قرر المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة تشكيل لجنة مصالحات من خمسة من قيادات المؤسسات الإسلامية الخيرية برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تكون مهمتها دفع جهود المصالحة بين كافة الأطراف العربية والإسلامية المتصارعة من أجل حقن دماء العرب والمسلمين.. واتفق رؤساء 60 منظمة دعوية اغاثية علي وضع إستراتيجية شاملة لمواجهة تزايد أعداد اللاجئين العرب والمسلمين في العالم وخاصة في ظل الأوضاع المتردية في سوريا وفلسطين أكد الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر. ورئيس المجلس في افتتاحه أعمال المؤتمر الرابع . أن أعمال الإغاثة التي يقودها المجلس ستتطور من خلال العمل علي توسيع أعمال الدعوة الإسلامية لمواجهة التكفيريين ولهذا فسوف يعمل المجلس خلال الفترة القادمة علي تصحيح المفاهيم الإسلامية من التحريف خاصة مفاهيم الخلافة والجهاد والإيمان والتكفير والحاكمية والولاء والبراء وكلها مصطلحات تعرضت للتحريف علي يد المتطرفين والتكفيريين مما تسبب في إثارة عداوة الأمم تجاه الإسلام والمسلمين. وأشار الطيب أن هذا الفهم الخاطئ تسبب أيضا في إشاعة الخلافات بين المسلمين بعضهم البعض مما أدي لإثارة الحروب في عدد لا يستهان به من المجتمعات الإسلامية ولهذا فإن كل قيادات المجلس سواء العمل الدعوي والخيري لتشكيل لجنة المصالحات يكون دورها العمل علي المصالحة بين أطراف النزاع في عالمنا العربي وإطفاء النيران المشتعلة بين أطراف عربية وإسلامية تدين بنفس الدين للأسف الشديد ولقد قررنا أن نجتمع في البداية بالملوك والأمراء والرؤساء العرب وبعدها سوف نجتمع بقيادات الجهات المتصارعة ولدينا استعداد أن نلتقي حتي بالمتطرفين أنفسهم إن كان في حديثنا معهم أملا لإعادتهم لاعتناق أفكار وتعاليم الإسلامي الصحيح. وأكد شيخ الأزهر. أن عمل لجنة المصالحة سيسير جنبا الي جنب مع أعمال الإغاثة العادية وكذلك مع أنشطة المجلس لإنقاذ مقدساتنا الإسلامية في القدس الشريف وسيتم الإعلان عقب انتهاء المؤتمر عن الخطوات التنفيذية لعمل لجنة المصالحة التي ستقابل الجميع بما فيهم المتطرفين والتكفيريين أنفسهم لتصحيح ما لديهم من مفاهيم مغلوطة. مواجهة حقيقية قال المشير عبد الرحمن سوار الذهب. نائب رئيس المجلس : إن الأمة تعيش ظروفا مأساوية حيث تشهد عددا من الدول العربية والإسلامية أحداث عنف مأساوية مما يستوجب علي المجلس أن يقوم بدوره لإخراج المسلمين من كبوتهم ولهذا فنحن نحيي قرار تشكيل لجنة المصالحات علي اعتبار أن خذا القرار يعني أن المجلس أخذ علي عاتقه إقرار السلام في ربوع العالم العربي والإسلامي. وأكد سوار الذهب. أن وفود 60 منظمة دعوية واغاثية جاءوا من مختلف دول العالم العربي وتطلعون ألا ينفض اجتماعهم إلا وقد اتخذوا قرارات جادة لإيقاف تلك المجازر التي نجم عنها قتل وتشريد وإصابة مئات ألاف من العرب والمسلمين من الأبرياء. وكشف الدكتور هايل داوود. وزير الأوقاف الأردني إلي أن بلاده توجه مشكلة كبري تتمثل في وجود 1.5 مليون لاجيء سوري يحتاجون سنويا لأكثر من ثلاثة مليارات دولار حتي يتم توفير الإعاشة الكريمة لهم وهو ما يستوجب قيام مختلف الدول العربية والإسلامية بدعم الأردن في مواجهة تلك القضية. وأوضح أن الأردن يقوم بدعم اللاجئين السوريين من منطلق واجبه العربي والإسلامي حيال هؤلاء المشردين بالإضافة الي رعاية الأردن للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهناك دعم الخليجي غير المسبوق في هذا الشأن إلا أن الواقع المرير في حاجة الي المزيد من الدعم من بقية الدول العربية والإسلامية للقيام بدوره في مواجهة المخططات الإسرائيلية الساعية لتهويد المسجد الأقصي من جانب ورعاية اللاجئين من جانب آخر. شطب التسييس قال الدكتور عبد الله عمر نصيف . الأمين عام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: إن الوفود المشاركة مصممة أن يتوصل اجتماعهم إلي توصيات وقرارات قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع خاصة في مجال مواجهة الفكر التكفيري الذي للأسف الشديد يزداد أتباعه يوما بعد يوم في ظل غياب المواجهة الشاملة القادرة علي محاصرته. وأشار الدكتور نصيف . في تصريح خاص ل "عقيدتي" إلي انه لا تراجع عن إسقاط عضوية 12 منظمة خالفت العمل الخيري والدعوي وخلطتهما بالسياسة بما يخالف ميثاق إنشاء المجلس أو أنها ليست فعالة ولم تقدم بيانا لأمانة المجلس بأنشطتها وأهم هذه المنظمات: اتحاد العلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي . وهيئة الإغاثة بلندن لتمويلها اعتصام رابعة. والاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات بتركيا. