أشاد براعم الإيمان ورسل القرآن الذين توافدوا علي مصر للمشاركة في المسابقة العالمية العشرين لحفظ القرآن الكريم. التي تنظمها وزارة الأوقاف بالرعاية التي توليها مصر لحفظة القرآن الكريم مؤكدين أن حرص مصر علي استمرار تلك المسابقة حتي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع المصري يعكس المكانة السامية للقرآن في نفوس المصريين مؤكدين أن مصر ترعي المسابقة ولا تمارس أي ضغوط علي المحكمين والدليل أنه لا يوجد سوي محكم واحد من الدولة المضيفة وهي مصر. "عقيدتي" استمعت إلي شهادات رسل القرآن والمحكمين ورحلتهم مع كتاب الله علي مدار أيام المسابقة التي يتنافس فيها متسابقون من 60 دولة عربية وإسلامية وأجنبية وكان لسان حال الجميع أنهم يتطلعون إلي الدراسة بالأزهر الشريف. بداية يشيد الشيخ هاشم شراحة من المملكة العربية السعودية بالمسابقة مؤكداً أن تنظيم مصر لهذه المسابقة الكبري تكريم لأهل القرآن في كل مكان. وتأكيد أن مصر بلد الأزهر ستظل قلعة الإسلام الحصينة التي وصفها الرسول - صلي الله عليه وسلم - بأنها كنانة الله في أرضه. وأشاد الشيخ شراحة بالحفاوة البالغة والشفافية والعلنية والوضوح في جميع أفرع ومراحل المسابقة معبرين عن شكرهم للجنة التنظيمية والرحلات السياحية التي تم ترتيبها لهم لزيارة معالم مصر الإسلامية. مشيراً إلي أن القرآن محفوظ من لدن رب العالمين وقيام الدول العربية والإسلامية بتنظيم تلك المسابقات يمنح حافظ القرآن دعماً روحياً لا حدود له متمنياً أن يأتي اليوم الذي يلتفت فيه رجال الأعمال العرب والمسلمين لحفظة القرآن ويرعونهم ويساعدونهم بنفس الطريقة التي يساعدون بها ويرعون نجوم الكرة والفن فلابد أن يخجل الجميع من أن تقام الحفلات لتكريم ورعاية أهل الكرة ولا يلتفت الناس لحفظة القرآن الكريم. وأضاف الشيخ شراحة أن مسابقات القرآن الكريم تجمع القلوب وتولد التلاحم بين الشعوب الإسلامية ولقد شاركت من قبل في التحكيم في المسابقة المصرية وهي مسابقة تتميز بعدة امتيازات أولها باختيار نخب من المحكمين من عدة دول إسلامية أيضاً لا يوجد سوي محكم واحد فقط من مصر بخلاف رئيس لجنة التحكيم وتتميز المسابقة أيضاً بالشفافية الكبري في وضع الدرجات حيث إن كل محكم يرصد درجته ثم تعلن فوراً في شاشة كبيرة وهكذا لا توجد أرقام تدار خلف الكواليس. وأشار شراحة أن المسابقات القرآنية تتنوع والحمد لله في دول العالم العري والإسلامي منتقداً إهمال رجال الأعمال العرب لحفظة القرآن وعدم الاهتمام بهم الاهتمام الكافي مثلما هو الحال مع لاعبي كرة القدم والفنانين. ويقول الدكتور البدري عمر بشارة أستاذ علوم القرآن بكلية الشريعة بجامعة أفريقيا بالسودان وعضو لجنة تحكيم المسابقة أن مثل هذه المسابقات لا يقال عنها إلا خيراً لأنها تشهد اجتماع الناس من كل أنحاء العالم للتنافس حول حفظ كلام الله تعالي والحمد لله فإن الحكومات العربية تولي اهتماماً كبيراً لحفظة القرآن الكريم ونحن لدينا في السودان الدولة تتعامل مع