«جبالي» يحيل 6 مشروعات قوانين للجان النوعية بالبرلمان    جامعة بنها تنظم المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا.. 22 مايو    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة «الحلول الابتكارية لتحقيق التنمية المستدامة»    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق    ختام السلسلة الأولى من المناقشات حول برنامج منحة الشراكة من أجل التعليم    تداول 146 ألف طن بضائع استراتيجية بميناء الإسكندرية    استلام 193 ألف طن قمح بالشون والصوامع بكفر الشيخ    موعد تشييع جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي    كولر يجتمع مع جهازه المعاون استعدادا لمواجهة العودة أمام الترجي    المصري البورسعيدي يستضيف إنبي في الدوري    تشاهدون اليوم.. بولونيا يستضيف يوفنتوس والمصري يواجه إنبى    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة النصب علي المواطنين بالقاهرة    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة وموعد انتهاء الموجة الحارة    تصدى لمحاولة سرقة منزله.. مدمن يقتل عامل بطلق ناري في قنا    خلال 24 ساعة.. تحرير 483 مخالفات لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم".. الشروط والرابط    في ذكرى رحيله.. محطات في حياة ملك الكوميديا الفنان «سمير غانم»    تقديم خدمات طبية ل 1528 مواطنًا بقافلة مجانية في كفر الشيخ    «الرعاية الصحية» تعلن حصول مستشفى الرمد ببورسعيد على الاعتراف الدولي    جبالي يفتتح أعمال الجلسة العامة لاستكمال مناقشة مشروع قانون تطوير المنشآت الصحية    خبير في العلاقات الدولية: إسرائيل تستخدم سلاح الجوع لكسر صمود الشعب الفلسطيني    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    الذهب يصعد 1.4% ويسجل أعلى مستوياته على الإطلاق    ما هي المسافات الآمنة للسكن بجوار خطوط الكهرباء؟    أتزوج أم أجعل امى تحج؟.. وكيل وزارة الأوقاف يوضح    المركزي الصيني يبقي على معدلات الفائدة الرئيسية للقروض دون تغيير    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم    تربية رياضية بنها تحصل على المركز الأول في المهرجان الفنى للمسرحية    «رمد بورسعيد» يحصل على الاعتراف الدولي للمستشفيات الخضراء«GGHH»    قبل نظر جلسة الاستئناف على حبسه، اعترافات المتسبب في مصرع أشرف عبد الغفور    طريقة عمل العدس بجبة بمكونات بسيطة    دعاء النبي للتخفيف من الحرارة المرتفعة    اليوم.. محاكمة طبيب نساء بتهمة إجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته عقب تحطم المروحية    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    أحمد عبدالحليم: الزمالك جدد طموحه بالكونفدرالية.. وفخور بجمهور الابيض    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير سياسى روسى يفند أخطاء روسيا فى أوكرانيا
نشر في الأهالي يوم 21 - 01 - 2023


:
أكبر خطأ لروسيا أنها تأخرت فى القيام بالعملية العسكرية
قوة الجيش الأوكرانى تأتى من قوة الجندى الروسى الذى يقاتل فى صفوفه
الأمريكيون حولوا الجيش الأوكرانى إلى جيش من الفاشيين
احتمال الحرب العالمية قائم إذا تقدم الجيش الروسى ورفض التفاوض
من المبكر الحديث عن عالم متعدد الأقطاب وما يحدث هو إضعاف للقطب الواحد
ما زالت شعبية الرئيس بوتين مرتفعة بل زادت بعد العملية العسكرية
مفاوضات إسطنبول ومعركة ماريوبول كانتا مصيدتي وقت لروسيا
تنبأ الخبير السياسى الروسى الموالى للحكومة الروسية سيرجى ماركوف، بالآثار السلبية التى من الممكن أن تواجهها روسيا فى حال عدم كسبها النزاع مع أوكرانيا والغرب، أدلى الخبير سيرجى ماركوف بالحديث لموقع "بيزنس أون لاين" الروسى.
