في هذا المبحث نتناول سُنَّة من سُنَنْ النبي "£" أشار إليها المعصوم "£" في أحاديثه وأفعاله. وهي حول استخدام السواك "عود الأراك" فقد قال "£" عن السواك: "السواك مطهرة للفم. مرضاة للرب. ولولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء".. هذه نظرة نبينا. "£" إلي استعمال المسلم للسواك. والملاحظ في توجيهاته النبوية أنه يصرح بأن السواك مطهرة للفم. وهذا ما أثبته العلم الحديث. كان النبي "£" يستعمله ويحث أصحابه علي استعماله لما فيه من رائحة ذكية. وفوائد صحية. وهذا ما نوضحه. * مشروعية السواك: السواك سبب لتطهير الفم. موجب لمرضاة الرب. كما ورد عن النبي "£". حيث قال: "السواك مطهرة للفم. مرضاة للرب". وقوله "£" أيضاً: "لولا أن أشُق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". قال الإمام الصنعاني. نقلاً عن الإمام ابن الملقن: قد ذُكر في السواك زيادة عن مائة حديث. فواعجباً لسُنَّة تأتي فيها الأحاديث الكثيرة. ثم يهملها الكثير من الناس!! * الأوقات التي يُستحَب فيها السواك السواك سُنَّة عند الوضوء. وهو مستحب في جميع الأوقات. وبخاصة عن التيمم والغسل. وقبل الصلاة. وقبل قراءة القرآن. وقبل الاجتماع بالناس. وعند الدخول أو الخروج من المنزل. وعند النوم والجماع. وبعد أكل ما له رائحة غير مستحبة. ويجوز السواك في الصوم. لكن كرهه الشافعي بعد الزوال. لما ورد عن النبي "£" أنه قال: "لَخَلُوف فَم الصائم أطيب عند اللَّه يوم القيامة من ريح المسك". * طريقة استعمال السواك: يندب إمساك السواك باليد اليمني مع البدء من الجانب الأيمن. ويمرره بعرض الأسنان. ثم يمر به علي أطراف الأسنان العليا والسفلي ظاهراً وباطناً. ثم يمرره بلطف علي كراسي الأضراس واللثة واللسان. وسقف الحلق. * مصدره: غالباً من جذور وأغصان شجرة الأراك التي تنمو في مناطق عديدة حول مكة والمدينة. وفي اليمن وأفريقيا. * الإعجاز النبوي في استعمال السواك أثبت العلم الحديث أن بالسواك مواد عطرية زيتية تطيب الفم. وتكسبه رائحة طيبة. وبه مادة قابضة كالعفص. التي توقف النزيف وتقوي اللثة. وكذلك يحتوي السواك علي مادة الفلور. وهي مادة معقمة. تقي الأسنان من التسوس. ولذلك فإن شركات المعاجين تنتج المعجون وبه مادة الفلور. أما بقية المعجون فهو مادة تسهل حركة الفرشاة. وهناك مواد قد ثبت وجودها في السواك. وهي كلورايد الصوديوم. بيكربونات الصوديوم. كلوريد البوتاسيوم. مادة مبيدة للجراثيم. زيوت عطرية. مما يُكسب الفم رائحة عطرية مميزة لدي استخدام السواك. فهذه الرائحة تجعل السواك بنكهة مقبولة. وهذا يساعد علي استخدامه. ويحتوي علي أكسالات الكالسيوم. أملاح معدنية. وألياف سليولوزية ومواد سكرية مختلفة. وبه أيضاً مواد مزيلة للون الأصفر الذي يصيب الأسنان. وبالتالي فاستعمال السواك يعطي الأسنان لوناً أبيض ناصعاً. ويحتوي كذلك علي مواد تساعد علي الهضم. وتدر البول. * الإثبات العلمي لفائدة الأراك: قد أجريت دراسة علي ثمانين شخصاً قسموا إلي أربع مجموعات. فاستعملت المجموعة الأولي سواكاً من عود الأراك. واستعملت الثانية مسحوق السواك. واستعملت الثالية معجون أسنان تجارياً. واستعملت الرابعة مادة النشاء.. فأظهرت النتائج أن السواك قد أعطي أفضل النتائج. حيث قضي علي الجراثيم الضارة في الفم واللثة والأسنان. وهي بكر قبل نضوجها. وازدياد أثرها الضار علي الأنسجة الرخوة والصلبة. وأدي إلي درجة عالية من نظافة الفم ونعومة الأسنان. وصلابة مينائها. وقوة اللثة. وغياب الالتهاب.. وذلك بالمقارنة مع المجموعات الأخري التي أجريت عليها الدراسة. فالسواك أولي من المعجون دينياً وعلمياً. وللأسف هناك العديد من السُنَنْ التي بدأت في الاندثار بين المسلمين» من بين تلك السُنَنْ استخدام السواك. حيث نلاحظ تناقص أعداد المستخدمين له. واقتصاره علي فئات محدودة. ولو عرف الناس فوائده الدينية والعلمية لما تركوه لحظة واحدة. واستغنوا عنه بالفرشاة والمعجون.. وأنا لا أطالب الناس بترك الفرشاة والمعجون. ولكن أطالبهم باستخدام الاثنين معاً. بالرغم من تفوق السواك عليه. كما دلت الأبحاث العلمية. فالسواك يعتبر من الأسس المهمة في طب الأسنان الوقائي الذي يحميها من الأمراض. كما تقول الحكمة السائدة: "الوقاية خير من العلاج". فبعد أربعة عشر قرناً من أمر النبي "£" باستخدامه. أكد الطب ما قاله النبي "£" ولوحظ أن الذين يستعملون السواك يتمتعون بأسنان سليمة. وأن بعض الشركات في بريطانيا والهند تصنع معاجين أسنان تدخل فيها مواد مأخوذة من السواك. * السواك.. وفتح مصر: من المواقف الطريفة في موقعة الفسطاط. التي أدت إلي فتح مصر. حيث رأي الكفار المسلمين وهم يتسوكون لينالوا مرضاة اللَّه. ويهبهم النصر. فظنوا أن المسلمين يسنُّون أسنانهم ليأكلوهم!!