حافظ القرآن الكريم وكأنه حاصل علي شهادة البكالوريوس ويتم تعيينه في الدوائر الحكومية بهذا المؤهل فور اتمامه حفظ القرآن الكريم كاملاً. وتابع: مثل هذه المسابقات تستطيع أن تخلق من الشباب رجالاً قادرين علي العطاء وخدمة المجتمع كما أنها تقدم للمجتمع قدوة حسنة يقتدي بها الشباب والأطفال ومما لا شك فيه هو أنه ليس هناك قدوة حسنة أفضل من حافظ القرآن الكريم وبالتالي يستطيع المجتمع أني ستقلع كل السلوكيات المرفوضة اجتماعياً ودينياً والتي يعتاد عليها بعض الشباب في غياب القدوة والمثل الأعلي. فالفائدة إذن التي تثمرها مثل هذه النوعية من المسابقات لا تتوقف عند حد المشترك أو الفائز كما أن المسألة ليست مجرد مسابقة أو جائزة وانما هي أعمق من هذا لما يعود علي المجتمع من خير إذا ما زاد فيه عدد حفظة القرآن الكريم فأثر ذلك سيظهر في كل نواحي الحياة بما في ذلك سلوكيات الناس في الشارع. وعبر المتسابق الصومالي علي بودرون الذي يدرس الطب في جامعة القاهرة والذي أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره عن سعادته بالمشاركة في المسابقة. مؤكداً أن تنظيم مثل هذه المسابقة في مصر بلد الأزهر يحمل الكثير من المعاني لحفظة القرآن مرجعاً الفضل في حفظة القرآن الكريم في سن مبكرة إلي كتاب قريته بجنوب الصمال مؤكداً أن الصوماليين رغم حالتهم المادسة الصعبة يحرصون علي قراءة القرآن وحفظه وتجويده والدولة الصومالية ترعي حفظة القرآن وتدعم المحفظين مؤكداً أن مثله الأعلي في قراءة القرآن الشيخ الحصري. وقال بودرون إنه لن يترك الطب وسيعمل كطبيب عقب تخرجه ولكنه سيظل مداوماً علي قراءة القرآن وسيعمل بآياته التي يحفظها وهو يؤدي مهنته المقدسة في التخفيف من آلام الناس. أما المتسابق مصباح الله من باكستان فأصر علي الحديث باللغة العربية الفصحي رغم إجادته اللهجة المصرية ويقول: أتممت حفظ القرآن الكريم في معاهد التدريس في باكستان وكان يدرس لنا علماء الأزهر الشريف وقد أتممت حفظ القرآن وعمري 12 سنة والتحقت بالدراسة بجامعة العلوم بكراتشي وكلي أمل في الفوز هذا العام. أما أمنيتي الكبري فهي الفوز بمنحة للدراسة في جامعة الأزهر.. وأضاف قائلاً: لولا حفظي للقرآن لما وصلت إلي مصر ونحن في باكستان نتعلم علي مدار اليوم حفظ القرآن الكريم وفي المدارس يقرر علينا حفظ أجزاء من القرآن الكريم في كل صف دراسي وفي أيام الإجازة الصيفية نلتحق بصفوف تحفيظ القرآن الكريم وطرق تجويده علي أيدي المتخصصين من علماء الدين. وقال المتسابق الماليزي إبراهيم كمال: أتممت حفظ القرآن وعمري أربع عشرة سنة بإحدي مدارس حفظ القرآن بأوغندا علي أيدي مبعوثي الأزهر الشريف. ثم التحقت بالمعهد الإسلامي لاستكمال دراستي للعلوم الشرعية أملاً في الالتحاق بجامعة الأزهر. وتتواصل شهادات المتسابقين الذين تتنوع جنسياتهم وأعمارهم فيقول سميح الشهراني من أفغانستان: بدأت حفظ القرآن منذ صغر سني وأتممته في أثناء دراستي الثانوية وأدرس حالياً بمعهد القراءات وقامت سفارة