وحول محصلة العام المنصرم 2022 على ضوء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا قال ماركوف، إنه يعتبر محصلة العام المنصرم كارثية، فالعملية العسكرية التى تم التخطيط لها باعتبارها ستكون عملية خاطفة سريعة، تبين أنها ليست سريعة ولا مؤثرة، وتحولت إلى عملية عسكرية طويلة الأمد. والحديث يدور الآن على عشرات الآلاف من القتلى من الجانبين الروسى والأوكرانى، وواقع الأمر يشير إلى مئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين، وعمليا وفق الخبير الروسى تدور حرب أهلية فى داخل الشعب الروسى أشعلتها الولايات المتحدة والغرب. ثم تحدث سيرجى ماركوف عن تأثير هذه العملية العسكرية على علاقة الشعب الأوكرانى بروسيا وقال إذا كان فى السابق كان المعادون لروسيا من الشعب الأوكرانى 10%، غير أنهم تحت ضغط الدعاية ازدادوا إلى 15%، ثم 20 -25%، لكن بعد بدء العملية العسكرية وصلت نسبة المعادين لروسيا فى أوكرانيا 70 – 80%، فقد حدث توحد النظام السياسى فى أوكرانيا على أساس معاداة روسيا، وهذا أثر من الآثار الكارثية لهذه الحرب.
الجيش الروسى
وتحدث سيرجى ماركوف عن الجيش الروسى فقال إنه عملياً فقد موقعه كثانى أقوى جيوش العالم من وجهة نظر العالم الخارجى، إذا بالطبع وفق ماركوف إذا لم نأخذ فى الاعتبار الأسلحة النووية. حسب قول الخبير السياسى أصبح الجيش الروسى فى نظر العالم، غير مؤثر وغير قادر على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه، ثم استدرك الخبير السياسى وأكد أنه شخصياً لا يعتقد ذلك، وأشار إلى أن المشكلة ليست فى أن الجيش الروسى ضعيف، ولكن فى أن الجيش الأوكرانى أصبح قوياً جداً، الجيش الأوكرانى قوى لأنه يحارب فيه الجندى الروسى (واحد من الأقوى فى العالم) وضباط فاشيين (لأن الولايات المتحدة قامت بتحويل الضباط الأوكران إلى فاشيين، وهو الذى يعتبر فى الوقت الراهن هيكل الجيش الأوكرانى)، وبالطبع وفق ماركوف لا ننسى الجنرالات الأمريكيين والبريطانيين الذين يديرون الجيش الأوكرانى، ويستدرك ماركوف ويقول حتى لو كانوا أوكران الأصل فهم يمتلكون جنسية أخرى ورواتبهم يحصلون عليها بالدولار والجنيه الاسترلينى.
وفيما يتعلق بالآثار الجيوسياسية، فجر الخبير السياسى الروسى مفاجأة من العيار الثقيل، ففى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن عالم متعدد الأقطاب، قال نحن لا نرى أى انتقال لعالم متعدد الأقطاب، لكن، نحن نرى عملية تفريغ للشحنة فى نفس العالم أحادى القطب، وتقوية لتأثير قوة وتأثير الولايات المتحدة وقدرتها على السيطرة على الأنظمة السياسية. وفى نفس الوقت وصف تضامن الحضارة الغربية وترابطها والتفافها حول الولايات المتحدة بأنه أكثر من أى وقت مضى. بينما يرى ماركوف أنه تبين أن روسيا ضعيفة، على أساس حسب قول سيرجى ماركوف أن الأمريكيين هزموا الجيش الروسى بأيدى أوكرانيا فى أماكن كثيرة، مما اضطر الجيش الروسى للانسحاب من عدة مناطق أوكرانية، وذكر المناطق التى تركها الجيش الروسى فى أوكرانيا بعد السيطرة عليها. وأرجع ماركوف الاضطهاد الذى تعرض له مواطنو هذه المناطق بأن سببه أن النظام الأوكرانى نظام إرهابى.
