نواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: ما ذكرناه في المقال السابق يؤكد أن الإسلام ليس دين عنف ولا دين غش ولا دين الأخلاق السيئة ولا دين البذاءة. فقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم كان جالساً ومعه سيدنا أبوبكر الصديق فجاء رجل وأغلظ في القول والسباب لسيدنا أبوبكر الذي بقي صامتاً احتراماً لوجوده في حضرة النبي. فلما تمادي الرجل رد سيدنا أبوبكر بكلمة واحدة فغادر النبي المجلس فتبعه سيدنا أبوبكر قائلاً: يا رسول اله أغضبت مني. وقد سمعت ما قال هذا الرجل. وقد قلت كلمة أنفس بها عن نفسي بعد أن زاد كيلي وفاض إنائي. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "عندما كنت صامتاً متسامحاً كان الله يدافع عنك "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" وعندما بادلته القول دافع الشيطان عنك وأنا لا أجلس في مجلس فيه الشيطان". هذا معناه أن أخلاق غير المسلم إذا دفعته إلي التطاول فإن أخلاق المسلم تمنعه من ذلك. يقول سبحانه وتعالي: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" ويقول الله للنبي صلي الله عليه وسلم: "ولقد علم أنك يضيق صدرك بما يقولون فاصفح عنهم وقل سلام" هذه هي أخلاق النبوة. هذه هي صوفية رسول الله. يقول سادة الصوفية. الصوفية أخلاق فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في التصوف. وسيد المتصوفين هو الذي قال عنه سبحانه وتعالي: "وإنك لعلي خلق عظيم". لكن مشكلة المسلمين أن جسر الاتصال بينهم وبين غيرهم ليس قوياً ولا متيناً. إن الذين يوصلون صورة الإسلام إلي أنصاره وخصومه ليسوا علي مستوي مناسب يؤهلهم لذلك. المشكلة أن الذين يدعون إلي الإسلام كتفي نفر ليس بقليل منهم بالحفاظ علي المظهر. الزر. الطربوش. العمامة. المسواك. اللحية. السبحة "التِلْت". المنشة. البخور. الكوكاكولا. القفطان. والساعة الجوفيال "التيكانت في وقت من الأوقات جزءًا مكملاً لهذا الديكور". وهو ما يعني أن هناك مشكلة أحياناً فيمن نسمح لهم بالدعوة. المفروض ألا يتقدم إلي هذا الأمر إلا المثقف في شئون مختلفة. والمثقف هو الذي يعرف متي يتكلم ومتي يصمت "ليقل خيرًا أو ليصمت".. وللحديث بقية