البكاء علي سيدنا الحسين وإظهاره في صورة البائس الضعيف المهزوم المهدود الذي لا ناصر له ولا معين هو انتقاص من قدره الشريف ومكانته الرفيعة . لا ينصر من نبكي عليه بل يُضعِفه . والذي يحب سيدنا الحسين يحب شمائله وخصاله وهي ذاتها الشمائل والخصال النبوية. الصدق. المودة . الرحمة . التسامح . المغفرة . العطاء بلا حدود . لقد كان سيدنا الحسين في خلوة . وتجَمَّع الناس حول داره في انتظاره . ومر سيدنا الحسن فوجدهم علي ما هم عليه وعرف ما بهم . إنهم فقراء ينتظرون سيدنا الحسين حتي ينتهي من خلوته . فكتب له عبارة علي ورقة تقول : "احتياج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملَّوها فتعود نقماً" ووضعها تحت الباب وقرأها سيدنا الحسين . وأصبحت فيما بعد من أشهر العبارات التي يرددها . لقد فرح سيدنا الحسين يوم كربلاء أو عاشوراء بالجنة ولقاء الأحبة من آل بيت رسول الله . وهو فرحى علي الأمة المحمدية أن تسعد به . لا أن تحزن عليه . كما نري ونسمع ونقرأ . لقد جعل الله باستشهاد سيدنا الحسين لأمة سيدنا محمد نصيباً في عاشوراء . وعليهم أن يُقدِّروا ذلك لا أن يُسيلوا الدماء عليه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.