نواصل حديثنا عن البدعة. فنقول وبالله التوفيق: إن هناك أشياء قيدها الله ورسوله من أطلقها فهو مبتدع لأنه يكون قد أحدث في الدين ما ليس منه. هذه هي القاعدة. وقد يكون من المريح القياس عليها. فننجو من تهمة البدعة التي أضلتنا وأوصلتنا جميعاً إلي جهنم ونحن لا نزال علي قيد الحياة. إن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ¢من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء¢ هذا هو الاجتهاد لفهم النص ¢ ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء¢ هذا هو الاجتهاد لمخالفة النص. إطلاق المقيد أو تقييد المطلق . هذا هو القانون . الميزان. القياس . وسيلة الحساب. وقد صيغت لحماية العبادات. لتفتح الباب لقبول كل ما هو جديد بعد ذلك في مجالات العادات . يقولون ¢التورتة¢ بدعة! دون أن ينتبهوا أنها في أصل مكوناتها دقيق ولبن وسكر وسمن. فهل في هذه المكونات ما هو حرام؟ ويقولون عروس المولد وحصان المولد بدعة. ليس في مكونات هذه الحلوي ما هو حرام. أما الخوف من أن العروس الحلاوة أو الحصان الحلاوة وثناً فهذا كلام يسهل تفنيده. إن التمثال إذا لم يُعبد لذاته أو ابتغاء شيء أو ليقربنا إلي الله فهو مجرد تمثال فلو عبدناه ليقربنا إلي الله فهو صنم فإن عبدناه لذاته فهو وثن. وهذه التماثيل المصنوعة من الحلوي والتي كان يسجد لها عظماء الناس قبل الإسلام أصبحت لعب أطفال بعد الإسلام ولم نسمع عن أحد عبدها . ولو كنا خفنا علي إيماننا من تمثال لحصان فما بالنا لو وجدنا أمامنا حصاناً حقيقياً ؟ وللحديث بقية.