منتدى مرصد الأزهر يحذر الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي رئيس هيئة الأركان بقوة دفاع البحرين    امتحانات النقل تنطلق.. و«الشغب» ممنوع    فتح باب التحويلات لحجز شقق وأراضٍ بمشروع «بيت الوطن»    اليوم.. بدء أعمال اللجنة العليا المصرية الأردنية    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    قمع الاحتجاجات بجامعات أمريكية وأوروبية.. مستمر    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    4 عوامل ترجح كافة ريال مدريد أمام البايرن لحجز بطاقة نهائي دوري الأبطال    الأرصاد تكشف مناطق نشاط الرياح وسقوط الأمطار خلال الساعات المقبلة    .. ومن الحب ما قتل| يطعن خطيبته ويلقى بنفسه من الرابع فى أسيوط    وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز.. وتشييع الجنازة غدًا    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    المترو الأول والثانى يدخلان «محطة التطوير»    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    «اللهم ذكرهم إذا نسوا».. أدعية للأبناء مع بدء موسم الامتحانات 2024    أفضل 3 أنواع في سيارات مرسيدس "تعرف عليهم"    مجموعة تطلق على نفسها "طلائع التحرير مجموعة الشهيد محمد صلاح" تعلن مسؤوليتها عن قتل "رجل أعمال إسرائيلي-كندي بالإسكندرية"،    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    جامعة العريش تحصد كأس المهرجان الرياضي للكرة الطائرة    عبد الرحيم كمال بعد مشاركته في مهرجان بردية: تشرفت بتكريم الأساتذة الكبار    جونياس: رمضان صبحي أخطأ بالرحيل عن الأهلي    دعاء للميت بالاسم.. احرص عليه عند الوقوف أمام قبره    «هيئة المعارض» تدعو الشركات المصرية للمشاركة بمعرض طرابلس الدولي 15 مايو الجاري    جمعية المحاربين القدماء تكرم عددا من أسر الشهداء والمصابين.. صور    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    محافظ الفيوم يشهد فعاليات إطلاق مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    رئيس المركزي للمحاسبات: الجهاز يباشر دوره على أكمل وجه في نظر الحساب الختامي للموازنة    سحر فوزي رئيسا.. البرلمان يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يتألف من 13 عضوا.. وهذه تفاصيل المواد المنظمة    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    إسعاد يونس تسخر من ياسمين عبد العزيز بسبب الفسيخ والفنانة تكشف قصة أكلها ضفدعا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحث في تجديد الخطاب الديني - 1/2
من علماء وزارة الأوقاف بالشرقية
نشر في عقيدتي يوم 13 - 10 - 2015

معني تغيير الخطاب الديني: هو تغيير الخطاب المتطرف إلي الخطاب الوسطي التسامحي والاهتمام بالجوهر بدلاً من الطقوس فالجوهر هو العدل والحب والرحمة الوسطية وتجاوز الذات والعطاء والصدق.
ويمكن أن نضع بحثاً نستعين به في تجديد وتطوير الخطاب الديني يشتمل علي عدة نقاط أهمها:
"1" الإيمان سر بين العبد وربه:
إن الإيمان مسألة فردية يعني لا يوجد وسيط بين العبد وربه. فلا يحق لأحد أن يحكم علي إيمان أحد فالله قد حدد مهمة النبوة في الإبلاغ وليس بفرض الإيمان. والآيات الدالة علي ذلك: "وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ" "آل عمران: من الآية20" . "فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَي رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" "المائدة: من الآية92" "وَمَا عَلَي الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ""النور: من الآية54. العنكبوت: من الآية 18". "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ" "الشوري: من الآية48". "فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ""الرعد: من الآية40". وأمر الله نبيه أن يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن فالوظيفة هي الوعظ والتذكير ولا تتبعها وصاية ولا سيطرة ولا إجبار لإنسان علي الإيمان " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرى.لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِري" "الغاشية:21. 22". ولكن ظهرت جماعات تريد فرض الإيمان باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخالفوا المشيئة الإلهية "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" "يونس:99"
"2" العقل إعماله فريضة إسلامية:
إن العقل لا يتعارض مع النص فالعقل ليس خصماً للوحي أو يجور عليه وليس قاصراً عن فهم النص فالعقل منحة إلهية يجب أن يقوم بدوره في فهم نصوص كتاب الله لا يُلغي ولا يُقصي بل إعماله فريضة إسلامية.