عقوبات غربية
ولم ينس ماركوف – حسب وصفه- عاصفة العقوبات الغربية التى هبت على روسيا، وأثرت على عشرات الملايين من المواطنين، لكنه الخبير السياسى عاد وأشار إلى أنه رغم صمود الاقتصاد الروسى، إلا أنه اعترف بأن العقوبات كانت ضربة قوية، خلقت مشاكل كثيرة للمواطنين خاصة النشطين إجتماعياً، وتحدث عن المشاكل التى يواجهها المواطنون الروس فى السفر وإلغاء رحلات كثيرة فى جهات عديدة، وتغيرت بشكل حاد علاقات كثير من الدول بروسيا، وفى الغرب يحاولون بقدر المستطاع قطع علاقتهم بأى شيء له علاقة بروسيا.
هاجم سيرجى ماركوف "نظام الدولة" كما وصفه بأنه أظهر درجة عالية من عدم الكفاءة فى إدارة العملية العسكرية، لأنها على حد قوله لم تستطع التنبؤ بما يمكن أن تتطور إليه الأحداث، لقد أخطأ المسئولون فى إدارة العملية العسكرية والعمل الدبلوماسى، وكل شيء يبرروه بأن "كل شيء يسير حسب الخطة"، التى وصفها ماركوف بأنها أدت إلى كره السكان (يعنى الأوكران)، لكنه فى نفس الوقت أكد أن شعبية القيادة الروسية ظلت مرتفعة ولم تتأثر، ويمكن القول حتى أنها زادت قليلاً عما كانت عليه قبل العملية العسكرية. ووفق ماركوف الأهمية هنا ليست فى الدعم الشعبى للقيادة، ولكن عدم حدوث انقسام فى النخب الروسية، الذى كان ينتظره الأمريكيون.
لم يهمل الخبير السياسى الروسى فى حديثه الوضع الاقتصادى فى العالم وخاصة فى الولايات المتحدة وأوروبا وأقر بحدوث أزمة اقتصادية عالمية. وأن عملية تفريغ شحنة التوتر من النظام العالمى أحادى القطب وتقوية قيادة الولايات المتحدة للعالم أدت إلى آثار كارثية لأوروبا، فقد وجهت ضربة قوية لمستوى معيشة الأوروبيين والأنشطة الاقتصادية، لكنه فى نفس الوقت انتقد بلاده قائلاً إنها لم يكن لديها كفاءة للدفاع عن مصالحها، كما أن الأوروبيين الذين يدعون تمسكهم بالحرية والديموقراطية دعموا الانقلاب فى كييف (يقصد هنا الانقلاب الذى أطاح بالرئيس يانوكوفيتش عام 2014) واتهم قيادة الانقلاب فى أوكرانيا بأنها ضد الديمقراطية والليبرالية وتقود البلاد بشكل مباشر إلى الأعمال الإرهابية. وتوقع انهيار أوروبا لأنها على حد قوله أقدمت على دعم الانقلاب فى أوكرانيا.
ماساة الحرب
تطرق ماركوف إلى الأوضاع فى المجتمعين الروسى والأوكراني وأشار إلى أن المأساة لم تطال فقط الأسرة الأوكرانية ولكن الروسية أيضاً، باستثناء هؤلاء الذين كانوا يقاتلون منذ بداية العملية العسكرية، وتحدث عن التعبئة باعتبارها نقلت المأساة لباقى أعضاء المجتمع الروسى، وقال إن كل شخص تم استدعاؤه من هؤلاء 300 ألف الذين تم استدعاؤهم يمس بشكل مباشر ثلاث أو أربع أسر، وبذلك تكون المأساة قد مست حوالى 10- 15 مليون أسرة روسية، على الرغم من أن استطلاع رأى أظهر أن 62% فقط يعتبرون العملية العسكرية هى أهم أحداث عام 2022، كما أن التعبئة كانت أهم الأحداث بالنسبة 9% فقط، والمدهش أن العقوبات حظيت فقط على 3% كأهم حدث، وهو مؤشر على أن العقوبات لم تمس قطاعا عريضا من المواطنين، وهو وفق الخبير السياسى الروسى تعتبر لطمة على وجه الرئيس بايدن والقادة الأوروبيين.