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأيرلندا. واتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا. وجمعية صداقات مركز العلاقات العربية - التركية بأسطنبول. اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا. جمعية البلاغ الثقافي بقطر. لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب. المركز الثقافي الإسلامي بأستراليا. منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم برمنجهام بريطانيا. ونفي الدكتور نصيف وجود أي تسييس في قرارات المجلس بدليل قبول عضوية جمعية راف الخيرية بقطر ولا مانع من قبول عضوية اي منظمة أخري من أية دولة طالما أعلنت التزامها بميثاق المجلس بعدم خلط السياسة بالعمل الدعوي والاغاثي ولهذا فإنه ليست هناك مواقف مسبقة من أية منظمة في أي دولة عربية أو إسلامية أو غير إسلامية. مشكلة اللاجئين أوضح الدكتور إحسان طيب رئيس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في تصريح خاص ل "عقيدتي" أن الأوضاع في دول الجوار السوري مأساوية وتزداد سوء حتي أن أعداد اللاجئين السوريين في الأردن علي سبيل المثال أكثر من مليون ونصف ويمثلون أكثر من 20% من سكانها ونفس الوضع يعانيه لاجئو سوريا في تركيا ولبنان والعراق. أوضح أن لجنة الإغاثة بالمجلس قررت وضع خطة عاجلة للتعامل مع هذه الأزمة علي المدي المتوسط والبعيد باعتبارها أكبر أزمة تمر بها الأمة العربية حاليا ويتماشي مع جهود لجنة المصالحة التي شكلها المجلس لبذل مساعي الوفاق بين مختلف الأطراف المتنازعة في العالمين العربي والإسلامي للتقليل من النتائج الكارثية للنزاعات المسلحة. تشجيع المصالحة أكد السيد علي الهاشمي. مستشار رئيس الامارات للشئون القضائية والدينية . في تصريح خاص ل "عقيدتي" أن كل مسئولي وشعوب الدول العربية والإسلامية تثمن قرار تشكيل لجنة المصالحة العربية والإسلامية في المرحلة الحرجة التي تمر بها الكثير من البلاد الإسلامية ومن هذا المنطلق فإن دولة الإمارات علي استعداد تام للمساعدة من أجل إنجاح جهود المصالحة التي ستقودها اللجنة في كل بلدان العالم العربي والإسلامي خاصة البلاد التي تشهد صراعات دموية تسيئا لي الإسلام والمسلمين وتخدم أعداء الأمة. وأضاف الهاشمي : إن تشكيل تلك اللجنة جاء في الوقت المناسب لحقن دماء العرب والمسلمين في ظل هذه الأوضاع المأساوية وكذلك لمناقشة الشباب من أتباع الجماعات التكفيرية في محاولة لإقناعهم بالعدول عن فكرهم التكفيري المرفوض من كل علماء الأمة دون استثناء. وأشار الهاشمي . إلي أن الإمارات ستدعم تلك اللجنة من خلال التجربة الرائدة التي قامت الدولة بتنفيذها ونجحت في كبح جماح الغلو والتطرف الديني وحصنت من خلالها شباب الدولة في مواجهة محاولات الجماعات التكفيرية التي سعت للسيطرة علي عقول الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة وللأسف فإن شباب لكثير من الدول العربية والإسلامية مازال متأثرا بالفهم الخاطئ للدين وينفذونه من خلال القتل والتشريد في أخوانهم العرب والمسلمين وليس في أعداء الأمة وهذا ما تقوم بهد اعش أخواتها حاليا. الأوضاع المأساوية حذرت تقارير المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة. من تزايد أعداد اللاجئين والمشردين المسلمين في مختلف القارات حتي أنهم يمثلون أكثر من 90% من المتضررين من الحروب والفقر والمرض حيث أكدت تدهور الأوضاع الإنسانية والدعوية في القارة الأفريقية وخاصة الصومال والسودان ومالي وأفريقيا الوسطي وليبريا وجنوب السودان وغينيا وسيراليون حيث يعاني سكانها من الفقر والجها والمرض وخاصة مرض الايبولا. وأوضحت التقارير. أن هذه الأوضاع المأساوية لا تقتصر علي أفريقيا وإنما تمتد إلي مسلمي آسيا وخاصة في بورما واليمن والعراق وأفغانستان بالإضافة مأساة لاجئ سوريا وفلسطين والتي تتطلب جهودا مضاعفة من تبرعات أهل الخير والتغلب علي القيود الحالية الخاصة بالتحويلات المالية التي تقف عائقا أمام سرعة تقديم جهود الإغاثة التي تقدمها منظمات المجلس للجميع بصرف النظر عن الدين أو اللون أو العرق لأن الإسلام ينظر إلي كل البشر علي أنهم أخوة في الإنسانية. وأكدت التقارير انه رغم التضييق الشديد علي جهود الإغاثة في العالمين العربي والإسلامي أن تبرعات أهل الخير لم تقل كثيرا عما مضي أنما كثرت المآسي وهذا خلق فجوة بين الاحتياجات الإنسانية والتبرعات المتاحة ولهذا لابد من نشر التوعية بأهمية العمل الخيري من جانب وتسريع جهود المصالحة من جانب آخر لتجفيف منابع المشكلات والنزعات الإقليمية والدينية والمذهبية. حاول المؤتمر إبعاد أي توجه سياسي له ضد الدول الموالية للإخوان فقرر قبول عضوية جمعية ¢رافا¢ الخيرية بقطر . كما إنشاء مجموعة من المشروعات المشتركة مثل مشروع شراء عقار في البلدة القديمة بمدينة القدس وكذلك البدء في تنفيذ مشروع المنح الدراسية لطلبة كليتي الدعوة والقرآن الكريم في جامعة القدس ومشروع تسيير قوافل اغاثية ودعوية وطبية مستمرة من أعضاء المجلس للشعب الفلسطيني في قطاع غزةوالصومال وجنوب.