"3" النص الإلهي المقدس وكتب التراث:
أن يهتم الداعية بالنص الإلهي المقدس وأن يقدمه علي كتب التراث فهو الحاكم الآمر وأن يعلم بأن هنا فرقاً شاسعاً بين النص الإلهي المقدس المعصوم "القرآن والسنة الصحيحة فقط" وبين فهم العلماء لهذا النص "النتاج البشري" فالنتاج البشري قابل للصواب والخطأ لا عصمة له. وهذا هو الفرق بين الدين والتدين: الدين "النصوص المقدسة المطلقة" له العصمة المطلقة أما التدين فهو نتائج بشري ليس له العصمة مثل الشروح والتفاسير وغير ذلك وعلي الداعية أن يعلم أنه يجب تنقيح ما هو موجود في كتب التراث التي تتعارض مع الآيات القرآنية منها ما رواه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد بباب تأمير الإمام الأمراء علي البعوث ".. وإذا لقيتَ عَدُوَّكَ من المشركين فادعم إلي ثلاث خصال " ادعهم إلي الإسلام .. فإن هم أبوا فَسَلْهم الجزيةَ" فإن هم أبو فاستعن بالله وقاتلهم". فالأديان لا تفرض بالقوة. قال تعالي: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ""البقرة: من الآية256".
"4" كل الأديان تدعو إلي التعايش السلمي:
أن يعلم الداعية بأن الإسلام دين يدعو إلي التعايش السلمي العالمي فالآية رقم 13 من سورة الحجرات وهي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَري وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمى خَبِيرى". غفل عنها العلماء والخطباء فقد دلت الآية علي الأخوة الإنسانية الأخوة العابرة للقارات السبع فالعالم قرية واحدة خلقه الله من ذكر وأنثي كلنا في هذه القرية خدم يخدم بعضنا بعضاً ونتفاهم معا ونتعارف فالثقافة الإسلامية هي:
كلنا ? واحد › أرض واحدة نتواصل ونتحاور ونتبادل الثقافات ونتعاون في كل مجالات الحياة لتحيا البشرية كلها حياة سعيدة. وهناك نماذج كثيرة في القرآن المكي والمدني تدعو إلي التعايش السلمي العالمي. الآيات المكية: سورة الأنبياء "الآيات 105 : 112". سورة الزخرف "88. 89". سورة يونس"99". سورة الكافرون" نماذج.
الآيات المدنية: سورة الأنفال "الآيات 55: 65" آية التعايش السلمي الداخلي رقم 8 من الممتحنة. آية النساء 94. سورة الحج "17. 18" وسورة التوبة "6".
والرسول " في حروبه كان يدافع عن دينه وأرضه وعرضه كان مضطراً لها فالأصل هو التعايش السلمي وحروبه كانت طارئة لظروف ومع ذلك كانت حرباً شريفة رحيمة كان يقدم حقن الدماء علي سفكها وعدد الذين ماتوا في كل حروبه 251 منهم 139 شهيداً مسلماً 55% و112 قتيلاً من المشركين 45% والمتأمل في كتاب البر والصلة فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه يجد عددها 666 حديثاً معظمها تدعو إلي حرمة الدم والمال والعرض.
أما الثقافة الرديئة: فهي الثقافة الداعشية التي هي القتل لكل مَنْ خالفهم.
