أمرنا الله أن نعظمه ونعظم شعائره. بأن ننفذ ما نُؤمر به. تماماً كما سجد الملائكة لسيدنا آدم عليه السلام. قال لهم: ¢اسجدوا لآدم¢ فسجدوا. لم يستهينوا أو يعترضوا كما فعل إبليس الذي حلت عليه اللعنة فور أن رفض الطاعة وتنفيذ الأمر. هذا هو فقه التعظيم في الإسلام. لكن هل يمتد التعظيم إلي أشخاص عاديين مثلنا؟ إن التعظيم في هذه الحالة يكون للوالدين وهو حقهما علينا. لكن كل منا يعظم والديه فقط. وليس مطلوباً منا أن نعظم كل والدين نقابلهما. والتعظيم أيضاً يكون للوطن فلا أكون جاسوساً عليه. أُعظِّم من يصونه ومن يحترمه ويدافع عن سيادته. وأُعظِّم من يتقن العمل. وأُعظِّم الأمانة والأمناء. وأُعظِّم العلم والعلماء. أُعظِّم من يتقن حرفة معينة ويبرع فيها. أُعظِّم من يعمل بكتاب الله. لكن ¢ رُبَّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ¢ ورُبِّ شخص لا يحفظ آية واحدة من القرآن ونكرمه بسلوكه وتصرفاته وأخلاقه. وعلي ذلك فالتعظيم يكون بقدر. ليس مفروضاً علي خلق الله إلا بنص إلهي أو نبوي وغير ذلك فهو غير ملزِم للناس إلا بقدر ما ينفع الناس. يقول سيدنا عُمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "لقد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقَوِّموني" فقال رجل من الصحابة: "لو وجدنا فيك اعوجاجاً قومناك بهذا" وشهر سيفه. فقال سيدنا عُمر: "الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يُقَوِّم عُمر بن الخطاب بسيفه" لقد وضع سيدنا عُمر بن الخطاب قاعدة التعظيم. وهي قاعدة نطبقها علي البشر الأقل منه مهما كانت مرتبتهم البشرية ووظيفتهم الدينية. لو أحسن أعَنَّاه ولو أخطأ قَوَّمناه. فلا مبرر أن نعطي حصانة وعصمة لشخص لا يستحقهما حتي لو كان يرتدي ملابس رجال الدين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.