رصد الدكتور جمال الخباز استاذ الادارة والتخطيط والدراسات المقارنة وعميد كلية التربية بنين جامعة الازهر بتفهنا الاشراف دقهلية أسبابا عديدة لهروب الطلاب من التعليم الأزهري إلي التعليم العام .. وقال إنها تتمثل في صعوبة المناهج الأزهرية.. ابتعادها عن احتياجات الواقع .. قائمة علي التلقين والحفظ. واضاف أن فقة الواقع الان يحتم علينا السعي بقوة نحو التطوير والتجديد مع ضرورة مراعاة المزج بين الاصالة والمعاصرة مشيرا الي ان التطوير يجب ان يراعي فيه الحفاظ علي الهوية اضافة لمراعاة التغييرات التي تحدث في المجتمع. وأوضح ان الانفاق علي التعليم في مصر يذهب 90% منه للمرتبات. كما اوضح ان التعليم الخاص كارثة لان فية اخلال بمبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله الدستور والقانون. والي نص الحوار. * تطوير المناهج الدراسية .. ما هي الرؤية العلمية الأمثل لتحقيقها؟ ** تطوير المناهج التعليمية أمر ضروري لمسايرة الواقع الذي نعيش فيه. اضافة الي ان عملية تطوير المناهج يجب أن ترتبط بالتغييرات التي تطرأ علي المجتمع في شتي المجالات شريطة أن تكون عملية التطوير قائمة علي المنهج العلمي والتربوي اضافة الي ضرورة ان تكون عملية التطوير متميزة وقادرة علي حل المشكلات وجامعة بين الجوانب الكمية والكيفية ومعتمدة في اساسها علي التحليل والربط وليس السرد والوصف إضافة علي انها يجب ان يراعي فيها هوية الدولة من جميع الاتجاهات الدينية والاجتماعية والديموجرافية وغير ذلك من الاتجاهات. كما يجب ان يراعي ايضا في تطوير المناهج الفروق الفردية للمرسل والمستقبل اضافة الي انها يجب ان يراعي فيها الجوانب الابداعية والمهارية والعمل علي زيادتها .اضافة الي ثوابت التطوير التي تؤكد علي احترام المبادئ والقيم وحب الوطن. وكل ماسبق لن يتحقق علي ارض الواقع مالم يكن هناك دعم مادي لترجمته علي ارض الواقع ليتحول من الجانب النظري الي الجانب التطبيقي ليعم النفع ويفيض الخير علي الوطن الحبيب مصر الازهر. حاجة المجتمع * المناهج الأزهرية .. معروفة ويتم تدريسها من سنوات. لماذا برأيك الشكوي من صعوبتها وكثرتها الآن؟ ** المناهج مطلوب تجديدها وربطها بحاجات المجتمع خاصة انها بعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيش فية اضافة الي انها قائمة علي الحفظ والتلقين والاستذكار فقط. و الدليل علي ذلك هو ان تجد خريج بكالوريوس ويعمل في سوبرماركت او محطة بنزين وخلاف ذلك. اضافة الي اننا نركز في التعليم في مصر بشكل عام علي الكم وليس الكيف وبالتالي لا نجد تخصصات نادرة. * المشكلة برأيك مشكلة مناهج أم ضعف في تأهيل المدرسين أم إدارة مدرسية أم كل هذه العوامل؟ ** كل هذة العوامل مجتمعة تؤثر سلبا وايجابا في العملية التعليمية فاذا تحدثنا عن المناهج فحدث ولا حرج هي في واد والعالم في واد اخر لدرجة ان مناهج الرياضيات لم يطرأ عليها تطوير منذ عام 1938. ليس هذا فحسب بل ان من حاول تطويرها من وجهة نظره بوظها بالبلدي جه يكحلها عماها. هذا بالنسبة للمناهج واذا نظرنا للمدرسين نجد "طبيب يداوي والطبيب مريض" بمعني ان المدرس هو نتاج هذه المناهج الضعيفة الهزيلة وبالتالي فهو كائن ومخلوق ضعيف. وفاقد الشيء لا يعطيه. اما اذا اردت ان تتحدث عن الادارة المدرسية فقل ماشئت عن سوء الادارة والذي نتج عنها سوء العملية التعملية برمتها فطريقة اختيار مدير المدرسه تخضع للواسطة وبالتالي تجد الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب. وعلي العكس من ذلك تماما تجد في الولاياتالمتحدةالامريكية عندما يطلبوا مديرا لمدرسة يتم