رفض أساتذة جامعة الأزهر قيام بثينة كشك .وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة. بحرق كتب الدكتور عبد الحليم محمود وزغلول النجار والشيخ عبد الرازق السنهوري وغيرها من الكتب الدينية لأنه عمل همجي وعودة لزمن التتار ..وأوضحوا انه لا فرق بين هذا السلوك وبين ما قام به قادة التتار الذين القوا التراث والفكر الإسلامي في نهري دجلة والفرات ورغم ذلك لم يستطيعوا القضاء عليه أو التخلص منه بل إن الغرب أخذ هذه الكتب وعمل بما فيها وكانت سببا في نهضته. كانت وكيلة وزارة التربية والتعليم الدكتورة بثينة كشك. في زيارة لإحدي المدارس الخاصة التي يقال إنها تتبع الإخوان فتجولت داخل مكتبة المدرسة وقامت بتجميع بعض الكتب الدينية ككتاب ¢منهج الإصلاح في الإسلام ¢ للدكتور عبد الحليم محمود. شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله وكتاب ¢ أصول الحكم في الإسلام¢ للفقيه القانوني الدكتور عبد الرازق السنهوري وبعض كتب الإعجاز العلمي في القرآن للدكتور زغلول النجار وغيرها من الكتب التي تتحدث عن دور المرأة في الحضارة الإسلامية وأهمية الصلاة في الإسلام وقد بررت هذا الفعل الاجرامي بأن هذه الكتب تحض علي العنف وليست ضمن قائمة كتب الوزارة المصرح بها الأمر الذي أثار حفيظة الجميع بما فيهم علماء الأزهر واستنكروا هذا الفعل الهمجي مشددين علي أن الفكر يناقش بالفكر وليس بالحرق مطالبين بضرورة محاسبة من قام بهذا الإجرام. عمل همجي بداية أكد الدكتور محمد حسين المحرصاوي عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر علي ان هذا السلوك يعد عملا همجيا ويذكرنا بالغزو التتاري الذي ألقي بالتراث الإسلامي في نهر ي دجلة والفرات أضاف : ليس بهذه الطريقة يتم التخلص من الكتب حتي التي يقال إنها تثير الفتن ولا يعني حرقك لبعض الكتب انك تخلصت منها للأبد فهي موجودة في أماكن أخري فإعدام الكتب وإشعال النار فيها هجمة بربرية غير مقبولة بغض النظر عن محتوي الكتب وما تتضمنه فهذا في حد ذاته فعل مشين يرفضه أصحاب الضمائر والعقول فما بالنا أن كانت هذه الكتب التي تم حرقها لعلماء معروفين بوزن الشيخ عبد الحليم محمود وغيره من الإعلام الذين أثروا الفكر الاسلامي كما أن هذه الكتب قامت هيئات رسمية بالدولة بطباعتها وإخراجها للناس وتساءل الدكتور المحرصاوي :من الذي حكم علي أن هذه الكتب تدعو للعنف وتؤجج للفتن؟ . هذا كلام مرسل لا يعتد به إلا من جهة متخصصة ومسئولة تقوم بفحص هذه الكتب وعمل تقارير عنها وقتها نأخذ بهذه التقارير وننظر في شأن هذه الكتب ولا يمكن أن يكون الحرق هو مصيرها. فاشية متطرفة وافقه الرأي الدكتور المحمدي عبد الرحمن الوكيل السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر قائلا: الفكر يغير بالفكر ولا يكون أبدا مصيره الحرق فهذا عمل فاشي متطرف مرفوض شكلا وموضوعا وقد يكون الحرق أو إعدام نوعيات معينة من الكتب لا يستند لأي سبب علمي أو موضوعي إنما قد يتم لأسباب شخصية فقد اختلفت إحدي الدول قديما مع الإمام الغزالي - رحمه الله - وكان نتيجة هذا الخلاف أن قاموا بحرق كتبه وحرموا أجيالا كثيرة من علمه وفكره الثري لكن لا يعني هذا أنهم قضوا علي فكر الإمام الغزالي تماما. أضاف الدكتور المحمدي :الفعل المشين الذي ارتكبته وزارة التربية والتعليم بحرق بعض الكتب عمل مجرم لا يغتفر كما انه تضييع لتراث عظيم أضف إلي ذلك انه يتنافي والوطنية ويسيء لرموزنا الإسلامية الذين ذاع صيتهم في الدنيا كلها فهذا التصرف هو من وجهة نظري تصرف ارعن ينم عن جهل من قام به فمن تكون هذه السيدة التي قامت بحرق الكتب وهي لم تقرأها وحتي إن قرأتها فإنها لن تعي ما جاء بها لذا لابد أن تحاسب وتعاقب لتكون عبرة لغيرها لأنها بهذا السلوك المتطرف خلقت فجوة بين شبابنا وبين هذه الرموز الإسلامية التي نفتخر بها ونقدر مجهودها في إثراء الفكر الاسلامي. رفض الدكتور المحمدي. تبرير حرق هذه الكتب بأنها تحض علي العنف مؤكدا أن الحرق هو عين العنف والمحرض الوحيد للتطرف الفكري وتساءل :أين العنف في كتاب يتحدث عن المرأة ودورها في الحضارة الإسلامية . وماذا تريد وزارة التربية والتعليم فتارة تخرج علينا بإلغاء مناهج تتحدث عن صلاح الدين الايوبي قاهر الصليبيين ومطهر القدس من المغتصبين لها وليس هذا فحسب فقد قامت بإلغاء أجزاء كثيرة من قصة عقبة بن نافع فاتح إفريقيا والذي كان له دور عظيم في الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام فأي أجندة تنفذها وزارة التربية والتعليم المصرية؟! . أنها مع كل أسف أجندة الهدامين للدين والطاعنين في تراثه وثوابته.