بدعوة خاصة ومباشرة من فضيلة الإِمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شارك رئيس جامعة المذاهب الإسلامية الإيرانية الشيخ أحمد المبلغي. ممثلا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية. في مؤتمر "الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف". الذي عقد بالقاهرة. خلال الأيام الماضية. بمشاركة 120 دولة إسلامية. وشارك المبلغي. والذي تعتبر زيارته إلي مصر هي الأولي من نوعها لعالم شيعي إيراني منذ سنوات. ضمن وفد إيراني رسمي. برئاسة أحمد مشالو. وضم محمد علي أبطحي. رئيس مجمع حوار الأديان السماوية بإيران. ويعد المبلغي من أكثر الشخصيات الداعية للتقريب بين المذهب الجعفري الشيعي والمذاهب السنية. والتعايش السلمي بين جميع المسلمين بمختلف مذاهبهم. "عقيدتي" التقت الدكتور المبلغي في مقر جامعة المذاهب الإسلامية في طهران قبل أيام من قدومه إلي القاهرة والمشاركة في مؤتمر الأزهر. بداية رحب الدكتور المبلغي بدعوة فضيلة الإمام الأكبر له للمشاركة في مؤتمر "الأزهر في مواجهة التنظيمات المتطرفة". وقال إنه "يحترم شيخ الأزهر ويكن له كل تقدير. فهو شخصية ذكية ومصلحه وأنا احترمه وأقدره علي المستوي الشخصي". وأضاف أن "الأزهر الشريف له خلفية عميقة. ونحن نحترم شيخ الازهر. والأزهر بامكانه أن يلعب دورا أعمق للأمة الإسلامية. ومؤتمر الأزهر عن مواجهة الارهاب والتطرف دليل أن الأزهر يريد أن يستفيد من قابليته لدي العالم كله في مكافحة خطر الارهاب". وأوضح أن بينه وبين عدد من علماء الأزهر علاقات ود خاصة الدكتور علي جمعة المفتي السابق. والدكتور شوقي علام المفتي الحالي. وأنه يلتقيهما في بعض المؤتمرات. جامعة المذاهب وعن جامعة المذاهب الإسلامية قال الشيخ أحمد المبلغي. رئيس جامعة المذاهب الإسلامية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. "إن الجامعة تم تأسيسها منذ 20 عاما وهي للطلبة والطالبات. ويدرس الطالب فيها المراحل الدراسية الثلاث. الليسانس والماجستير والدكتوراة. وهي تدرس فقه الشافعية والحنفية وفقه الإمامية. ومنذ عام تأسس كرسي لتدريس الفقه الاباظي. والفقه المالكي أيضا". وأضاف الأستاذ الذي يتولي تدريس مادة يجب أن يكون معتنقا لنفس المذهب ونأتي بأساتذة من دول أخري لتدريس مذاهبهم في الجامعة. ونحن نهتم في الجامعة باللغة العربية. والمتخرج يفترض به أن يكون متمكنا في اللغة العربية. وبين المبلغي أن الدراسة في الليسانس مجانا وفي الماجستير والدكتوراة تكون بمصروفات مخفضة جدا. مشيرا إلي عدم وجود طلبة لديهم من مصر حاليا. ولكنه قال إن الأبواب مفتوحة أمام اي مسلم. مبينا أنهم مقصرون في هذا الجانب لأنهم ركزوا علي طلبة الداخل. وهم الآن يسعون حاليا لفتح المجال أمام الجميع. وشرح المبلغي أن هناك منطلقات وراء تأسيس هذه الجامعة. فنحن من حيث المبدأ القرآني نعتقد عدم الإكراه في الدين. ونحن لا نكره الناس علي الاعتقاد. والدين لا يقبل الإكراه ولكن بالفهم والإدراك نصل إلي ما نريد. وأضاف المذهب عبارة عن طريق نسلكها للوصول إلي الدين والدين يركز علي الباطن. وكل المشكلات تنبع من أننا ركزنا علي ظواهر دينية دون فهم واعتقاد. ومن بديهيات هذه الجامعة احترام آراء الآخرين. وهذه النقطة نحن هنا تجاوزناها. التكفير وعن خطر التكفير ومواجهته خاصة انه كان عنوان مؤتمر الأزهر قال المبلغي إن التكفير أكبر خطر علي الأمة وإذا وقع فهو شر كبير تنطلق منه جميع الشرور الأخري وهو يهدد كيان الأمة