الراحمون يرحمهم الله. ولا خير فيمن لا يَرْحم ولا يُرْحم. إن الرحمة راية إسلامية شهيرة وأصيلة في الإسلام. لكنها راية يتباري كثيرون الآن في تشويهها وحرقها وإطلاق النار عليها. لقد أصبح التشهير بالإسلام وبمبادئه السامية هواية عالمية. وهي هواية بدأت بالكتابة ووصلت إلي حد استخدام القوة العسكرية ضد المسلمين وفي بلادهم. إن الصورة التي يصورون بها الإسلام ونبي الله صلي الله عليه وسلم والمسلمين لا علاقة لها بالحقيقة. فلا نحن غلاظ القلب. ولا نحن متعصبون متشددون متطرفون. لا الرسول الكريم كان يحرض علي العنف. ولا كان يترك لحظة واحدة دون أن يعكس الإيمان بالرحمة والحماس لها. لقد دخل أعرابي علي النبي صلي الله عليه وسلم ورآه يُقبِّل الحسنين الكريمين فقال له: أتقبلون أولادكم يا رسول الله. فإن لي عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحداً؟! فقال النبي الكريم: ¢ ما لي ورجل نُزِعت الرحمة من قلبه ¢؟! يقول سبحانه وتعالي لرسوله الكريم: ¢وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ¢ والعالمين تشمل كل خلق الله. لم يقل سبحانه وتعالي: وما أرسلناك إلا رحمة للمسلمين. أو رحمة للمؤمنين. قال الله تعالي: ¢ رحمة للعالمين ¢ لكل مخلوقات الأرض والبحر والسماء. فعلي قدر ما رُزِق الإنسان من رحمة علي قدر ما ورث من أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم. فمن رُزِق رحمة كثيرة فقد كثر ميراثه النبوي وإن رُزِق رحمة قليلة قل ميراثه منه وإن عديم الرحمة لا نصيب له من هذا الميراث الراقي. وللحديث بقية.