الأولياء ظل الأنبياء. الأولياء يُعبِّرون عن أنبياء. مثل خريطة تىعبِّر عن واقع. في الخريطة طُرق "لكن لا نستطيع السير عليها" وأنهار "لكن لا نستطيع الشرب منها" وسكك حديدية "لكن لا نستطيع ركوبها" وبحار "لكن لا نستطيع السباحة فيها" لو نظرنا إلي خريطة الأولياء سنجدها تُعبِّر عن واقع الأنبياء وتدلنا عليه. الولي ماكيت نبي. ظل نبي. خريطة نبي. وارث نبي. لا يكون مثله. لكن يُعبِّر عنه. ولو كانت للألوهية مقتضيات. وللنبوة خصائص. فإن للولاية سمات. والسمات المشتركة للأولياء هي الحفظ. والحفظ مثل العصمة. لكن. الفرق بين العصمة والحفظ "أن النبي مولود بالعصمة. مولود معصوم. أما الولي فلا يولد معصوماً. وإنما يكتسب العصمة وخصائصها بالحفظ" ولأن العصمة في هذه الحالة مكتسبة فهي تُسمَّي ضماناً بخلاف العصمة الفطرية الطبيعية للأنبياء. والعصمة - كما قلنا - نتجت عنها الصفات النبوية "الصدق والرحمة والأمانة والحلم والعلم والكرم والموعظة الحسنة" وهي الصفات التي علينا تذكرها ونحن نحتفل بالمولد النبوي. أكثر من ذلك علينا أن نتذكر أنه في هذا اليوم أيضاً فُتح باب الشفاعة. يقول سبحانه وتعالي: ¢وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين¢ و"العالمان" هما عالم الإنس وعالم الجن. وعالم الإنس يضم كل البشر علي اختلاف دياناتهم واتجاهاتهم. ومن ثم فإن العالمين لابد أن يحتفلوا بمولد النبي لأنه مولد الرحمة لهم جميعاً. فهذا المولد يحتاجه الإنس والجن. لو كان الناس يعقلون لاحتفلوا جميعاً بهذا المولد.