أيام العورة علي حقيقتها كما قال أبو ذر - رضي الله عنه وأرضاه - فإننا نري عورات المسلمات بل نري عورات المسلمات المغلظة . نري العورات المغلظة علي الشواطيء العارية . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي قال : " اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب ". وصف عجيب . والحديث رواه الحاكم في "المستدرك" وصححه علي شرط الشيخين ووافقه الذهبي. يقول النبي - عليه الصلاة والسلام : " اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب" "14" وإن جل الأمة الآن لا يتبعون العلماء . بل يتبعون السفهاء . بل يتبعون الروبيضات . يتبعون الروبيضات الذين أخبر عنهم النبي كما في حديثه الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده . والحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة . قال - عليه الصلاة والسلام : " سيأتي علي الناس سنوات خداعات . يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الروبيضة " قيل : من الروبيضة يا رسول الله؟ قال : " الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " " 15" هذا هو الذي يتكلم الآن. الروبيضة. فالأمة لا تتبع الآن العلماء بل تتبع السفهاء. بل تكُرم السفهاء . ما لو أقاموا لله شرعاً لأقاموا عليهم الحد. والله تكرم الأمة الآن من يجب أن يقام عليهم الحد . هذا واقع أليم . لا تتبع الأمة العلماء. ولا تستحي من أهل العلم أبداً قلوبهم قلوب الأعاجم . قلوب الغرب ألسنتهم ألسنة الغرب. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويزداد الأمر خطراً يا شباب . إذا علمنا أن النبي قد أخبر أن الفتن تُعرض علي القلوب . وهذا مكمن الخطر . أن الفتن تعرض علي القلوب . كما في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن النبي قال : " تعرض الفتن علي القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتي تعود القلوب علي قلبين : قلب أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض" "16". اللهم اجعلنا من أصحاب هذه القلوب البيضاء التقية النقية التي لا تضرها الفتن ما دامت السماوات والأرض برحمتك يا أرحم الراحمين. يقول ابن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه : أخاف عليكم فتناً كأنها الليل - تدبر - أخاف عليكم فتنا كأنها الليل يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه - يا الله!! أخاف عليكم فتنا كأنها الليل يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه . إيه ورب الكعبة / كم من قلوب ماتت الآن في الصدور . كما تموت الأبدان وأصحابها لا يشعرون . يموت القلب تحجب الفتن القلوب عن أنوار الإيمان عن علام الغيوب {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَي قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{14} كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذي لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين/14" . يقول : أخاف عليكم فتنا كأنها الليل من سوادها وظلامها . يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه والعياذ بالله تنكت الفتنة في القلب . إن تشرب القلب الفتنة تنكت في القلب نكتة سوداء . فإن لم يتب العبد إلي الله ويرجع يتشرب قلبه فتنة أخري تزيد بقعة السواد في قلبه . فإن لم يرجع إلي الله - جل وعلا - بالتوبة والأوبة تعرض علي قلبه فتنة ثالثة . فيشربها القلب فتزيد بقعة السواد وهكذا . حتي يحجب سواد الفتن نور الإيمان في القلوب كما قال النبي في الحديث الذي ذكرت مرارا وهو حديث صحيح رواه أبو نعيم والديلمي وصححه الألباني من حديث علي رضي الله عنه - أن الحبيب النبي قال : " ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينما القمر مضيء فعلته سحابة فأظلم . فإذا تجلت عنه أضاء القمر في كبد السماء ينير . فإذا تحركت سحابة كثيفة وحالت بين القمر وبين الأرض حجبت السحابة نور القمر عن الأرض ""1". كذلك القلب يا إخوة إذا تكون الران في القلب وإذا تكاثفتت سحب المعصية والذنوب علي القلب . حجبت هذه السحب الكثيفة المظلمة نور الإيمان في القلوب . فإن تاب العبد إلي علام الغيوب وعاد إلي الله - جل وعلا - ورجع انقشعت تلك السحب أنقشعت سحب المعصية بماذا؟ بالتوبة فيجع القلب يرجع الإيمان في القلب إلي حالته من النور والتلألؤ والإشراق.