اكد دكتور " عباس شراقى"، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة،ان النيل الازرق قد سجل امس" الثلاثاء"، اعلى مستوى له بالخرطوم منذ اكثر من قرن بوصوله إلى 17.32 م، وكان اعلى ارتفاع سجل في الخرطوم منذ بدء تسجيل مناسيب النيل قبل اكثر من مائة عام قد حدث في العام الماضي في اليوم الاول من سبتمبر 2019 وبلغ 17.26 مترا فيما سجل فيضان 1946 الشهير والذي احدث خسائر فادحة في البلاد ارتفاعا بلغ 17.14 مترا اي اقل من مستوى اليوم ب 18 سنتيمترا، موضحا انه نفس الامرعندما توقع فى مايو الماضى عندما وصل منسوب بحبيرة فيكتوريا إلى أعلى مستوى فى التاريخ 1136.813م يوم 17 مايو 2020)،مشيرا الى انه بدأ النصف الثانى من موسم الأمطار على الهضبة الاثيوبية وكانت الأمطار خلال النصف الأول أعلى من المتوسط فى مايو ومتوسط فى يوليو ومعظم أغسطس ومن المتوقع أن يكون أعلى من المتوسط خلال شهر سبتمبر القادم . واضاف" شراقى "، ان سد النهضة بدأ حجز مياه الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو (5 مليار م3) كاملة دون الاعتبار الى حالة الأمطار مما أخر وصول ايراد هذا العام الى بحيرة ناصر ثلاثة أسابيع الى أن بدأ المنسوب فى الارتفاع يوم 9 أغسطس الجارى، مشددا على ان ارتفاع معدل الأمطار لايعطى اثيوبيا الحق فى بدء التخزين دون اتفاق ، خاصة وأنها حجزت هذه المياه بصرف النظرعن حالة الأمطار فى ذلك الوقت، مشيرا الى ان الدول الثلاث تسعى فى مفاوضات الأسبوع الأخير الذى ينتهى بعد غدا " الجمعة" فى الوصول الى اتفاق ملزم وعندئذ يصبح التخزين قانونيا. واوضح " شراقى"، ان معظم الولايات السودانية تشهد سنوياً نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار (يوليو – سبتمبر)، الاول سيول وفيضانات نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضى السودانية نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضى السودانية خاصة فى غرب السودان (الفاشر) والجزء الجنوبى من السودان وشرق السودان مثل كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق مكونة سيول وفيضانات لبعض الأنهار الداخلية مثل عطبرة وستيت والدندر والرهد والكثير من الروافد والخيران بعضها يصل الى النيل ومعظمها ينساب على الأراضى السودانية. وليس لسد النهضة أى علاقة بهذه السيول أو الفيضانات، وبالتالى لن يمنعها فى السنوات القادمة، والثانى فيضان النيلين الأبيض والأزرق نتيجة زيادة الأمطار فى المنابع الاستوائية والهضبة الحبشية على الترتيب، وتستخدم مياه فيضان النيل الأزرق فى زراعة أكثر من مليون فدان كزراعة فيضية مثلما كان يحدث فى مصر قبل السد العالى لاتحتاج الى أسمدة بسبب توفر الطمى. سوف يمنع سد النهضة فيضان النيل الأزرق وكذلك عدم رى المليون فدان التى سوف تحتاج الى شبكة رى لتتحول من الرى الفيضى الى الرى بالطرق التقليدية أو الحديثة عن طريق حفر قنوات واستخدام طلمبات لرفع المياه، مع ضرورة استخدام أسمدة لتعويض نقص الطمى. أما فيضانات النيل الأبيض فيمكن الحد منها عن طريق تطويره (تعميقه) لتوفير أكثر من 2 مليار متر مكعب، مضيفا انه مازال موسم الأمطار مستمراً فى السودان واثيوبيا حتى نهاية سبتمبر. واكد " شراقى"، على ان هذه المرحلة تتطلب تضافر الجهود المصرية السودانية للحد من مخاطر السيول والفيضانات فى السودان ومعظمها من أمطار السودان الداخلية، وذلك عن طريق تطوير النيل الأبيض من خلال تعميقه حيث أن عمقه الحالى 4 – 6 م فى حين أن النيل الأزرق 30 – 40 م عمق، وتطوير مخرات السيول وتوجيهها الى نهر النيل فى الأماكن المتاحة، واقامة العديد من السدود الصغيرة على الأنهار والأودية (حصاد مياه الأمطار) خاصة وأن مصر تملك معدات حفر مائى وبرى بعد انشاء فرع قناة السويس الجديد 2015، كل ذلك فى ضوء ما تشهده السودان من امطار غزيرة وفيضانات منذ نهاية يوليو الماضى ، أدت الى سيول اجتاحت سد بوط بولاية النيل الازرق، على أحد روافد النيل الأبيض الصغيرة بالسودان، ويقع جنوبالخرطوم بحوالى 470 كم، ويستخدم لحصاد مياه الأمطار لإحدى محطات مياه الشرب، موضحا ان سد بوط يبلغ طوله حوالى 2 كم ويخزن حوالى 5 مليون متر مكعب بعد تطويره العام الماضى، على مساحة 4 كيلومتر مربع، بمتوسط عمق حوالى 1.25 متر، وقد أظهرت الصور الفضائية عودة الخزان الى ماكان عليه قبل التطوير نتيجة تفريغ أكثر من 80% من مياهه التى دمرت مئات المنازل وشردت آلاف السكان، وكونت مجموعة من المستنقعات فى منطقة بوط، مشددا على ان انهيار سد بوط شكل نقطة فاصلة فى سير مفاوضات سد النهضة حيث أعطى تحذيراً شديداً فى حالة انهيار السد الذى تبلغ سعته 15 ألف مرة سعة سد بوط، وجعل من دراسات أمان السد والتعاون فى التشغيل من الأساسيات فى بنود الاتفاق خاصة من جهة السودان.