الغرب يريدنا أن نبقي علي هذه الصورة المتخلفة. وقد شجع أصحابها واستخدمهم في صراعاته السياسية والعسكرية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي. ولم يعترض علي التفجيرات والاغتيالات التي يرتكبونها في بلادهم لكن ما أن وصلت التفجيرات والاغتيالات إلي الغرب نفسه حتي قام وانتفض ورفض وغضب. وبعد أن كان يسميهم بالمجاهدين أطلق عليهم صفات الإرهابيين والمجرمين والمتطرفين. والغرب سعيد بأن نبقي علي هذه الصورة حتي نتحمل نيابة عنه المصانع القذرة الملوثة للبيئة علي أن يعيش هو في بيئة نظيفة. وحتي يستغل كل ما نملك من موارد ما دمنا نحن نصر علي أن العمل حرام. وأن بيع العسلية هو التجارة الشرعية المناسبة لنا. يقول صلي الله عليه وسلم: ¢ ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساُ ويأكل منه طير أو إنسان أو حيوان إلا كان به صدقة¢ فما أُكِل منه صدقة وما سُرِق منه صدقة لكن لا أحد من الكسالي العاطلين يقدر علي استيعاب ذلك. كل ما عليه أن يحرم المياه المثلجة لأنه لم يكن هناك ثلاجات أيام الرسول. ويحرم الصلاة في مساجد الأوقاف لأن الحكومة الكافرة تنفق عليها. رغم أنه يتوضأ بمياه كافرة من الحكومة ويقرأ علي كهرباء كافرة من الحكومة. إن الغرب ليس وحده الذي يكيل بمكيالين نحن نكيل بألف مكيال وكلها مكاييل غريبة غير معايرة مبتدعة تماماً. كلها مكاييل تعتبر التطور بدعة وكل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار. ولأن لا أحد يريد أن يُشوَي في النار نجد الناس تجلس علي رصيف الحياة متسولة ملتحية في انتظار الجنة. ويمكن القول إن هؤلاء هم عملاء الغرب الذين يسَيِّرون أعماله ويحققون أهدافه دون مقابل . يلَوِّثون الأفكار بلا مقابل يقبلون كل شئ سئ بلا مقابل. رغم أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول : ¢ اليد العليا خير من اليد السفلي ¢ ورغم أنه يقول أيضاً: ¢ لئن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يسألون الناس أعطوهم أو منعوهم ¢. لقد خدعوك فقالوا إنهم سلفيون ملتزمون بما كان في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة. إن الالتزام يكون بالأخلاق. لا بالشكليات الجامدة التي تسكن الإنسان في الماضي وتلقيه في الكهف لا يخرج منه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.