الاسلامية. وأضاف مبلغي أن انتشار وتوسع الأعمال والأفكار التكفيرية يلحق أكبر ضربة بالإسلام والمذاهب الإسلامية والعالم العربي. وينبغي علي العلماء والمفكرين المسلمين المزيد من السعي إلي تهدئة الوضع ومواجهة هذه الأفكار. وأكد ضرورة المواجهة الجادة مع الأفكار التكفيرية والإرهابية. داعيًا إلي إعادة العلاقات بين الأمة الإسلامية علي أساس نظرية التعايش الإسلامي. معتبرًا أن التنظير حول التعايش الإسلامي وتحقيقه علي مستوي العالم الإسلامي أفضل خيار لمواجهة التكفيريين. الخطاب الإسلامي وحول رؤيته لتجديد الخطاب الديني. ورأيه حول حاجة المذهب الشيعي أيضا إلي هذا التجديد قال المبلغي: الخطاب الإسلامي يجب أن يكون معاصرا وعلينا أن نعمقه وننقحه. وواجب علي العلماء والجامعات ان يعملوا علي تنقية الخطاب الاسلامي. والشيعة أيضا قاموا حاليا بتنقية الخطاب بما يخدم الأمة والتعايش والامام الخامنئي من أقواله "تنقية الخطاب الإسلامي بحاجة إلي تبادل الآراء والعمل المشترك بما يخدم الأمة". وأضاف نرفض تماما ونحرم سب الصحابة. ومكافحة الذين يسبون الصحابة قضية حساسة جدا في ايران. وهو لون من ألوان تجديد الخطاب الديني لدي الشيعة. التعايش الإسلامي الدكتور المبلغي دعا إلي طرح مفهوم التعايش الاسلامي كبديل للتقريب بين المذاهب علي أن يكون التقريب أحد درجات هذا التعايش ويكون مقصورا علي العلماء فقط وهذا نراه أسهل وأفضل. وأضاف حول هذا الجانب: التعايش الإسلامي يعتبر مفهومًا عميقًا وشاملًا ومؤثرًا. ومن شأنه أن يترك تأثيرات عميقة في التفاعلات بين الدول الإسلامية. وبين أن الانسجام والاتحاد بين الأمة مشروع قرآني صريح ودقيق والقرآن ركز بشكل دقيق علي تشكيل الأمة الإسلامية. والنبي الأعظم كان يركز في فعله وكلامه وتصرفاته علي وحدة الأمة ويخاف من تفرقها. ومن يتخذ طريقا يعمل به علي تفرق الأمة فهو لا يعمل بالقرآن سواء كان هذا الشخص سنيا أم شيعيا لا فرق. وقال إن علوم الأمة. مثلا. لايمكن تقسيمها إلي قسمين حسب المذهب سني أو شيعي فهي علوم واحدة والتفرقة خطر عظيم. وعلي مر التاريخ يؤسفنا أن هناك انشقاقا قد وضع بين أتباع هذه الأمة في بعض المناطق مما جعل يتبادر إلي الاذهان ان هذا القم - نسبة إلي طالب العلم في مدينة قم - له علم خاص والقم الآخر له علم خاص وهذا خطر عظيم لأن العلم الواحد إذا تفرق يكون خطره كبير ويكمن في أن العلم ابتعد عن أصله وعن التشاور وعن الوحدة وصار العلم علمين في بعض المناطق. وهكذا نجد تحريفا قد وقع بالنسبة لمفاهيم الأمة. وأضاف نبينا عندما جاء ركز علي حب بعضنا للبعض الآخر ¢وتحابوا¢ فالحب مفهوم إسلامي وكل من ينتمي لهذه الامة يجب أن يحب الآخر. أما الحب بمعني أن الشيعة يحبون الآخرين من الشيعة والسنة يقصرون حبهم للسنة فهذا خلاف ما وقع في صدر الإسلام فلابد للحب ان يكون متبادلا بغض النظر عن المذهب. وأشار رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران إلي أن الوسطية الإسلامية تمهّد الأرضية للتعايش الإسلامي. وأن فقدان وضعف العلاقة بين المذاهب الإسلامية يعزز ويقوي الأفكار التكفيرية. مصر وإيران وفي نهاية حواره أوضح مبلغي أن إيران ومصر دولتان كبريان لديهما القدرة علي هداية المذاهب الإسلامية نحو تحقيق التعايش بين الأمة الإسلامية. لافتًا إلي أن جامعة المذاهب الإسلامية بإيران ترحب بكل خطوة تسهم في تعزيز التعاون بين جامعات العالم الإسلامي خاصة جامعة الأزهر في مختلف الشئون. لاسيما مجابهة التطرف والعنف.