أكد العلماء أن الأزهر الشريف هو من حافظ علي التراث الاسلامي لأنه لولا جهوده علي مر التاريخ لضاع التراث الاسلامي ولأصبحت مصر علمانية كما حدث لبعض الدول الأخري .. وأشاروا إلي أن وجود بعض الإسرائيليات المنافية للعقل والمجافية لحقيقة السلام هي السبب وراء الهجوم عليه مطالبين بضرورة تضافر الجهود للتصدي لأعداء السلام .. وأوضحوا أن الأزهر والتراث لا ينفصلان عن بعضهما البعض لأنه لو تم استبعاد كتب التراث سيتم استبعاد الأزهر واستبعاد الإسلام من المشهد نهائيا وهذا ما يريده خصومنا. في البداية قال الدكتور عبد الفتاح ابو الفتوح الأستاذ بجامعة الأزهر والوكيل السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة : أولا وقبل التطرق لهذا الموضوع المهم لابد من إلقاء الضوء علي أن التراث لمن لا يعرف يعني هو كل ما ورثناه عن السلف الصالح منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم وعصر الصحابة والتابعين ويدخل ضمن التراث تفسير القرآن الكريم وأحاديث النبي صلي الله عليه وسلم وآراء الصحابة واجتهادات التابعين والأئمة الأربعة ثم من اتي بعدهم من علماء أجلاء كالبخاري وابن تيمية وإحقاقا للحق فهناك بعض المفردات التي دخلت علي بعض كتب التراث هذه المفردات هي في حقيقة الأمر مجافية لوسطية الإسلام ومنافية لروحه السمحة واعتداله المشهود به. وأضاف : تسببت هذه المفردات في إخراج بعض النصوص عن مفهومها الصحيح من هذه المفردات الدخيلة استغل خصوم الإسلام سواء من المسلمين أو من غيرهم أو من المتأسلمين الذين خرجوا عن دائرة الإسلام وهم للأسف ينتسبون له اسما استغلوا هذه الأشياء في لحظات ضعف الأمة سواء السياسي أو لحظات ضعف المؤسسة الدينية لأن الأزهر شأنه شأن كل الدول والأمم يمر بلحظات قوة ولحظات ضعف. وقال : يبدأ هؤلاء الخصوم في النيل من الإسلام مدخلهم في هذا هذه المفاهيم الدخيلة أو الروايات المغلوطة أو القصص المكذوبة التي ادخلها أعداء الإسلام ومن لا دين لهم في عصر النسخ وقتما كان يتم الاعتماد علي أصحاب الخطوط ممن لا يفقهون شيئا في الدين فأدخلوا عليه بخبث ولؤم هذه المدخلات المغلوطة لينسبوها زورا وبهتانا لديننا الحنيف ففي خلال هذه الفترة دست أشياء كثيرة لكن الشيء الوحيد الذي حفظه الله تعالي من التدنيس والعبث به هو كتابه الكريم ثم صحيح السنة النبوية التي حفظها أعلام هذه الآمة. جهود الأزهر وأضاف دكتور أبو الفتوح : رغم كل هذا ورغم ما مر به الأزهر من فترات ضعف وقوة إلا انه هو الذي حفظ تراث الأمة الديني واللغوي فمصر هي البلد الوحيد الذي مر عليه جميع المستعمرين من صليبيين وتتار وانجليز وفرنسيين ومع ذلك لم تتأثر بهم بل أثرت فيهم وهذا كله بفضل وجود الأزهر الشريف وإخلاص رجاله وعلمائه وهذا حق وأمر واقع تقره كتب التاريخ الحديث والقديم ولا ينكر هذا الأمر إلا حاقد أو كاره فالأزهر حتي ان كان ضعيفا وليس كما نريد ونتمني إلا انه هو الذي حفظ تراث هذه الأمة شئنا أم أبينا ولولا الأزهر الشريف وغيرته علي الإسلام ودفاعه عن تراثه لأصبحت مصر علمانية كما حدث لبعض الدول المجاورة. ولفت الدكتور أبو الفتوح .الي انه رغم الهجوم الشرس علي التراث الذي نشهده هذه الأيام فهذا أمر لا يزعجنا لأننا نعلم جيدا أنه موجه للدين من أعدائه وخصومه وهؤلاء معروف جيدا نواياهم ومن يحركهم مع امتلاكهم أدوات ذلك من منابر فضائية إلا أن الفطرة السوية للناس تلفظ هؤلاء وتستنكر ما يأتون به وكم يأتيني أناس هم أكثر غضبا مما يسمعون وان كان البعض يخشي تأثير مثل هذه الحناجر علي الناس فهذا لن يحدث لان الفطرة السليمة ترفض هذا لكن هذا لا يدع بالمسئولية علي عاتق الأئمة والدعاة بضرورة تبصير الناس وتوضيح الأمور الملتبسة خشية أن يقع بعض أصحاب النفوس الضعيفة في هذا الفخ. التأخر في الرد عاب الدكتور عبد الفتاح أبو الفتوح علي الأزهر تأخره في الرد علي من يهاجمون التراث ويدنسونه بأفكارهم الهدامة لان هذا التأخير يحمل أمرين لا ثالث لهما الأول أن