الوصفات تقتحم صيدليات مصر يعتقد كثيرون أن الأعشاب إن لم تنفع فلن تضر مما ساهم في انتشار تجارتها علي الأرصفة في أكياس مختلفة كل منها يعالج مرضا معينا بالإضافة لاقتحام هذه الوصفات لبعض الصيدليات في مصر وقد يتضح أحيانا أنها أعشاب منتهية الصلاحية والتي يتم تحضيرها بطريقة عشوائية في مخازن وأماكن غير مجهزة وتعبئتها في زجاجات وأكياس بلاستيكية بهدف طرحها في السوق علي الأرصفة مما لا شك أن الأعشاب الطبية تفيد في علاج العديد من الأمراض العضوية ولكن يبقي استخدام وتناول الأعشاب الطبية مرهوناً بوصف الطبيب وهذا ما دعانا لرصد مخاطر تناول الأعشاب بطريقة عشوائية علي صحة المرضي وفوضي استخدامها في مصر من خلال آراء المتخصصين في علم الأدوية والعقاقير. يقول د.محمد شرف مستشار العلاج الطبيعي ومدير المؤسسة العلاجية أن الأعشاب الطبية جزء أساسي من صناعة الدواء والعلاج في العالم وعلي مر التاريخ ولا تحظي باهتمام كبير في دول العالم وخاصة ألمانيا والنمسا وحاليا الولاياتالمتحدة وبالطبع لا ننسي العلاج العشبي في كل دول آسيا فالدواء بصفة عامة إما أنه دواء مخلقة من تركيبات كيميائية كالذي نجده في الصيدليات أو دواء مثلي وهو الدواء المكون من عناصر كيميائية أساسية دون براءة الاختراع لدواء معين وبالتالي يكون أرخص ثمنا بكثير أما المكون الثالث العلاج العشبي والأعشاب بصفة عامة كما أنها لها تاثيرات مفيدة جدا إلا أنها لها تأثيرات ضارة وأحيانا سامة جدا وأقوي السموم الدنيا عشبية وإذا فتحت علبة الدواء نجد بداخلها المحاذير التي يجب مراعاتها عند استعمال هذا الدواء وكذلك المضاعفات التي قد تنشأ عن استعمالها والأدوية الأخري التي لا يجب ألا أن يستعمل معه، أما في حالة كيس العشب الذي نشتريه فإننا لا نجد شيئا من هذا الدواء الذي يصفه الطبيب بعد أن يصل إلي تشخيص حالة المريض، أما الأعشاب فيصفها بائع الأعشاب الذي يستمع إلي مجرد شكوانا وهنا تكون الخطورة فبائع الأعشاب قد يكون جاهلا أو مستجدا علي هذه الحرفة وليس لديه الخبرة الكافية فيأتي إليه من يشكو من الصداع ويعطيه عشبة عادية بينما يكون السبب هو ارتفاع ضغط الدم فينتهي الأمر بالمريض إلي الشلل أو الوفاة ولكن المصيبة أن بعضهم لا يتحلي بصفة الأمانة. ويبين د. محمد أن العشبيين القدامي من ذوي الخبرة والحنكة الذين توارثوا هذا العلم جيلا بعد جيل اختفوا وحل محلهم أبناؤهم الذين ورثوا محلاتهم ولم يرثوا علمهم فيتسببوا في العديد من الكوارث والأزمات لعل أشهرها السيدة التي ضبطت تعالج السمنة وهي خريجة تجارة متوسطة لأنها ورثت عن أبيها أكبر محل عشبي في مصر مما تسبب في بعض الوفيات من حالات كانت تعالجهم بأعشاب تسبب الإسهال الشديد فيشعر المريض بأنه قد نقص وزنه والحقيقة أنه قد فقد جزءا كبيرا من الماء الذي في جسمه فيصاب بجفاف شديد الذي قد يؤدي إلي الوفاة. ويقترح د. محمد بعض الحلول وهي أن يقدم معهد التغذية دورات تدريبية وبرامج تعليمية للعشابين قبل أن يسمح لهم بالتجارة في الأعشاب وأن تخضع العبوات العشبية التي عليها وصفات طبية إلي قواعد أكثر دقة وصرامة من المعمول بها والتركيز علي تدريس التعامل مع الأعشاب لطلبة كلية طب وصيدلة بحيث يمكن للأطباء كتابة وصفة عشبية ينفذها العشاب المرخص له العمل في هذا المجال. ويقول د. محمود خيال أستاذ في أدوية طب الأزهر لا يوجد ما يسمي أعشاب والله لا يخلق أعشابا أو نباتات مخصوصة للعلاج ولكن في كل النباتات مواد مفيدة للصحة والواجب التعرف علي المواد واستخلاصها ودراستها بمعني دراسة تأثيرها علي جسم الإنسان ودراسة احتمال وجود آثار جانبية علي الصحة أو احتمال تفاعلها مع أدوية أخري وقد يصادف أن المريض ياخذ الاثنين معا فالنباتات الطبيعية يختلف تركيز المادة الفعالة علي حسب الجزء المعين من النبات الذي يستعمل.