لقد أمر الله سبحانه وتعالي المسلمين أن يأخذوا بكل ما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن يعملوا بهديه وأن يتبعوا سنته مصداقاً لقوله تعالي:"ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار" "الحشر:3" فالرسول صلي الله عليه وسلم قد أخبرنا عن كيفية التداوي بالغذاء. ومع التقدم العلمي الهائل ينادي العالم بالرجوع إلي التداوي بالأغذية والبعد عن الكيماويات وظهرت مقولة:"أجعل غذاءك دواءك" والعلاج بالتلبينة نموذج رائع يبين لنا إعجازاً نبوياً في توجيه النبي صلي الله عليه وسلم المسلمين منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان يحدثنا عن دقيق الشعير بنخالته والفوائد التي تعود علي الانسان والحيوان من استعماله وتناوله وهذا يطابق ما توصل إليه العلماء فنبات الشعير قد يهمله كثير من الناس مع أن فيه الخير كل الخير وباستخدامه نحيي سنة من سنن الرسول صلي الله عليه وسلم كانت غائبة عن كثير من المسلمين ألا وهي العلاج بالتلبينة. التلبينة: هي الحساء الرقيق في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه فهي تشبه الشوربه التي اصبحت اليوم من أكثر الأكلات شيوعاً في مختلف المستشفيات لانها من ألطف وأنسب الأطعمة للمرضي. الشعير من أقدم النباتات: إذا نظرنا إلي الشعير كآية من آيات الله سبحانه وتعالي نجد أن نبات عشبي حولي يشبه في شكله العام نبات القمح وهو أقدم غذاء للإنسان وكان الشعير في القرن السادس عشر المصدر الرئيسي لدقيق خبز الإنسان والذي يعتبر أهم غذاء للإنسان منذ أول عهد البشرية وكان غذاء ودواءً ووقاية وكان العرب والبدو يعتمدون عليه وهو خبز صحي يمنحهم القوة والنشاط ويعينهم علي تحمل ظروف الحياة الصعبة ويحميهم من كثير من الأمراض ولكن للأسف بدأ العرب والبدو يتجهون إلي الخبز المصنع من القمح الفاخر والذي بدوره يسبب السمنة لاحتوائه علي نسبة عالية جداً من البروتينات والعناصر التي تؤدي إلي السمنة ومن ثم تصيب القلب بأمراض وتسبب تصلب الشرايين والسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها فجاءت الدعوة الآن بالعودة إلي زراعة محاصيل الشعير واستخدامه في الخبز والشراب وغيره من التحضيرات التي تقي الانسان من الأمراض هديا واتباعاً لسنه رسولنا صلي الله عليه وسلم حيث إنها النافعة الواقية من كثير من الأمراض والأضرار. 1⁄4 التلبينة في السنة النبوية: ورد ذكر التلبينة في أحاديث صحية كثيرة. منها: عن عائشة رضي الله عنهم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع الثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" رواه البخاري ومسلم ومعني مجمه لفؤاد المريض أي تفتحه وتريحه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءً وكان أكثر خبزهم خبز الشعير. 1⁄4 الشعير في الطب القديم: نسب القدماء إلي الشعير خاصية حفظ الأشياء من التعفن والتغير فيقال إنك لو تركت في الشعير عنبا بعناقيده لم يتغير وصار عنباً طرياً كأنه قطف من حينه. وأءول من استعمله في الطب "أبقراط" صنع منه مطبوخاً لمرضي الالتهاب والحميات وعلاجا ملطفاً أي مهدئاً. وقال ابن سينا:"الشعير يستعمل ضد الكلف طلاء ويطبخ بالخل الحاذق أي الحامض جداً ويضمد به النقرس والجرب والمقترح ويشفي به أمراض الصدر وهو نافع". وقال الأطباء القدماء: الشعير يسكن غليان الدم والتهاب الصفراء والعطش وله فائدة كبيرة للقوة الجنسية وغيرها من علاج أمراض كثيرة.