الأزهر بصمته يعطي الفرصة لهؤلاء المرتزقة بنشر سمومهم وأفكارهم الرديئة بين الناس أو أن يذهب الناس إلي أن الأزهر وعلماءه راضون عما يحدث لذا يجب السرعة في الرد لوأد الفتنة في مهدها حتي لا نساعد علي نشر هذه السموم فكلنا مقصرون في الدفاع عن تراثنا ولابد من تضافر الجهود لمواجهة هؤلاء. معني التراث ووافقه الرأي الدكتور عبد الرحمن جيرة الأستاذ بجامعة الأزهر والوكيل السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة قائلا: التراث هو كل ما جاءنا عن السلف ويشمل أصل الدين من قرآن وسنة والفكر الديني من شروح للقرآن والسنة وهذه الشروح للأسف تم إدخال بعض المكونات الأجنبية عليها وتحديدا الاسرائليات وهذه لابد من إعادة النظر فيها أما أصل الدين فبفضل الله تعالي لم تشبه أي شائبة لأنه هو القائل عز وجل ¢إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون¢. وأضاف : الفرق بيننا وبين بني إسرائيل أن التحريف أو الدخيل لدينا في بعض شروح الدين وليس في أصل الدين أما التحريف لديهم ففي أصل الدين وهذا التحريف عندنا ممكن تداركه ومحوه في العصور التالية. سبب الهجوم وأشار دكتور جيرة إلي أن وجود إسرائيليات في التراث هو السبب في الهجوم عليه والنيل منه ومن ثم الطعن في الدين ونحن بإمكاننا تفويت الفرصة علي أعدائنا بطبع بعض كتب التراث القديمة بعد استبعاد الاسرائيليات منها كإعادة طبع تفسير الطبري دون إسرائيليات وان كان يصعب هذا الأمر فلدينا علماء أجلاء يمكنهم كتابة تفسير القرآن الكريم من جديد وكأنه انزل علينا اليوم دون أن تشوبه أي شائبة أو يتخلله أي مدخل اجتبي وهذا بإمكاننا وما يفرضه علينا ديننا لأننا ان لم نفعل هذا سنجد المستشرقين يفعلون هم هذا ويقدمون لنا تفسيرات لقرأننا الكريم مليئة بالمغالطات والدسائس وهم يقدرون علي ذلك. وشدد دكتور جيرة . علي أن الأزهر الشريف ظل محافظا علي التراث الاسلامي بنسبة مائة في المائة حتي قبل إصدار قانون تنظيم الأزهر رقم 61 فمنذ تطبيق هذا القانون والأساتذة بدأوا في تأليف كتب وإخراج مذكرات للطلاب ورغم أن هذه المؤلفات مستمدة من كتب التراث إلا أن بعضها كان رديئا للغاية والبعض الآخر كان ضعيفا هذا مقارنة بكتب التراث الراقية والقيمة والتي لا يضاهيها اي مؤلف لأي أستاذ في أي مكان. وأكد الدكتور جيرة . انه لولا الأزهر وجهود علمائه المضنية في كل العصور السابقة لضاع تراثنا وذهب أدراج الرياح كما أكد انه إذا ضاع التراث ضاع الأزهر الشريف وانتهت الحاجة إليه فالأزهر والتراث لا ينفصلان عن بعضهما البعض. ولفت إلي أن الهجوم الشرس اليوم علي كتب التراث ليس جديدا كما أن له أسبابه وهو وجود الكثير من الاسرائيليات والخرافات المنافية للعقل في بعض كتب التراث حقيقة أن هذه الاسرائيليات تؤرخ لحقبة تاريخية مر بها الحكم الاسلامي لكن لما اكتشف المسلمون خطأها تخلوا عنها ونحوها جانبا ولو تم استبعادها كما يطالب البعض سيختل المعني الذي صيغت في إطاره لكنها إذا بقيت أيضا ستظل وسيلة للهجوم علي الإسلام فالأمران محيران فنحن لا نستطيع استبعاد كتب التراث وليس لدينا القدرة علي استخدامها كما هي إنما من الممكن ان تبقي مع علم الناس والتنبيه عليهم ان كل هذه إسرائيليات ونشير إليها إلي مواطنها في التوراة. وأوضح الدكتور جيرة . أن الاسرائيليات الموجودة في التراث هي السبب في انهيار الحضارة الإسلامية وسقوطها وتساءل لماذا أخذنا عن بني إسرائيل ما كان سببا في ضياعهم لذا لابد من تطوير كتب التراث وتنقيتها من هذه الاسرائيليات التي هي السبب الأول في الهجوم علي الدين لأن الأعداء حينما حاولوا النيل والطعن في الإسلام لم يجدوا في النص القرآني ما يمكنهم من ذلك فقرأوا كتب التراث واتخذوا منها وسيلة للهجوم علي الدين ولابد أن نفوت عليهم الفرصة ونفسد عليهم أهدافهم الخبيثة والأزهر قادر علي ذلك لأنه لو تم استبعاد كتب التراث كما يريدون تم معه استبعاد الأزهر واختفي الأزهر تمام من المشهد واستبعد معه الإسلام.