهم أحياناً. الجو العام في قطاع غزة مشحون بالتوتر، ويرجح سياسيون ومحللون ومواطنون في القطاع أن تشن إسرائيل عدواناً جديداً علي القطاع في حال قتل عدد من الإسرائيليين جراء سقوط صواريخ تطلقها فصائل المقاومة ويخشي الفلسطينيون من احتمال شن مثل هذا العدوان، مما يجعل الرأي العام السائد في القطاع مع وقف إطلاق مثل هذه الصواريخ. وتجري حركة حماس مباحثات مكثفة مع معظم الفصائل الفلسطينية في محاولة للحفاظ علي التهدئة الحالية وعدم جر المنطقة إلي حرب جديدة وهي تتعلل بذلك أنها تريد سحب البساط والذرائع من إسرائيل حتي لا تشن حرباً جديدة علي غزة، إذ إن الوضع الفلسطيني لا يحتمل حرباً الآن. غير أن المشكلة تكمن في أنه يتم إطلاق قذائف هاون وصواريخ وليس لأحد القدرة علي السيطرة علي هذا الأمر، فيكفي أن نسقط هذه القذائف علي أماكن تجمع سكاني داخل إسرائيل ويسقط أشخاص قتلي من دون قصد حتي تدخل المنطقة في دوامة حرب جديدة تسعي لها إسرائيل منذ مدة رغم نفيها لذلك مرات عديدة!!