وحول ما إذا كان إذا كان الرئيس بوتين قد أخطأ الحسابات ببدء العملية العسكرية قال ماركوف أنا قلت بوضوح أن المشكلة فى آليات الدولة، لن نمس بوتين على الرغم من أن بدء العملية العسكرية كان أمرا لا مفر منه على الإطلاق، لكنه عاد وأشار إلى إن الرئيس بوتين أخطأ فى أنه لم يدخل بقواته أوكرانيا فى عام 2014 أو 2015، وأكد أنه هذا هو الخطأ الرئيسى، أما الحديث عن أن روسيا لم تكن مستعدة فهذه مجرد حكايات، فى الواقع النظام الأوكرانى هو الذى لم يكن مستعداً لمقاومة مثل التى يبديها اليوم، وكانت النتيجة أننا أصبحنا خلال الثمانى سنوات أقوى 3 مرات بينما أوكرانيا أصبحت أقوى 30 مرة، واتهم ماركوف الحكومة بأنها بدأت تستعد للعملية العسكرية منذ بداية صيف عام 2021 فقط بينما كييف بدأت تستعد من صيف 2014. طوال هذه الفترة كان الغرب والناتو يمدهم بالسلاح تحت قيادة الولايات المتحدة، فقد أعدوا أوكرانيا للحرب مع روسيا بأيدي أوكرانية.
أخطاء روسية
تحدث سيرجى ماركوف عن الأخطاء التى ارتكبتها القيادة الروسية أثناء العملية العسكرية وقال تم ارتكاب عدد ضخم من الأخطاء، أهمها بدء العملية العسكرية دون إعداد أولى، نحن فى واقع الأمر وقعنا فى مصيدة، والخطأ الثانى من وجهة نظر الخبير والمحلل السياسى الروسى غياب الضربات الجوية التى كان من المفترض أن توجه للقوات الأوكرانية منذ البداية، كان الجميع يتوقع أنه من الممكن التحالف معهم، وكان لديهم أمل فى دعم السكان الأوكران كما حدث فى القرم 2014 – 2015، لكننا لم نفعل أى شيء من أجل هذا، أى لم نخض معركة من أجل السيطرة على وعى المواطن الأوكرانى، فى الوقت الذى حول الغرب الوعى الجمعى للأوكران للاعتقاد بأن روسيا هى العدو. وما كان من الممكن أن يستقبل الأوكران الجنود الروس بالأحضان والورود بعد ذلك، فقد كانوا يخشون دعمنا، يستطرد ماركوف، الكل يعرف أن الدولة الأوكرانية بها نظام إرهابى يريد الثأر، وعاد ماركوف ليقول إنه كان من الممكن أن يستقبلنا الشعب بالأحضان والورود لو كنا قد تمكنا من تدمير النظام الفاشى الإنقلابى فى كييف، لكن هذا لم يحدث -وفق الحبير الروسى السياسى.
تعبئة جزئية
استمر سيرجى ماركوف فى تعديد الأخطاء وذكر منها ما ارتكب أثناء إعلان التعبئة الجزئية فى روسيا، وقال أولاً كان يجب إعلانها فى مارس – أبريل وليس فى سبتمبر – أكتوبر كما حدث وثانياً أن التعبئة تم تنظيمها بطريقة سيئة لدرجة أنها أفزعت حتى كثير من المواطنين من ذوى الحس الوطنى العالى، أما الخطأ الأكبر من وجهة نظر ماركوف فهو طريقة السيطرة على مدينة "ماريوبل" حيث أوقعنا الأوكران فى مصيدة الوقت هناك، والخطأ أننا ركزنا على هذه المدينة وكان يجب أن نستمر فى ضرب العدو فى أماكن أخرى.
