بكت المرأة اليهودية الشابة وهي ترد علي سؤال لإحدى القنوات عن سبب عودتها إلي أمريكا من جديد، قالت لم أستطع الاستمرار ورؤية كل ما يحدث أمامي يوميا من إهانات للبشر وسلوك الجيش تجاه الفلسطينيين، وتعقبهم في أي مكان، تركت أمي في إسرائيل وقررت العودة من جديد إلي حيث كنت أعيش سابقا.. اعتراف جاء وحده، مثل مئات غيره، عبر قنوات التليفزيون، وقنوات السوشيال ميديا، التي شكلت الأضلع الإعلامية الثلاثة للحرب على غزة، وعلى كل المناطق الفلسطينية التي لم تحتلها بعد إسرائيل، والحقيقة أن اتساع دوائر التغطيات لهذه الحرب ساهم كثيرا في انتشار ردود الأفعال العامة تجاهها، وتجاه جيش (الدفاع ) المعتدي الذي شن حرب إبادة بإصرار من ملامحها التركيز على قتل الأطفال والنساء أولا، وهو ما شكل بدوره ردود أفعال حادة في كل القارات، علت بشكل واضح في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الأخرى،البلد الذي يحمي إسرائيل، ويقدم لها دعمًا مفتوحًا منذ إعلانها كدولة، ويرسل إليها حاملتي طائرات وجنود المارينز، في أول مرة بعد حربه على العراق عام2003, وزيارات من رئيس أمريكا بايدن ووزير خارجيتها بلينكن، لكن على الجانب الآخر تكلم الشعب الأمريكي بكل فئاته، رافضًا هذا الدعم، وهذا العدوان بما فيه قطاع من يهود أمريكا أنفسهم الذين رأينا مظاهرات واعترافات لهم عبر ڤيديوهات متعددة، ومن المدهش أن نلاحظ هذا الرفض لإسرائيل وعدوانها على غزة حتى في مجلس نوابهم (الكونجرس) حين وقفت مجموعة قبل بداية جلسة أخيرة، وقد رفع أعضاؤها من الرجال والنساء أياديهم مغطاة بسائل أحمر كالدم، وهم يهتفون ضد سياسة بلدهم، وضد وجود بلينكن وزير خارجيتهم، ولويد وزير دفاعهم قبل بداية الجلسة! ولم يكن ممكنا أن يصل هذا التقرير المصور إلينا إلا عبر آخرين لديهم نفس القناعات بجرم المشاركة الأمريكية لإسرائيل في قتل آلاف الفلسطينيين. شكرًا إسرائيل علي شاشة قناة (القاهرة والناس)، رأيت ڤيديو لمواطن أمريكي، يقول فيها ما لم نتصوره بشأن الحرب على غزة، وبشأن التاريخ قال المواطن (شكرًا إسرائيل،،لأنك أطلقت سراحنا جميعًا من قبضتك وما كنا نصدقه دائما عنك وعن احترامك لحقوق الإنسان، ومحاولتك العيش بسلام مع الآخرين، وهو ما كان يجعلنا نوافق علي كل ما يقوله أصدقاؤك هنا، الآن عرفنا الحقيقة، وعرفنا كيف تمارسين على أرض غزة كل ما يخالف هذا، ورأينا ونرى جيشك وهو يقتل الجميع من سكان غزة ويهدم البيوت والمستشفيات وكل شيء، شكرًا إسرائيل لأننا، أخيرًا ، تحررنا من قبضتك ومن سيطرتك على ما نراه ونسمعه هنا في بلادنا) !! وهناك عشرات الاعترافات والفيديوهات الأخرى، ومقاطع من البرامج التي تظهر حالة العالم اليوم، والتي تعني حالة شعوبه، وفئاته والتي اهتمت قناة القاهرة والناس بجمعها، وتقديمها يوميا على فترات متتالية لتقدم بذلك نوعًا مختلفًا من التغطيات للحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة، وأيضًا فيديوهات لسلوك الإسرائيليين العدواني ضد الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، وللدرجة التي تعبر بالفعل عن حالة من الاكتشاف العالمي لحقيقة دولة إسرائيل وجيشها الذي يطارد الفلسطينيين، حتي داخل بيوتهم كما سجل أحد الڤيديوهات التي قدمها فريق إعلامي أجنبي حاول دخول أحد البيوت الفلسطينية ولكن صاحبه أخبر الفريق أن ضابطين من (جيش الدفاع) موجودان بالداخل وإذا سمح صاحبه للإعلام بالدخول سوف يمنعان أطفاله من دخول المنزل بعد عودتهم من المدرسة، وغير هذا فإن مظاهرات شعوب العالم لا تتوقف وتغطيها كل القنوات، أما بوستات نجوم الفن والفكر والسياسة فتعبر عن حالة صدمة حقيقية وغضب لدى عالم استطاعت وسائل الإعلام أن تصل به أخيرًا إلى كل مكان وحدث في نفس اللحظة، وأن تجعله يرى الحقيقة عن قرب، وهو ما نراه عبر تتبع القنوات الإخبارية، وبالتالي، فإذا كانت حماس هي من بدأت "طوفان الأقصى"، فإن ما فعلته إسرائيل على مدى سنوات من اعتقالات واغتيالات واستيلاء علي أراضي الفلسطينيين وغيرها كان كفيلا بتحريك الحجر وليس البشر ليدرك المعتدي أنه ليس حرًا في إبادة أصحاب الأرض التي سرقها منذ 75عامًا كاملة.