بقلم عاطف المغاورى منذ النكبة وما بعدها النكسة أصبحت قضية الأسرى الفلسطينيين قمة المأساة الفلسطينية بتنوعاتها المختلفة ما بين حياة اللجوء والشتات المتكرر والمتجدد، وبذلك لم تعد هناك عائلة فلسطينية واحدة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، إلا وذاق أحد إفرادها مرارة الأسر، بل أن هناك عددا كبيرا من الأسر التى تعرضت بكامل أفرادها للاعتقال، فذاقت مرارته، واجتمعت سوية داخل جدران السجون، مما حول المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع معتقلين، وجعل من قضية الأسرى قضية الكل الفلسطيني، بل هي قضية العرب وكافة أحرار العالم، رغم أن هناك بعض الذين يتجرؤون ويتقولون بأن مسمى الأسرى غير مناسب للحالة والأصح هو معتقلين وبذلك يسلمون بالرواية الصهيونية، لأن مسمى الأسرى هو جزء أصيل لا يمكن إسقاطه من الرواية التاريخية لأصحاب الأرض والحق أبناء الشعب الفلسطيني، بل تمثل عنوانا لطبيعة الصراع العربي الصهيوني وذلك لكون النضال الفلسطيني حركة تحرر وطني من أجل الانعتاق من الاحتلال، ومعتقلي الحروب والصراعات هم أسرى تنطبق عليهم كافة الاتفاقات والمعاهدات المنظمة والتي تمثل مظلة الحماية لهؤلاء الأسرى لدى الجانبين. وبذلك أصبح الأسرى فى الوعي الجمعي الفلسطيني ليسوا مجرد أشخاص غائبين بفعل القهر الصهيوني، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، فأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان سجون ومعتقلات الاحتلال، من أجل فلسطين، ومقدساتها، ومن اجل قضايا الأمة العربية، وقدموا فى سبيل ذلك حياتهم وزهرات شبابهم. لذلك تعيش قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب فى عمق وجدان الشعب الفلسطيني يستوون فى ذلك جميعهم وعلى اختلاف اتجاهاتهم ومستوياتهم العمرية، ولاشك إن قضية الأسرى الفلسطينيين قد خلقت بين أسر الأسرى الفلسطينيين وشعوب الأمة العربية رابطة شديدة القوة والخصوصية. وفى هذه الأيام تبرز قضية الأسرى الفلسطينيين على سطح الأحداث لتقاوم النسيان أو التجاهل أو محاولات الشطب والمحو، حينما يكمل من يطلقون عليهم جنرالات الصبر39 عاما فى سجون الاحتلال الأسيران كريم يونس، وماهر يونس دون وجود سقف لينالوا حريتهما، ويلتحقوا بشعبهم ضمن مسيرته النضالية من اجل نيل حريته وبناء دولته أسوة بباقي شعوب العالم، ليس ذلك فقط بل هناك عناوين للمأساة والتي تتمثل فى أن المعاناة للأسرى الفلسطينيين تحمل الإهمال الطبي، وسياسة الموت البطئ والذى يعد أحكام بالإعدام، وتأتى معاناة الأسير ناصر أبوحميد لتجسد قمة ومجمل الجريمة التى ترتكب فى حق الإنسانية والشعب الفلسطيني من خلال حالة الاختطاف التى تنفذها سلطات الاحتلال بحق أصحاب الأرض والحق ناصر ابوحميد الذى أصدرت بحقه محاكم الاحتلال أربع مؤبدات، وهو الآن يعانى الإصابة بالسرطان، ويخضع للحبس مقيدا من على سرير المرض، ويمضى أيامه منذ أكثر من أسبوعين تحت جهاز التنفس الاصطناعي وهو فى غيبوبة، مما يستوجب التحرك من كافة القوى والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية بالمشاركة فى حملة من أجل إطلاق سراح ناصر ابوحميد لما يعانيه من آلام المرض الذى ينهش جسده المنهك بسنوات الاعتقال، والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية. ناصر أبوحميد الذى يشارك إخوته الأربعة آلام السجن والاعتقال، وحرمان الأم المكلومة من أن تتمتع بأبسط حقوقها فى أن تضم أولادها وفلذات كبدها الى أحضانها، وبعد أن قدمت لقضية شعبها شهيدا، واستحقت خنساء فلسطين،،،أم ناصر ابوحميد التى هدم بيت عائلتها أربع مرات من قبل سلطات الاحتلال عقابا لها على انخراط أبنائها فى مقاومة الاحتلال، أم ناصر ابوحميد قدمت الشهيد وخمسة من أبنائها للحركة الأسيرة من بينهم ناصر ابوحميد الذى يصارع الموت، ويستمر حرمان الأم الصابرة من حقها في أن تمنح ابنها قبلة وحضنا قد يكون اللحظة الأخيرة فى حياة فلذة كبدها. وفى هذا الموقف واللحظة الراهنة فى حياة الشعب الفلسطيني، وحركته الأسيرة التى تعانى الإهمال والإجرام الصهيوني الذى يجسد الصهيونية النازية بكل إجرامها، نتوجه بالدعوة الى كافة المنظمات والمؤسسات والهيئات والأحزاب والقوى السياسية وبخاصة العاملة من اجل حقوق الإنسان؟؟!!للمطالبة بالإفراج عن ناصر أبوحميد وكافة الأسرى والأسيرات الذين يعانون مرارة القيد والمرض، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بمجمله، وفى القلب منه أسراه الذين يتعرضون للقتل البطئ بما يخالف كافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية التى توفر الحماية لأسرى الحروب والصراعات والتي تنطبق على أسرى الشعب الفلسطيني داخل سجون ومعتقلات الاحتلال، ضرورة المطالبة بإرسال لجان التفتيش القانونية والطبية للتحقق من الأوضاع المزرية التى يعيشها الأسرى الفلسطينيون فى سجون الاحتلال الصهيوني، وبخاصة فى ظل تفشى الأمراض والأوبئة بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد مما يشكل جريمة بكامل أركانها، وفى تفشى جائحة كورونا وإصابة العديد من الأسرى بها، وكل ذلك على مرأى ومسمع من الرأي العام الدولي الذى يعترف بالغاصب الصهيوني لكل فلسطين والمعتدى على كافة المواثيق الدولية التى تمنح دولة فلسطين وشعبها الحق فى الحياة مستقلا حرا فى دولته افرجوا عن ناصر أبوحميد،، ولتحيا الثورة الفلسطينية.