وتطرق ماركوف إلى المفاوضات التى جرت فى بداية العملية العسكرية ووصف مفاوضات اسطنبول بأنها كانت أيضاً مصيدة، لأنه كما تبين فيما بعد أنهم بدأوا المفاوضات عندما كانت الذخيرة عند الجيش الأوكرانى قد نفدت، وأنهم بدأوا التفاوض لوقف زحف الجيش الروسى، أي كانت عدة مصايد لاستغلال الوقت استغلها العدو الأوكرانى لكى يعلن التعبئة ويزود قواته بالأسلحة والذخيرة، وبعد ذلك بدأ الجيش الأوكرانى ما عرف بالهجوم المضاد. ووصف ماركوف الانسحاب من خيرسون بأنه أكبر هزيمة عسكرية أثناء هذه العملية. كان نتيجة هذه العملية أن تمكن الناتو والولايات المتحدة من قتل مئات الآلاف من الروس بهويات أوكرانية وعشرات الآلاف من الروس بهويات روسية، وبذلك ربما يريد ماركوف أن يؤكد أن الحرب بين إخوة أو حرب أهلية كما وصفها الرئيس بوتين فى أحد خطاباته.
واعترف ماركوف بأن روسيا كانت تعرف بمساعدة الغرب لأوكرانيا، ولكنها كانت تريد حل المشكلة بسرعة ولكنها تأخرت ثمانى سنوات، وفى عام 2022 لم تستطع حل المشكلة بسرعة، ودعا إلى استخدام القسوة مع أعداء روسيا، لأن النظام فى كييف إرهابى -وهو نظام إرهابى ناجح على حد قول ماركوف.
وفى نهاية الحديث قال الخبير والمحلل السياسى الروسى إن بلاده تعمل الآن على تصحيح الأخطاء.
تأثير فاجنر
وحول بريجوجين رئيس مجموعة فاجنر وتأثيره على الحياة السياسية والعسكرية فى روسيا قال ماركوف، إنه حيث الحاجة إلى فاجنر فهو مؤثر على سبيل المثال فى معركة باخموت، وأشاد بما قامت به المجموعة فى سوريا ومالى وأفريقيا الوسطى، وحول إنشاء مجموعة جديدة على غرار فاجنر لأن الخبرة التى استفدناها منها تشجع على إنشاء هذا النوع من التنظيمات العسكرية وهذا ليس للحد من تأثير رئيس فاجنر الحالية. وأعرب ماركوف عن تفاؤله بأن روسيا فرصتها فى الانتصار أكثر 5 مرات من فرص أوكرانيا، وأن أغلبية الشعب الأوكرانى موالٍ لروسيا. وحول وجود اتجاهين فى الإدارة والنخبة الروسية أحدهما مع الحرب والأخرى مع السلام قال ماركوف إن هذا من اختراع وسائل الإعلام الموالية للغرب، وتحدث السياسى الروسى المقرب من الكرملين عن المعارضة الروسية وقال إنه تم القضاء على المعارضة الموالية للغرب، وكان لهذا ما يبرره لأنها تخطت مسألة أنها معادية لبوتين تماماً إلى معاداة لروسيا نفسها.
وعن الفترة التى من الممكن أن تستغرقها العملية العسكرية فى روسيا أكد ماركوف بأنه لا أحد يعرف حتى الآن، وكل التوقعات التى قالها سواء العسكريون أو السياسيون أو المحللون لم تصدق حتى الآن، وأكد لا أحد يعرف أى شيء فى هذا الخصوص حتى اللحظة، وأشار إلى أنه يمكن التنبؤ على المستوى التكتيكى فقط، أى ماذا سيحدث فى خلال أسبوع أو أسبوعين فقط.