أفغانستان بترشيح اسمي للاشتراك في هذه المسابقة العالمية. ويشيد نزاك بهذا الدور الجليل للأزهر والأوقاف علي تشجيع الطلاب من جميع أنحاء العالم. كما أن الاشتراك في هذه المسابقات يعطيني دفعة قوية لمواصلة مسيرة القرآن. ووصف الشهراني المسابقة المصرية بأنها من معالم المسابقات القرآنية في الوقت الراهن. معرباً عن سعادته البالغة للاشتراك فيها ليحظي بشرف الاشتراك بغض النظر عن أنه فاز بجائزتها أو لم يفز لأن حفظ القرآن في حد ذاته هو أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها إنسان. وأكد الشهراني أن هذه المسابقات من شأنها أن تزيد معدلات الوعي الديني والأخلاقي والاجتماعي عند أفراد المجتمع والذي تظهر فيه بين الحين والآخر ظواهر قد لا تليق مع ثقافته الدينية وهويته العربية ومن ثم فإن مشاركة الشباب في مسابقات هادفة مثل المسابقات القرآنية تحد من هذه الظواهر السلبية وخاصة عندما يتم تسليط الضوء عليها من خلال وسائل الإعلام ولا شك أن الشباب بحاجة إلي التشجيع والتحفيز للاشتراك في أمور تعود عليهم وعلي مجتمعهم بالخير والفائدة وليس هناك أفضل من كتاب الله تعالي الذي يستطيع أن يحقق الخير كله ومن هنا تأتي أهمية المسابقات القرآنية في إكساب الشباب المسئولية والقدرة علي تحملها وتحمل رسالة الدعوة إلي الله وخدمة الإسلام الحنيف. ومن أوزبكستان يقول أبرار علي موف: أشارك في المسابقة العالمية للمرة الأولي في الفرع الثاني وكما شاركت في مسابقات أخري داخل أوزبكستان وفي المملكة العربية السعودية ووفقني الله للاشتراك في مسابقة مصر عن طريق ترشيح سفارة مصر في أوزبكستان وبالفعل تقدمت لحرصي الشديد علي التفوق في هذا المجال. ويضيف أن من دفعه لحفظ القرآن الكريم والده وأتم حفظه وهو لم يكمل الرابعة عشرة من عمره. ويقول أيضاً للأزهر مكانة كبيرة لدينا فكل طلاب أوزبكستان يتمنون الدراسة فيه. وأتمني أن ألتحق بالأزهر بعد انتهائي من الدراسة بجامعة طشقند. ويقول عادل براني من موريتانيا طالب في جامعة نواكشوط إنه حفظ القرآن منذ دخوله المرحلة الإعدادية وتعد مشاركته الأولي في المسابقة يقول إنه كان يشارك في المسابقات المحلية لحفظ القرآن داخل موريتانيا. ويضيف أن مدرسيه هم من ساعدوه علي حفظ القرآن ويحفظ علي طريقة الألواح الشهيرة. ومشيراً إلي أن الأسرة الموريتانية تكرم أبناءها من حفظة القرآن الكريم متمنياً أن يحرز مركزاً متقدماً في هذه المسابقة خاصة أنها تقام في شهر القرآن الذي ارتبط معه بحفظ القرآن وتلاوته وتدبره أكثر من أي شهر غيره. بالإضافة إلي أنه يحرص علي تعليم الأطفال الصغار آيات القرآن ليخدم به أهالي بلده مشيراً إلي أنه يتخذ من الشيخ الحصري مثلاً أعلي له في قراءة القرآن وتجويده. ومن أوغندا يقول إبراهيم كمالرا: شاركت مرتين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن حيث كان والدي يشجعني دائماً لحفظ القرآن وتجويده منذ صغري وأتممته في الثانية عشرة من عمري. ويضيف أن هناك تطوراً كبيراً