وأكبر جريمة ارتكبها التراثيون قالوا بأن كل آيات الصفح والعفو والرحمة والتعايش المشترك والتعددية الدينية وهي حوالي 124 آية نسختها آية واحدة وهي آية السيف: "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدي فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورى رَحِيمى" "التوبة:5" فهمت القاعدة وفروعها داعش وغيرها بأن آية السيف شطبت ونسخت كل هذه الآيات كأن الإسلام لا يعرف الرحمة بالآخر أو الصبر عليه أو العفو والصلح يعني اشطبوا هذه الآيات من حيث التطبيق العملي يعني نقرؤوها تلاوة فقط ونرفع حكمها.
فالثقافة الداعشية حتي أكون أنا .. لا يجب أن تكون أنت هي ثقافة مدمرة تدمر كل شئ ولا تعترف بالآخر المختلف ثقافة تأكل الأخضر واليابس. إن الفكر الإرهابي الذي يريد أن يحيا ويموت الآخرون الذي يريد العالم لوناً واحداً وإلا فالبديل هو الدمار والقتل.
"5" الاهتمام بما اهتم به القرآن:
يجب علي الداعية أن يهتم بما اهتم به القرآن فالقرآن اهتم بموضوعات وقضايا كبري كثيرة لم يهتم بها العلماء فقد اهتم القرآن بالإنفاق والصدقة أكثر من اهتمامه بالزكاة واهتم العلماء والفقهاء والباحثون بالزكاة اهتماماً بليغاً وأفردوا لها كتباً وأبواباً وأبحاثاً. وكان الأولي بالعلماء أن يهتموا بما اهتم به النص المقدس فخالفوا القرآن في اهتماماته ففي سورة البقرة يتحدث الله عن الإنفاق في 18 آية وفي القرآن كله مئات الآيات تتحدث عن الإنفاق والصدق وترتب علي ذلك سوء فهم لنصوص الشريعة ففهم الأغنياء ورجال الأعمال أن الواجب عليهم فقط 2.5% زكاة المال تدفع في كل عام بمرور الحول وبلوغ النصاب فصارت ثقافة وعادة عند هؤلاء الأغنياء فالعلماء قصروا في هذا الجانب ولم ينبهوا الأغنياء علي فقه الإنفاق الذي قال تعالي فيه: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفى عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" "البقرة:274". وللأسف الشديد كثير من العلماء يخلطون بين الإنفاق والصدقة والزكاة ويعتبرونهم شيئاً واحداً مع أن الفرق واضح في أن هناك فرقاً بين الثلاثة فالله ذكر لفظ الإنفاق والصدقة والزكاة. ولكل مصارفه ومقداره فتأملوا كتاب الله لا يسعي المقام لذكرها.
يجب علي الدعاة أن يبينوا لرجال الأعمال في مصر أن الآية رقم 274 من سورة البقرة نزلت علي قلب رسول الله " في المدينة المنورة وقد عبرت هذه الآية القارات ووصلت إلي أوروبا وأمريكا والغرب فنجد رجال الأعمال في هذه الدول ينفقون ويتبرعون بمليارات الدولارات ربما نصف ماله أو أكثر لتقوية المؤسسات مثل مؤسسة التعليم والصحة والجيش والشرطة والبحث العلمي بل ينفق أحدهم المليارات في دول أفريقيا لتخفيف الأعباء عن المحرومين والفقراء والمرضي ونحن بلاد التنزيل والقرآن عربي نزل بلسان عربي مبين وما زال علماؤنا يحدثوننا عن الزكاة عن 2.5% فقط. مثال آخر: اهتم القرآن الكريم بقضايا المعاملات في آيات لا حصر لها واهتم علماؤنا خطباؤنا بالصلاة والصيام والحج فقط واهملوا قضايا كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها فالقرآن واضح في باب المعاملات.
ونستكمل بقية البحث العدد القادم إن شاء الله تعالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.