أكد الباحث محمد منصور عوض - المعيد بقسم التاريخ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر - أن الأقليات الإسلامية في دول جنوب شرق آسيا كانت أغلبية ولها سلطاتها وممتلكاتها وذلك قبل مجيء الصليبيين والبوذيين مستعمرين ومدمرين لهم والذين استخدموا كل الوسائل الإجرامية والمؤامرات من تهجير وإبادة ومحاربة للهوية الإسلامية للقضاء عليهم وقد نجحوا للأسف. جاء ذلك في رسالة الماجستير التي أعدها الباحث وموضوعها "قضايا الأقليات الإسلامية في جنوب شرق آسيا ودور رابطة العالم الإسلامي في دعمها" وذلك في الفترة من 1962 حتي 1982م. حصل الباحث علي درجة الماجستير بتقدير ممتاز تكونت لجنة المناقشة التي منحته الدرجة العلمية من الدكتور سعد الحلواني استاذ التاريخ بالكلية والدكتور السعيد رزق حجاج العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية للبنات بتفهنا الأشراف والدكتور محمد الحناوي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بالوادي الجديد والدكتور عبدالواحد النبوي الأستاذ المساعد بقسم التاريخ ووزير الثقافة. إبادة وتهجير أشار الباحث إلي أن قضايا المسلمين في الفلبين تنوعت ما بين الإبادة والتهجير والحركات الانفصالية وكانت كذلك قضايا المسلمين في تايلاند وبورما ولم يتجاهل الباحث قضايا المسلمين في الهند الصينية وسنغافورة والمجازر التي تعرضوا لها وكانت سبباً في القضاء عليهم. نتائج مهمة توصل الباحث لعدة نتائج هامة: أولها: أنه رغم الجرائم البشعة التي تعرض لها المسلمون في جنوب شرق آسيا إلا أن هناك صمتاً تاماً من الأممالمتحدة إزاء هذه المجازر مقارنة برد فعلها في قضايا غير المسلمين وقد حذر الباحث من هذا الأمر مشيراً إلي ضرورة أن ينتبه كل مسلم إلي أن دماء المسلمين لا ثمن لها في هذا العالم وأن الحل يتمثل في ضرورة تغيير هذا الوضع للنظام الدولي وإلا فسوف يستمر كل معاد للإسلام من صليبيين وبوذيين وشيوعيين وصهاينة في التداعي علي المسلمين أكثر من هذا.. كما لفت الباحث إلي نجاح مسلمي الفلبين بفضل كفاحهم ونضالهم وتواصلهم مع الإعلام الخارجي عن طريق أحد أعضاء رابطة العالم الإسلامي "أحمد ألونتو" في توصيل قضيتهم للرأي العام العالمي وهذا ما ساعد بشكل كبير في حل قضايا المسلمين في الفلبين في حين فشل مسلمو بورما في تحقيق أي نجاح لقضيتهم بسبب انقسامهم وعدم مقاومتهم وتخليهم عن النضال. وانتقد الباحث رابطة العالم الإسلامي في معالجتها لقضايا الأقليات الإسلامية في إطار السياسة العليا للمملكة العربية السعودية والاعتماد عليها في دعم قضايا المسلمين الأمر الذي اختلطت فيه سياسة المملكة كدولة والرابطة كمنظمة كما عاب علي الرابطة عدم وجود خطة استراتيجية في التعامل مع قضايا المسلمين.