تحالفات خارجية
وانتقل الحديث مع سيرجى ماركوف عن التحالفات الخارجية لروسيا حيث قال إن بلاده تواجه تحالفا من 50 دولة فى العالم تشارك فى الحرب الهجينة ضد روسيا، جزء من هذه الدول تعدادها صغير ولكن قوتها الاقتصادية ضخمة، بنية تحتية كونية ضخمة تواجه روسيا بحماس، وهى تأمل فى الاستيلاء على جزء من أراضى روسيا وثرواتها، وقسم ماركوف من سماهم بالمعتدين على روسيا من التحالف الكونى وقال إنهم متمثلون فى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبولندا، أما المجموعة الثانية من المعتدين اضطراريا وهم يشاركون فى العدوان بدون حماس مثل النمسا والمجر وإيطاليا واليابان وإسبانيا. المجموعة الثالثة من الدول هى تلك التى تتمسك بشدة بالحياد ولا يريدون المغامرة وهم الأغلبية، على سبيل المثال الدول المنتجة للنفط وهم يخشون أن يضرب تحديد سقف لسعر النفط بمداخيلهم وهم ضد تحديد سقف لسعر النفط، لكن الكثير من الدول تخشى الوقوع تحت طائلة العقوبات، وهناك مجموعة رابعة من الدول على الحياد ولكنها تتعاطف مع موسكو وهم يستغلون الوضع ويعطون لروسيا إمكانية تخطى العقوبات مثل تركيا والإمارات والصين والهند، وتوجد مجموعة صغير من الدول التى تدعم وتؤيد روسيا مثل بيلاروسيا وفنزويلا وإيران. وحول احتمال انضمام الصين للعقوبات على روسيا أشار ماركوف.. من الممكن فنحن لم نتوقع أن تقف الصين على الحياد، كنا نود أن تقف الصين موقف الحليف معنا، لكنهم ظلوا على الحياد. وأرجع ماركوف موقف الدول هذا إلى أن روسيا لم تكسب الحرب حتى الآن، وقال إن معظم الدول تستقى معلوماتها من الصحافة الغربية التى تصور روسيا بالمهزومة، وأن هزيمة روسيا لا مفر منها ومن ثم لا أحد يريد التحالف مع المهزوم، خاصة أن القوات الروسية انسحبت من 6 7 مناطق أوكرانية، وأضاف بالطبع لأن الكثير لا يعرفون لماذا قامت روسيا بهذه الحرب ولماذا لم توجه ضربة عسكرية لمراكز القيادة الأوكرانية.
آفاق التفاوض
وحول آفاق التفاوض لإنهاء النزاع قال ماركوف أولاً إن مفاوضات اسطنبول كانت مجرد خداع من أوكرانيا وثانياً المفاوضات الآن غير ممكنة على الإطلاق لأن الغرب يريد الهزيمة العسكرية لروسيا ويعتقد أنه قريب من تحقيق ذلك، ولهذا يرفع سقف المطالب من روسيا، باختصار يريد نصف استسلام من روسيا، وروسيا ليست مستعدة لتلبية ذلك، لهذا فإن التفاوض الآن غير ممكن، رغم أن معظم الدول المنضمة للعقوبات ضد روسيا تريد إنهاء الحرب. وحول شروط إنهاء الحرب من الجانب الروسى وضع ماركوف شروطا تعجيزية عندما قال توجد 6 مدن هى أوديسا ونيكولايف وخيرسون وزابوروجيا ودنيرو وخاركوف هى مدن روسية، ويوجد بها سكان تابعون لروسيا وهم يمثلون الجزء الأكبر من الاقتصاد الأوكرانى، وأضاف بمجرد أن تسيطر روسيا على واحدة أو اثنتين من هذه المدن سيفتح الطريق للتفاوض، وإذا لم توافق أوكرانيا ستقوم روسيا بالسيطرة على مدينة ثالثة، فى هذه الحالة سيأتى شولتز وماكرون مضطرين لاستعطاف بوتين لبدء التفاوض، وأضاف ماركوف فى الكرملين يدركون تماماً أن هجوم الجيش الروسى هو الشرط الوحيد للسلام.
وفى الختام ولم ينته حديث ماركوف عندما قال إن الغرب يريد التخلص من بوتين وأن إمكانية توجيه ضربات سواء لموسكو والأراضي الروسية الأخرى ممكنة، وأن الوضع الحالى فى روسيا حرج، وعن احتمالية حرب عالمية ثالثة لم يؤكد ولكنه اعترف بأنها ممكنة فى حالة تقدم الجيش الروسى ورفض روسيا للتفاوض، حينها قد يتدخل الناتو، وتشتعل الحرب العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.