عمل اعلان علي مستوي الولاية يتقدم مايقرب من الف لشغل تلك الوظيفة يتم عمل اختبارات قاسية لهم وبعد ذلك يقع الاختيار علي المدير الاكفأ ويتم التعاقد معة لمدة عام ويخضع لرقابة صارمة تشمل نتائج الطلاب خلال ذلك العام في المدرسة وكام طالب من المدرسة حصلوا علي الدرجات النهائية. اضافة لكام طالب قدم براءة اختراع في مجالات تفيد المجتمع من حوله وكام طالب توصل لحل مشكلة المرور والقضاء عليها في الولاية. وكام طالب نفذ او صمم او طور مشروع كوبري يقضي علي الازدحام المروري. والي غير ذلك وبعد هذا كله يتم تجديد العقد له لمدة خمس سنوات واذا حدث اخفاق في اي وقت هناك رقابة صارمة انطلاقا من ان هؤلاء الطلاب هم الحاضر وكل المستقبل اما نحن في مصر فنخرج كل عام الالاف. النظم التعليمية * تعدد النظم التعليمية.. هل هو في صالح العملية التعليمة ام أضر بها؟ ** تعدد النظم التعليمية "تعليم أزهري تعليم صناعي تعليم خاص تعليم حكومي تعليم لغات" من الطبيعي ان يكون هذا التنوع امراً ايجابياً لكن للاسف هذا التنوع يعد كارثة علي التعليم الذي تنعدم قيمته نتيجة هذا التنوع السلبي. فما نجنيه في مصر هم خريجون كثر كل عام دون جدوي او طائل او استفادة من ورائهم. وهناك زوايا مختفية في المثلث وهي ان التعليم الحكومي يعاني من ضعف الامكانيات وهزالها. التعليم الفني والذي يجب ان يلبي حاجة المجتمع من حوله لم يحقق ذلك فلا تجد تدريباً ولا تاهيلاً لامناء المعامل والفنين فانا اتذكر ان امين المعمل عندنا في الثانوية كان لا يعرف القنطرة المترية. والمعامل متهالكة ولا توجد كيماويات. والتعليم الخاص كارثة الكوارث وانا اسميه التعليم الترفيهي. فالطالب الفاشل الذي حصل علي 70% في الثانوية يستطيع ان يلتحق بالجامعات الخاصة ويحصل علي بكالوريوس الطب وبالتالي هذا يعد اخلال بمبدأ تكافؤ الفرص التي كفلها الدستور والقانون لان الفقير الذي حصل علي 95% لم يستطع ان يلتحق بكلية الطب لان مجموعه ناقص درجة او نصف درجة ونظرا لفقرة لا يسطيع ايضا الالتحاق بالجامعات الخاصة وبالتالي هذا يعمق للفساد والافساد في المجتمع. لو كنت مسئولا بلجنة تطوير التعليم الأزهري. * ماهي الخطوط العريضة لرؤيتك للتطوير؟ ** الخطوط العريضة تبدأ بتوفير الامكانيات المادية للارتقاء بالبيئة التعليمية التي تشمل المناهج الدرسية وتشمل القائمين عليها وتشمل البيئة او المدرسة التي تتم بها العملية التعليمية ومدي ملائمتها من عدمه خاصة ان هناك تناسباً طردياً بين الاقتصاد والتعليم فكلما زادات نسبة الانفاق علي التعليم كلما كانت مخرجات العملية التعليمية ايجابية. وللعلم ميزانية التعليم يذهب 90% منها الي المرتبات وبالتي وصلنا الي الحالة المذرية التي نحن عليها الان. اعادة النظر في المناهج الدراسية بحيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع وتتشابك مع مشكلاته وتبحث حلولا واقعية له. اعادة النظر في كليات التربية اضافة لعودة التكليف لخريجي تلك الكليات. خاصة وانك تجد "شاب" ذي الفل خريج كلية التربية ويعمل سواق توكتوك. ويجب أن يتولي عملية التعليم في المدارس والحضانات خريجو كليات التربية والمدربون والمؤهلون التأهيل اللازم. والا نجد خريج دبلوم زراعة يقوم بالتدريس بمعني ان نجد المتخصص فلا يصح ان تعالج مريض الرمد عند دكتور النساء والتوليد والا انعكس ذلك علي المريض وفقد نعمة البصر هذا التشبية علي مستوي الفرد فكيف الحال بمن يقوم بتشكيل عقل وفكر ووجدان شباب المستقبل والا يجب ان يكون متخصص وعلي دراية تامة بالطلاب الجالسين امامة في الفصل الدراسي وعلي المام تام بهم.