في تنظيم المسابقة ويتقدم بالشكر لوزارة الأوقاف وكل من ساهم في إخراج الاحتفال بهذا الشكل. ويقول: إن دراستي للقرآن وتدبري له غيرت كثيراً في شخصيتي وتعاملي مع الآخرين وأقوم بتحفيظ القرآن في حلقة داخل المسجد وأنوي الاستمرار في هذا المجال ومواصلة الدراسات الشرعية. الفائزة نورهان رضا إبراهيم - تحفظ القرآن الكريم كاملاً وعمرها ثماني سنوات.. تلميذة بالصف الرابع الابتدائي الأزهري بمعهد محمود درغام الأزهري بدمياط. تقول نورهان .. اشتركت في المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم كاملاً .. والحمد لله حصلت علي مركز متقدم .. وقد بدت حفظي للقرآن منذ ثلاث سنوات وانهيت منه في عامين ونصف وأنا أراجعه الآن استعدادا لحفظ القرآن بالقراءات. أما ناريمان موسي وهي تلميذة أيضاً بالصف الرابع الابتدائي. وتحفظ القرآن الكريم كاملاً فتحكي قصتها مع القرآن قائلة : بفضل الله تعالي بدأت أحفظ القرآن الكريم وعمري 5 سنوات علي يد والدي مدير مدرسة وهو يحفظ القرآن الكريم وأئمة في عامين.. وكنت أحفظ عشر آيات كل يوم وأراجعها في اليوم التالي قبل بداية الحفظ حتي فرغت من حفظه تماماً .. واستعد الآن للالتحاق باحد معاهد القراءات لحفظ القرآن بالقراءات العشرة. تقول ناريمان: مساعدة والدتي ووالدي علي تهيئة الجو المناسب للحفظ وكان لوالدي الجانب الأكبر حتي حفظت القرآن كاملاً. وتروي الفائزة نورا أحمد البسيوني - من نبروه محافظة الدقهلية - قصتها مع القرآن الكريم فتقول: رغم انني أحفظ القرآن الكريم كاملاً إلا انني فضلت أن التحق بالمركز الرابع حتي أتمكن من الفوز وقد شاركت في العديد من المسابقات المحلية للقرآن الكريم وحصلت علي العديد من الجوائز. ويقول والدها أحمد البسيوني: إن نورا هي الابنة الثالثة التي تحفظ القرآن فقد سبقها عبدالله ومريم وهم يحفظون القرآن أيضاً.. وقد حرصت علي أن أعلم أبنائي جميعاً حفظ القرآن الكريم حتي أنال رضاء الله في الدنيا والآخرة. أما إسماعيل فؤاد إسماعيل - المستوي الثاني في الفرع الثالث - في حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو طالب بكلية التربية - محافظة البحيرة فيري أن حفظ القرآن الكريم سبب تفوقه الدراسي وسبب رئيسي في سعادته في الدنيا.. ولذلك فهو يطالب الجميع بحفظ القرآن الكريم. ومن طريقة حفظه يقول: بدأت أحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.. حتي أتممته كاملاً أنا واخوتي لأن والدي كان حريصاً علي أن أحفظ القرآن وكان له ما أراد بفضل الله تعالي. يضيف: التحقت الآن بمعهد قراءات دمنهور للحصول علي إجازة بالقراءات العشر في القرآن الكريم. ويقول محيي الديبون - من دولة طاجكستان وهو متسابق في الفرع الثالث في حفظ القرآن الكريم كاملاً: الحمد لله أحفظ القرآن الكريم علي يد أحد المحفظين الكرام الذي قام بتحفيظي القرآن لأنه تعلم في الأزهر.. وقد كنت أجد صعوبة في الحفظ في البداية ولكن بفضل الله زالت هذه الصعوبة بعدما تعلمت مفردات اللغة العربية.