غيبوبة سبق وأن قلت أنه "لولا مسرح الدولة لمات المسرح في مصر". واليوم أضيف إلي هذه المقولة مقولة جديدة وأتمني أن تعوها جيدا وهي "إذا أردتم إبعاد أبنائكم عن التطرف والتشدد فعلموهم صحيح الدين.. وإن أردتم أن تعلموهم الوطنية والانتماء فاذهبوا بهم إلي مسارح الدولة" التي تحرص علي تقديم القيم الجميلة والمعاني النبيلة والراقية بعيدا عن الاسفاف ولغة الشوارع والمهرجانات وأفلام السبكي. وهو ماتجده في العرض المسرحي الرائع " غيبوبة" للنجم أحمد بدير ومعه من النجوم محمد الصاوي وياسمين جمال وفاطمة الكاشف وأحمد الدمرداش محمد جمعة. محمد رضوان. ثريا حلمي. إيمان الشرقاوي. همام عبد المطلب. محمد عبد العزيز. عمرو بهي ومجموعة جميلة من الشباب الواعد وديكور محمد سعد وموسيقي محمد حمدي رؤوف وأزياء رباب البرنس. وهي من تأليف محمود الطوخي وإخراج شادي سرور. شاهدت العرض بدعوة من دينامو مسرح السلام الاستاذة القديرة زينب منصور والحقيقة أن مسارح الدولة تشهد انتعاشة غير مسبوقة هذا الموسم بقيادة الاداري والفنان الناجح فتوح أحمد وقدمت مجموعة من العروض المتميزة فنيا. تدور أحداث عرض "غيبوبة" عن مواطن مصري يذهب إلي ميدان التحرير يوم 25 يناير فيصاب بطلق ناري في رأسه يدخله في غيبوبة ويرقد في أحد المستشفيات الحكومية التي تضطر إلي إعلان وفاته بعد مرور حوالي 3 سنوات علي غيبوبته وبمجرد الاعلان عن هذا تتصارع القوي السياسية في نسب هذا البطل إليها فنجد الاخوان و6 وابريل وغيرها ونجد أيضا الزوجة المزيفة التي تدعي أنها زوجته للحصول علي تعويض باعتباره من شهداء الثورة. وهنا تحدث المفارقة وبمجرد نزع الأجهزة عن المريض الذي يجسد دوره الفنان الكبير أحمد بدير يستيقظ في اسقاط علي حال المستشفيات الحكومية. وبعد استيقاظه يجد نفسه فاقد للذاكرة لتستمر غيبوبته ويجد الاخوان وقد سرقوا الثورة والحكم ويقومون بخطفه. ويقدمون الأدلة المزيفة علي تبعيته لهم. ثم تقوم 6 ابريل بخطفه من الاخوان ونقله إلي مقرهم وتتوالي الاحداث وتقوم الزوجة المزيفة أيضا بخطفه في صورة تجسد التصارع الذي عشناه في هذه الفترة الصعبة من تاريخ مصر. وعندما تعود إليه ذاكرته لا يتعرف إلا علي أمه التي جسدت دورها الفنانة القديرة ثريا حلمي لتكون رمزا للوطن الذي يحتضن ابناءه في النهاية بعد أن تتصارعهم الأيام والأحداث والافاقين.